أحدث الأخبارالبحرينالخليج الفارسيةالعراقمحور المقاومة

السيد نوري المالكي الأمين العام لحزب الدعوة الإسلامية يدعم مبادرة الحوار الوطني في البحرين

مجلة تحليلات العصر الدولية

وهو ما أكده في كلمته في احتفالية حركة الوفاق الوطني الإسلامية بمناسبة الذكرى العاشرة لاندلاع الانتفاضة البحرانية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
بسم الله الرحمن الرحيم
أعبِّر ــ ابتداءً ــ عن سعادتي وتفاؤلي بمبادرة الحوار الوطني في البحرين، والتي تمثل إرادة أبناء الوطن الواحد وشركاء المصير والحاضر والمستقيل. كما أشدّ على أيدي القائمين على هذه المبادرة المهمة والضرورية، وكلّي أمل بالله (تعالى) وبجهودهم لإيصال المبادرة الى الخواتيم المرضية، ليكسبوا أجر الشفاعة الحسنة (( مَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً حَسَنَةً يَكُنْ لَهُ نَصِيبٌ مِنْهَا وَمَنْ يَشْفَعْ شَفَاعَةً سَيِّئَةً يَكُنْ لَهُ كِفْلٌ مِنْهَا وَكَانَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ مُقِيتًا)).

وأجد من الإنصاف هنا الإشادة بالروح الإنسانية والدينية والوطنية الشجاعة للأحبة في “حركة الوفاق الوطني الإسلامية” وهم يشاركون في مثل هذا الحوار؛ رغم معاناتهم الكبيرة القائمة، على المستويين العام والخاص، بما في ذلك وجود أمينهم العام وكثير من قادتهم وكوادرهم في السجون، ووجود آخرين من رموز الشعب البحراني في المنافي، وفي المقدمة سماحة آية الله الشيخ عيسى قاسم (حفظه الله)، وإن دلّ هذا على شيء فإنما يدل على طهارة النوايا وقوة العزيمة وصدق الإرادة ونكران الذات، من أجل أهداف أكبر وأسمى، فيها رضى لله ورسوله وآل بيته، وفيها استقرار وسلام ونماء سياسي واجتماعي مستدام للبحرين الشقيق، وأمان ورفاه لشعبه العزيز.
ولكي يكون تفاؤلنا واقعياً؛ فلابد أن تكون برامج مبادرة الحوار الوطني هذه وخطواتها؛ منهجية وواقعية وعملية، ولاتكتف بالشعارات والأقوال، لأن الحوار الذي ينطوي على موضوعات إشكالية كبيرة وأساسية، ليس هدفاً بذاته، بل أن الهدف هو تحقيق نتاج سياسي واجتماعي وطني مشترك، يجتث كل ألوان التمييز، ويحقق المشاركة السياسية الحقيقية، ويفضي الى الاندماج العادل المتبادل بين شعب النظام ونظام الشعب. فالاندماج لايعني دمج مكوِّن مذهبي بالنظام، سواء مثّل أكثرية أو أقلية سكانية، ولا دمج المعارضة بالنظام، بل يعني اندماجاً متبادلاً، مقيّداً بحقائق الديمغرافيا والاجتماع السياسي والديني للبلد، أي أن الاندماج مهمةٌ مشتركةٌ تقع على عاتق الطرفين، وليس اندماجاً من طرف واحد.

ومن المهم أن ينطلق الحوار من قواعد الإصغاء الجيد، والانفتاح والوضوح، ولغة الحكمة والتسامح، والتنازلات المتبادلة، والاعتراف بحقوق الطرفين وواجباتهما؛ وصولاً الى الاتفاق على الأهداف الوطنية المشتركة التي ينبغي أن يفضي اليها الحوار. وأعتقد أن قضايا الخلاف الأساسية التي ينبغي معالجتها في هذا المجال، تنقسم الى مجموعتين من القضايا:
الأولى: آنية وعاجلة، وفي مقدمتها إطلاق سراح المسجونين وعودة المنفيين ونقض قرارات حل الجمعيات، والكف عن شعارات إسقاط النظام، لكي يكشف الطرفان ــ من خلالها ـــ عن حسن نواياهم ويمهدوا لخلق حالة الثقة والأمان المتبادل.
والثانية: ستراتيجية وطويلة الأمد، وتُعنى بالوضع الدستوري والقانوني والسياسي والاجتماعي والمذهبي العام. وهي قضايا مزمنة وواضحة للجميع، ويمكن ـــ لمقاربتها ـــ تطوير تجارب سابقة مقبولة، حققت للبحرين استقراراً سياسياً واجتماعياً نسبياً.

ولسنا هنا في وارد التفصيل في هذه القضايا، لأن أهل البحرين أدرى بشعابه، وما مشاركتنا هذه إلّا رغبة منا في رؤية البحرين الشقيق مستقراً آمناً، ويحس فيه كل مواطن بالانتماء الحقيقي للدولة ونظامها السياسي وحكومتها وبرلمانها. ونؤكد للأطراف البحرانية المعنية، بأننا لانشجع مبادرة الحوار هذه وحسب، بل مستعدون، بما نمتلكه من علاقات أخوّة وصداقة مع الجميع، أن نساهم مساهمة فاعلة في إنجاح المبادرة، في حدود ماترتئيه الأطراف. والله من وراء القصد.
((وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ* الَّذِينَ يُنفِقُونَ فِي السَّرَّاءِ وَالضَّرَّاءِ وَالْكَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللَّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ)) صدق الله العلي العظيم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى