أحدث الأخبارالعراقايرانمحور المقاومة

الشهيد سليماني البغدادي

مجلة تحليلات العصر الدولية - محمد صادق الهاشمي

الشهيد سليماني كما أن حياته كلها عبر و ثبات ومواقف عملية أسهمت في تحصين الأمة الإسلامية؛ لأنه وقف على السواتر وفي المدن والجبال والصحارى حامياً بدمه شرف الإسلام والمسلمين، فإنه أيضاً ـ بشهادته ـ يبقى واقفاً في ضمير الأمة ليحركّها بنفس القوة للدفاع عن مصالحها، وبذات النهج وذات المبادئ والقيم والروح الباسلة.

الشهيد سليماني يمكن أن يقال عنه بأن الخط المستقيم الذي يمتد من حياته إلى لقاء ربّه واحد في التصاعد والقوة، وفي صون الأمة و رسوخ منهجه في ضميرها و عقلها ومستقبلها فضلا عن حاضرها، من هنا نرى ضرورة التأليف والكتابة والنشر والتحقيق عن الشهيد سليماني، ويعد من الأهمية بمكان والأمانة العالية الملقاة على عاتق المؤلفين؛ لنقل تجربته ودمه و رسالته و مبادئه وقيمه و مسيرته إلى الأجيال حتى تتربّى عليها و تتوارثها جيلٌ بعد جيل.

الشهيد سليماني بعد أن فاضت روحه من قلب بغداد فقد رسم بدمه المصير الممتد للمسلمين و لشيعة آل البيت من قلب طهران إلى بغداد، و من قم إلى النجف و من الماضي إلى الحاضر والمستقبل، إنه قاتل على أسوار بغداد حماية لها، و خاض غمار الموت دفاعاً عن تأريخها وإرثها و كرامة أمتها، وسقاها بمواقفه و همّته وعزيمته ودمه ، فشرّف الله بغداد بدمه كما شرّفه بأن يستشهد في أرض الحسين عليه السلام و كانت تلك أمنيته. فلا يتمكّن العدو الذي قتل جسد الشهيد سليماني أن يمحو أثره من ذاكرة الأجيال، و من أرض بغداد، لأن مكان شهادته هو مكان مبادئه و سيظل سليماني ممتزجاً بتأريخ العراق ودمائه و شهدائه و علمائه وحوزته و مراجعه، مادامت بغداد ومادامت أمة العراق.

من هنا نجد من الحري بالباحثين وأصحاب العلم والفهم والقلم أن يثبتوا من خلال التاليف والمقالات و النشرات في المناهج و التأليف و الكتابة والإعلام سليماني الثورة والمنهج بكل تأريخه و أهدافه و قصّته التي تعني شرف الأجيال.

تأريخ بغداد زاخر بالبطولات والابطال، ويحتضن المقدسات والرجالات ويقف شامخاً اليوم بأن يضيف إلى سجلّه دم الشهيدين سليماني و أبومهدي المهندس، حينما تمازجت أجسادهم و دمائهم أحياءاً وشهداء، وتحكم بضرورة التواصل الجغرافي المقدس بين بلدان العالم الإسلامي عموماً، و العراق و ايران خصوصاً.

هذه القيم و هذه المعاني ينبغي على الأقلام ان تنهض بها و توليها قدراً من الأهمية بقدر أهمية دم الشهداء ودم سليماني الفذ.

مازلنا نكتب عن الشهيد سليماني، فإننا نكتب عن الحق و عن المصير و عن الكرامة و عن المنهج الثوري و المقاومة الصادقة، و بنفس الوقت نشير بأحرفنا و أبحاثنا و كتبنا إلى أكبر جريمة اقترفتها الولايات المتحدة الأمريكية بقتل هذا الشهيد الذي عانق مع الشهيد ابومهدي بغداد و حضر في أعماق مستقبلها وجوده و منهجه الثوري؛ و بهذا تكون أقلامنا، وحبرها دم الشهيد سليماني فهي تقاتل و تقاوم و تنتصر و تفتخر بكل الشهداء و بالشهيدين اللذين قال عنهما المرجع السيد السيستاني أنهما قادة النصر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى