أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

الشعب اليمني هو من يرسم حدود الشرعية

مجلة تحليلات العصر الدولية - د.علي الطويل

الملايين التي خرجت اليوم في اليمن والتي دعت اليها الفعاليات الشعبية اليمنية بمناسبة انتهاء العام السادس للعدوان الامريكي السعودي والاماراتي على اليمن ، قد اعطت صورة ناصعة عن الهوية والعقيدة السياسية لهذا الشعب ، ورسمت الافق المستقبلي للمنازلة الطاحنة بين اليمن ومن يناصبون له العداء ، ومن خلال مسيرات هذا اليوم اصبح بامكان اي محلل او مراقب ان يستشرف مستقبل هذا الشعب ، وماستاؤل اليه مسارات الحرب المفروضة على هذا البلد العربي المظلوم من قبل جيرانه العرب الفاقدين لاي خلق عربي او اسلامي ، فملايين الشعب اليمني اليوم قد رسمت لوحة رائعة على ارض اراد العدوان السعودي ان يحولها الى ركام ودمار شامل ، ولكن النفوس الابية بقيت صامدة وثابته لم تتنازل مبدائها وحقوقها .
ان الحرب الظالمة التي شنها السعوديون والامارتيون على هذا البلد قد رفعت يافطة الشرعية وباسم هذه الشرعية تم تدمير بلد عريق وتقطيع اوصال الحياة فيه ، فاي شرعية يدافع عنها السعوديين والاماراتيين اذا كانت كل هذه الملايين تهتف ضد هذا العدوان ، بل ان الشرعية الحقيقية هي لمن حرر الارض ومن احاطت به قلوب الناس واطاعته وامرته عليها ، فهذه الحشود الجماهيرية التي قل ان نجد لها نظير في العالم ، انما خرجت لتحديد الشرعية ولمن تكون الشرعية ، فاذا كانت الشرعية لاترسمها الجماهير فعن اي شرعية يتحدث قادة العدوان ، قد افرزت مظاهرات اليوم رسائل بليغة عديدة و متشعبة منها ؛
1. ان هذا الشعب العربي الاصيل لايمكن ينال من اصالته الجوع والحصار ، فرغم قساوة الظروف وطبيعة العدو الذي لايملك الانسانية ، فان الشعب اليمني لم يتاثر ولم يتراجع ولم ينفذ صبره .
2.ان هذه الاعداد المليونية التي حضرت في الساحات بعد كل هذه الاعوام من الحرب ، فانها ترسم صورة المستقبل لهذا البلد .
3. انها وجهت رسالة بالغة لدول العدوان ان طول المعركة سيكون وبال عليهم وليس على الشعب اليمني .
4. ان تزامن الضربات الجوية اليمنية وحضور الشعب في الساحات انما هي تعبير صادق عن التلاحم الشعبي مع اللجان الشعبية والجيش اليمني الذي يقاتل لتحرير ارضه من مرتزقة العدوان .
5. ان التطور التكنلوجي ، الصاروخي والطائرات المسيرة رغم الحصار وقلة الموارد والضائقة المادية لليمن قد كانت نتيجة اصرار هذا الشعب وعزيمته وصبره وهو ماعبرت عنه مسيرات اليوم في صنعاء والمدن اليمنية المختلفة .
6. ومن الرسائل الاخرى انها عرت ادعاءات امريكا في الدفاع عن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وان ذلك مجرد خداع للراي العام العالمي ، فالامريكان يقفون بلا ادنى شك وراء هذه الحرب وهم من يغذيها ، اليس الشعب الذي عبر عن رايه اليوم في اليمن؟ ، فمن يدافع عن حرية الراي يفترض ان يكون له راي تجاه العدوان الذي رفضه الشعب وليس داعما له.
ان السعوديين الذين اخذوا يستجدون السلام ويستصرخون المجتمع الدولي للتدخل في ايجاد حل يحفظ ماء وجوههم على الاقل ، بعد ان كانوا يتجبرون في تصريحاتهم ، وهذا الاستجداء يعبر عن مقدار الوجع الذي يقع عليهم جراء شدة الضربات طول مدة الحرب، وزيادة الانفاق الذي ينذر بافلاس هؤلاء كمحصلة حتمية لما ارتكبوه من حماقة غير محسوبة النتائج ، كما ان ضرب شرايين الاقتصاد السعودي في الدمام والرياض وغيرها من مواقع النفط وشركة ارامكو قد زاد من عمق الازمة التي يعيشونها ، وانه كلما طال امد هذه الحرب فان ذلك قد يعجل في زيادة الازمات التي ستسرع في انهيار نظامهم ، ان امام اليمن حكومة وشعبا مهمات اكبر ، ولكنها لن تطول حتى يتحقق النصر الناجز ، فمزيد من الصبر ، ومزيد من الثبات وعدم التنازل عن الحقوق ، وعدم الانجرار لخدع الاعداء كفيلة بهزمة الاعداء ، فالعدو قد بانت علامات انهياره بالافق فبدا يخادع بمبادرات السلام بعدما اعجزه صبر اليمنيين وشجاعتهم في الحرب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى