أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

السياسي والشعب وحزب الله

مجلة تحليلات العصر الدولية - ناجي امهز

هناك إجماع عند كافة المواطنين اللبنانيين ان غالبية السياسيين مع حاكم مصرف لبنان والمصارف خدعوهم، والدليل ان كافة الوعود لم يتحقق منها شيء، إضافة ان الليرة ليست بخير بل توفت وانهارت، وغالبية المؤسسات أفلست والشركات سكرت والمواطن غير قادر على استعادة امواله الا بالقطارة، هذا بحال استعادها، وتبين أن الرابح الوحيد هم فقط عدة أشخاص من السياسيين وأصحاب البنوك، على حساب الشعب وبقاء الوطن.

وهذا دليل كافي أنه في لبنان لا يوجد مواطنين او بين مزدوجين شعب، لان السياسي لو كان يقيم وزنا للشعب، أو يحترم المواطنين لكان اقله اما استقال او اقال حاكم البنك المركزي وهو موظف كأي موظف بمؤسسة عامة، وحاسب البنوك التي كذبت على الشعب اللبناني ان همها هو تطوير الاقتصاد وخلق فرص إنتاجية وتأمين حياة كريمة للمواطنين.

ولا أحد يقول لي ان الحزب حامي السياسيين والبنوك او انه يريد السيطرة على البلد، لانه لا يوجد أحد تضرر من السياسيين الذين يهاجمونه ليلا نهارا، ومن سياسة العقوبات ، وتقييد أموال مثل ما تضرر الحزب، وخطاب السيد مازال حتى هذه اللحظة ينشر، متوجها للبنوك ويناشدهم ان يدعموا واحد بالمائة من الأرباح التي جنيت من هذا الشعب المعتر الذي أصبح مفلسا.

كما عليكم ان تحددوا، اما الحزب يحمي السياسيين او انه يريد أن يحكم البلد، اذا قررتم ان الحزب يريد أن يحكم البلد فلا يحق لكم ان تقولوا عنه أنه يحمي السياسيين، لان الذي يريد أن يحكم البلد يجب عليه إنهاء دور السياسيين.
واذا كان يحمي السياسيين ويقوي نفوذهم اذا هو لا يريد أن يحكم البلد.

ولو كان الحزب يعلم أن الشعب سيكون معه ضد السياسيين لتحرك من اول يوم وواجههم، لكن الحزب يعلم أنه بحال توجه ضد أي سياسي فإن الفتنة ستشتعل والعصبية الطائفية ستنتشر وتتمدد.

لان المشكلة ليست بالسياسيين وحدهم بل بالشعب، الذي يعتقد ان هذا السياسي او ذاك همه الشعب.

بالرغم ان الدواء مقطوع عن كل الطوائف حتى حبة الاسبرين التي هي ارخص منتج غير متوفرة، تجد كل طائفة تدافع عن سياسيها، مع ان السياسيين لو يخافون الله او همهم طائفتهم والشعب لكان اقله تحركوا وغضبوا، لان كل مريض يموت بسبب فقدان الدواء هو برقبتهم.

اما مقولة فلان قادر على الانقاذ وعلان سيشيل الزير من البير، أيضا هذه كذبة كبيرة، فالجميع يعلم أنه بالختام واصلين إلى رفع الدعم، فالزرع لا ينبت بالاحلام، بل بالعمل، والشعب اللبناني غير قادر على تأمين قوت يومه ولا قادر على شراء اي شيء من الكماليات كما أنه عاجز عن الإنتاج والربح بظل تدهور العملة وتوقف العجلة الاقتصادية، اذا الدولة غير قادرة على جباية الضرائب والرسوم،
اذا من أين سيكون الدعم،
وايضا جميع الحكومات لم تفكر يوما بالشعب، فلا نقل عام، ولا خطط تطويرية، ولا وضع حدا للبطالة.
الجميع يقول قدم المشاريع، ما فائدة المشاريع ان لم تنفذ، وانا قدمت مشروع لزوجتي باني سأبني لها قصرا وكل سنة سأخذها بجولة سياحية حول العالم ولم أحقق وعدا واحدا من وعودي.

وعندما يتوقف الدعم عن المحروقات ماذا يفيد كل ما نسمعه ولا يوجد نقل عام، فالمواطن الذي معاشه مليونا ليرة غير قادر ان يصل إلى عمله بسيارات الأجرة، وغير قادر على شراء تنكة البنزين، هذا بحال لم تتعطل سيارته.

علينا أن نستيقظ، كل ما نسمعه كذب بكذب، معظم السياسيين وأصحاب البنوك غير مستعدين لصرف دولار واحد من أجل الوطن.

مثلا الجيش اللبناني الذي هو العامود الفقري للكيان اللبناني والمؤسسة الوحيدة التي يمكن ان تنقذ الوطن، وهي التي تحمي الشعب، وتحافظ على الانصهار الوطني ووحدته، وهي مؤسسة يشهد لها بكل كلمات الفخار والنزاهة والاعتزاز والوطنية، وتضحيات قادتها وجنودها وتفانيهم اكبر واعظم من كل الكلمات التي من الممكن أن تقال بحقهم، وبالرغم من الانضباط العالي والتقيد بكافة القوانين، انظروا كيف يعامل غالبية السياسيين هذه المؤسسة العريقة.

للاسف لبنان انتهى لان معظم السياسيين الذين يعلمون أن تسعيرة انتخابهم للمواطن لا تعادل ثمن حمار امتطوا عصبيته الطائفية، مما حول المواطن إلى عاجز عن شراء حمار يركبه.

وصدقا غالبية السياسيين يستكثرون على الشعب صفة غنم، لأنهم لو كانوا ينظرون إلى الشعب على أنه غنم كانوا قدموا له السكن والعلف والرعاية البيطرية، وحموه من الذئاب، لكن غالبية السياسيين هم الذئاب التي تفتك بالغنم..

واصلا نحن لسنا حتى بمزرعة، فكل صاحب مزرعة يعمل على تطويرها وفلاحتها وصيانتها، وتأمين المعدات الزراعية والكهربائية لها.

نحن للاسف بغابة لا يوجد فيها الا وحوش لا تحترم حتى قانون الغريزة، فالحيوان يقتل عندما يجوع، إنما في لبنان غالبية الساسة يقتلون لخلل عقلي وجنون مارسوه لعقود، ومستعدين باي لحظة العودة الى ممارسته.

القادم سيء جدا، جدا، فلا المؤتمنين على البلاد والعباد هم اهلا للامانة، وايضا الخارج غير مكترث بما يحصل للبنان…

والشعب يعيش حزورة زهرة الربيع وينتف ورقة قائلا البلد بتزبط ثم ينتف الثانية قائلا البلد ما بتزبط،
وبانتظار ما يقوله البصارين وقارئين الكف والفنجان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى