أحدث الأخبارالعراقايرانمحور المقاومة

الشهيدين الحاج سليماني وابومهدي ودورهم في ترسيخ القطبية الاسلامية و تفكيك نظرية القطبية الاحادية

مجلة تحليلات العصر الدولية - محمد صادق الهاشمي

اهمية البحث
منذ عام 1991، تم إسدال الستار على المشهد الأخير من العلاقات الدولية المحكومة بالثنائية القطبية، اذ تم الإعلان عن نهاية الحرب الباردة بتفكك الاتحاد السوفيتي رسميا ينهاية ذلك العام، وولادة المشهد العالمي “الجديد” المحكوم بالرؤى والممارسات الأحادية للنظام الدولي في طوره الأمريكي .وأدى التطور التكنولوجي الأمريكي أيضاً إلى انفراد الولايات المتحدة بالتخطيط الأستراتيجي، واتخاذ القرارات السياسية من دون استشارة كافية من باقي حلفائها الأوربيين، وصاحب ذلك ظهور مصالح جديدة للولايات المتحدة في اتجاهات جديدة، ومنها اتجاهها إلى العمل العسكري منفردة وإن كان ذلك يتم تحت غطاء الشرعية الدولية في أحيان كثيرة .وقد تم ذلك بالاعتماد على مجموعة من الأفكار والاستراتيجيات والنظريات التي ظهرت بعد الحرب الباردة التي عدت بحق المرجعية الفكرية للقطبية الاحادية الامريكية ، اذ ان لهذه النظريات والافكار والاستراتيجيات الدور الكبير، فضلا على المفكرين الاستراتيجيين وغير الاستراتيجيين ، في هيمنة الولايات المتحدة وتربعها على قمة النظام السياسي الدولي بعد الحرب الباردة ، لاسيما ان الولايات المتحدة تتمتع بوجود كثير من المراكز الفكرية التي يعمل بها هؤلاء المفكرون ، فضلا على انهم قد عملوا في مدة من حياتهم في كثير من مراكز صنع القرار في الولايات المتحدة ، و ان هذه المراكز ، بما فيها مفكريها الذين ينتمون اليها ، هم في الغالب مرتبطين بمراكز صنع القرار ، اذ ان ما يتم تكليفهم غالباً من الحكومة الامريكية لأعداد تقارير استراتيجية توضح الطريق لدى صانع القرار ، فهذا كله يعمل على ديمومة الولايات المتحدة وبقائها وتفردها على قمة الهرم الدولي .فضلا على تغلغل مجموعة المحافظين الجدد في السلطة منذ مجيء الرئيس الامريكي الاسبق ريغان الى السلطة ومن ثم سيطرتهم على السلطة بشكل كامل مع استلام الرئيس الامريكي السابق جورج بوش الابن للسلطة ، اذ تركزت افكارهم على بقاء الولايات المتحدة منفردة ومهيمنة على النظام الدولي ، فضلا على انها غالبا ما كانت تروج لهيمنة الولايات المتحدة الخيرة على النظام الدولي ، فضلا على منع أية قوة دولية معادية من الصعود الى قمة النظام الدولي ومن ثم مزاحمة الولايات المتحدة عليها ، هذه المجموعة كان لها دور في الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة في اثناء مدة ولايتي الرئيس بوش الابن ولاسيما حربي العراق وافغانستان .فهذه الامور كلها كانت تشكل بدورها مرجعية فكرية يعتمدها صانع القرار في سياسته الخارجية على صعيد النظام الدولي ، ومن ثم بقاء القطبية الاحادية بصورتها الامريكية مهيمنة على النظام الدولي . لم تكن هذه المرجعية الفكرية لتصل الى هذا الحد من التأثير لولا وجود مجموعة من مقومات القوة المادية التي استندت عليها الولايات المتحدة الامريكية في فرض قطبيتها على النظام الدولي. هذه المقومات سواء ما كان منها على الصعيد الداخلي او على الصعيد الخارجي،التي تمكنت الولايات المتحدة من امتلاكها وساعدت الظروف الدولية على امتلاكها ، اذ ساعدت كلها على بقاء النظام الدولي في هيكليته واستقراره على القطبية الاحادية الامريكية .

موضوع البحث
يعالج البحث اشكالية مهمة وهي تعريف القطبية الاحادية وتاثيراتها على المجتمع الدولي والاقليمي في الاطار النظري ثم الاطار التطبيقي يحاول ان يركز على الاساليب والاثار التي تركتها القطبية الاحادية والاهداف الساعية اليها وكيف انتهت الاحداث الاخيرة بقيادة خط المقاوةمة واشرراك عوامل اقليمية ودولية في ايجاد قطبية ثنائية تمنع القطب الامريكي من التحكم بالعالم, هذه القطبية لم تظهر ولم تبرز بجلاء ووضوح الا على يد المقاومة التي تمكنت من ان تقوض مساحة القطب الاحادي وتحاصر تفرده بالعالم وخصوصا المنطقة .

فرضية البحث
ينطلق البحث من فرضية امكانية تشكيل علاقات دولية لايكون النظام الدولي خاضعا الى سيطرة القطب الاحادي الامريكي بل توجد امكانية كبيرة ولها معطيات وتدل عليها عدد من الموشرات في ظهور قطب جديد يقابل القطب الامريكي وتكون دول الممانعة والمقاومة هي قلب ونواة القطب الجديد والبحث هنا يركز على اكتشاف وتحديد ملامح بروز القطب الثنائي

منهجية البحث:
اعتمد البحث على منهج التحليل النظمي لاختبار صدق فرضيته، والوصول الى نتائجه النهائية.

هيكلية البحث
تم وضع خطة للبحث تقوم على تقسيمه الى مبحثين: المبحث الأول هو تحديد للإطار النظري للموضوع، فينشغل بماهية القطبية الاحادية من حيث التعريف، والموارد، والاهمية في ثلاثة مطالب. اما المبحث الثاني، فجرى فيه التركيز على معطيات بروز القطب الثنائي في المنطقة والمحيط الدولي والاقليمي من خلال دراسة واقعها في ايران دولتي العراق وسوريا،ولبنان وتشريك الموقف الدولي والاقليمي وتاثير القطبية الثنائية على التوازنات الدولية .

المبحث الاول: تعريف القطبية الاحادية
وهو نظام تحكمه دولة محورية مهيمنة سياسيا و اقتصاديا و عسكريا على العالم و تسير في فلكها مجموعة من الدول تؤيدها في قراراتها وفق مفهوم النظام الدولي الجديد ويتلخص النظام الدولي الجديد الذي كان شكل ايديولوجية الى القطب الاحادي هو : القوانين الجديدة التي تُسيّر مصالح الدول و الهيئات الدولية تحت سيطرة الولايات المتحدة الامريكية والتي استفادت من انهيار النضام الدولي الالقطبي الثنائي بانهيار المحوزر السوفيتي وهذه هي الظروف الجوهرية التي التي اسهمت في صعود القطبية الاحادية و قد كان انهيار الاتحاد السوفييتي وانتهاء الحرب الباردة عام 1991 أهم تغير طرأ على البيئة الدولية في بداية التسعينات من القرن الماضي، فلقد سبب صدمة عالمية ما لبثت أن أحدثت تغيرات راديكالية في السياسة العالمية، ، وتقلص تواجدها ونفوذها في العالم الثالث وتوجه اهتمامها إلى تأييد إجراءات التعاون مع الولايات المتحدة الأمريكية في حل الخلافات العالمية والإقليمية، ونتيجة لذلك بدا في الأفق نظام عالمي جديد يتسم بالأحادية القطبية الاحادية بدل الثنائية في إدارة العلاقات الدولية التي كانت سائدة في العقود السابقة، وبرزت الولايات المتحدة بمثابة القوة العظمى الوحيدة في العالم.
نعم انتهت المنافسة الطويلة على السيطرة العالمية في القرن العشرين ، ولم يشر إنزال العلم الأحمر عن برج الكريملين في أواخر ديسمبر 1991 إلى انحلال الاتحاد السوفيتي فحسب، وإنما إلى أن الإيديولوجية المعاكسة التي سعت كذلك إلى السيطرة العالمية لفظت أنفاسها الأخيرة، وكان هذا التاريخ الفاصل “تتويجا لسلسلة من الأحداث والنكسات والأخطاء والأعمال من داخل الاتحاد السوفيتي وخارجه أدى تراكمها إلى إزالة الواجهة , وكانت البيروسترويكا التي تبناها كرباتشوف اعلان عن انتهاء القطبية الثنائية وتفردت امريكا بقيادة العالم وكان للامام الخميني رسالة الى الروس في هذا الصدد قبل انهيار الاتحاد السوفيتي حذرهم من الانهيار واستيلاء الامريكان على قيادة العالم وبالاجمال ان من ابرز اسباب بروز القطب الاحادي كثيرة :
منها : انهيار المعسكر الشرقي وتفكك الاتحاد السوفياتي.

مما جعل الساحة السياسية الدولية محكومة لسيطرة جهة واحدة تتحكم فيها بدون منازع وبدون رادع وبدون موثر في القرار بل اثر القطب الاوحد العالمي حتى على الشرعية الدولية وهمش دورها او سخرها لصالح قرار القطب الاحادي الامريكي , مما جعل الولايات المتحدة الامريكية تحث السير للسيطرة على الشرق الاوسط وتوسع من مساحة الاحتلال العسكري في الشرق الاوسط وتتخذ قرارات صارمة وتقسم العالم الى محاور( محور الشر ) و(ومحور السلام) وفق ما يويدها ومن يقف بوجه غطرستها , وقد تضاعف الخطاب الامريكي في العنف لمواجهة الثورة الاسلامية في ايران ومواجهة الصحوة الاسلامية في عموم العالم الاسلامي فمكنت صدام حسين من ان يشن عدوانه ضد ايران ومكنت الانظمة العربية من ان تفرض سيطرتها على الشعوب وتقمع الجماهير وتحاصر الثورة الاسلامية .
وفي الجزء الاخر من العالم سعت امريكا الى ضم اجزاء العالم التي خرجت من مظلة الاتحاد السوفيتي بعد التفكك الى الحلف الاطلسي

ومنها : هيمنه الولايات المتحدة الامريكية علي منضمات الدولية والاقليمية وتسخيرها لمصالحها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى