أحدث الأخبارلبنان

السيد هاشم صفي الدين خلال اللقاء الخاص الذي أقامته التعبئة التربوية في الحزب في المنطقة الأولى للهيئات الإدارية والتعليمية في مدارس المنطقة…

مجلة تحليلات العصر الدولية

إن موضوع دخول صهاريج المازوت إلى لبنان، ليس فقط من أجل مازوت، وإنما أمر يتعلق بالبحار والمحيطات، فالإسرائيلي قال أنه لا يستطيع أن يفعل شيئا مع البواخر التي أرسلتها الجمهورية الإسلامية الإيرانية إلى حزب الله، والسبب، أنه لا يريد أن يدخل حزب الله في معادلة حرب البحار، وهذا يدل على نقطة الضعف عند الإسرائيلي، وهو ما زاد من قوتنا، فإسرائيل تعرف أن صواريخنا تطال إلى أبعد نقطة داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة، وبالتالي نستطيع أن نمنع أي سفينة من أن تدخل إلى عكا وحيفا وتل أبيب أو إلى أي مكان، فهل تستطيع إسرائيل أن تكمل بهذا الشكل في حال اعتدت على البواخر الإيرانية؟.

نحن حتى الآن لم نخض معركة إخراج الولايات المتحدة الأميركية من أجهزة الدولة، ولكن إذا جاء اليوم المناسب وخضنا هذه المعركة، سيشاهد اللبنانيون شيئا آخر، فنحن لم نخض هذه المعركة، لأننا نعرف ما قدرة تحمل هذا البلد، فأميركا عدو لا تقل عداوة عن إسرائيل، وأحيانا أكثر عداوة منها، ولكن نحن نرى ونسمع ونقدر الموقف إن كان بإمكان اللبنانيين التحمل أم لا، وكذلك نحن حريصون على البلد في استقراره وهدوئه، والجميع يرى ماذا نفعل من أجل بقاء هذا الوطن.

إن المعركة التي فتحت في موضوع المازوت، هي نقلة نوعية في مواجهة الحصار الأميركي والغربي الظالم على لبنان، وهذه ليست الخطوة الأخيرة، وإن شاء الله لا نحتاج إلى الخطوة الثانية والثالثة، ولدينا خطوات كثيرة قادرون على فعلها، وهي تحرجهم وتلبكهم، وقد تكون كلفتها أكثر، ولكن كما يقول الله تعالى إن تكونوا تألمون فإنهم يألمون كما تألمون وترجون من الله ما لا يرجون، وعليه فإننا نعرف كيف نوجعهم، وكيف نهدد لهم مصالحهم، وليس ضروريا بالسلاح”

إن الوضع السياسي في المنطقة فيه الكثير من التغيرات والتبدلات، والأميركي يحاول أن يمنعنا من أن نستثمر هذه التبدلات والانتصارات، ولكنه لن يستطيع أن يمنعنا من ذلك، وعاجلا أم آجلا سنصل إلى استثمار هذه الانجازات التي ستغير وجه المنطقة، ولبنان عادة عندما يتغير وجه المنطقة، ليس لديه حل، وعليه أن يتموضع، وتنعكس عليه كل الألوان الآتية من الخارج، فإن كانت زاهية فإنه يزهو، وإن كانت بالية فإنه يبلى، وإن شاء الله المقبل زاه وليس باليا.

لدينا تحديات كثيرة اليوم ومنها الإقليمية، ونحن أصبحنا جزءا أساسيا من المعادلة الإقليمية، ونعرف أن بعض اللبنانيين يخافون من هذه الكلمة، ولكن هذا شأنهم، وأما نحن فعلينا أن نحمي بلدنا وناسنا وشعبنا ومستقبل بلدنا، وأن نحصن لبنان، وبالتالي لا مجال لتحصين لبنان إلا أن نكون أقوياء في المعادلة الإقليمية، وأي كلام آخر، لا قيمة له على الإطلاق، وهو يندرج في خانة الاستسلام والتنازل لمصلحة إسرائيل التي تصرخ من حضورنا وسلاحنا ومقاومتنا، ولا تنام الليل من الانجازات التي حققناها

تصدينا وتحملنا المسؤولية بالموضوع الشعبي والمعيشي والمالي والاقتصادي، وكان لدينا أهداف، أولا أن نجعل العدو في حالة يأس، وثانيا أن نحضر مع ناسنا ونعيدهم إلى الوضع الطبيعي ما أمكن، وثالثا أن نصمد في المعركة التي كانت تشن علينا، والصمود هو من أهم الأمور، وصحيح أنه لا يمكن أن نؤمن للناس كل احتياجاتها، ولكن نستطيع نحن والناس أن نصمد سويا، فالصمود له نتائج عظيمة، تماما كما صمدنا في حرب تموز مدة 33 يوما، فحينها لم ندخل إلى حيفا ولا إلى عكا ولا على أي مكان، ولكن صمودنا كان هو الانتصار، وحصدنا نتائج هذا الصمود، وكذلك في معركة التي أرادها الأميركي والإسرائيلي ومن معهما لإركاع اللبنانيين وأخذ لبنان إلى مكان آخر، كان المطلوب من الجميع أن يصمدوا، وأن نفكر كيف يمكننا أن نجعل العدو في حالة يأس من الوصول إلى أهدافه، وأن نقوم ببعض الخطوات التي نحقق فيها انجازات ونقلب المعادلة، ونحن رسمنا هذه الأهداف أمامنا، وقلنا إنه علينا أن نسير بالقدر المستطاع، وقد قال سماحة الأمين العام منذ بداية الأزمة، بأنه إذا كان هناك من يفكر بتجويع اللبنانيين وبإنهائهم ونبقى ساكتين، فهذا لن يحصل، ولا يمكن أن نقبل به أبدا .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى