الصحة

الصراع الدولي … رؤية تاريخية

مجلة تحليلات العصر

بقلم: د. سلام المسعودي – العراق

حروب صليبية دينية ضللوا شعوبهم بها لمآرب استعمارية ، وحروب اوربية – عثمانية كسرت شوكة وكبرياء السلطنة العثمانية ، حتى وصفت بالرجل المريض الذي انتظر الاوربيون وفاته لتقاسم املاكه ، وحروب اوربية – عربية في مصر والشام قلمت اظافر الباشا محمد علي في معاهدة لندن 1840 ، وحرب اوربية – اوربية ( فرنسية – المانية ) عُرفت بحرب السبعين عاماً (1870) توج فيها الامبراطور الالماني من الاراضي الفرنسية ،وكانت بداية لإشعال فتيل الحرب العالمية الاولى عام 1914 التي انتهت بثأر فرنسي من الالمان في فرساي مع مكاسب امريكية وبريطانية وتعويضات المانية ، ولدًت حرب كونية ثانية في ايلول عام 1939 ، وقد حُسمت بضربة نووية لصالح الحلفاء عام 1945 .
اختلف الحلفاء المنتصرون في الحرب على المغانم من جديد ، ضحيتها القارة الاوربية التي قُسمت الى شرقية وغربية ، وحتى برلين لم تسلم من التقسيم بين شرقية وغربية ، واستمر الصراع بعد الحرب بينهم طيلة اربع عقود بين تنافس صناعي ، وتطور تكنلوجي ،وسباق للتسلح ، وتوازن ٌ للرعب ، وحرب في الفضاء ، وحرب اقتصادية ، انتهى بانهيار قطب الشيوعية في ديسمبر عام 1991 .
استفرد الرأسماليون بزعامة العالم طيلة عقد من الزمن ، ولم يدم ذلك طويلاً ، حيث برزت في ساحة الصراع قوى جديدة ضاربة واعدة تتقدمها وريثة الاتحاد السوفيتي روسيا الاتحادية تبحث عن رد الاعتبار السوفيتي ، بزعامة وطنية جديدة يحمل رايتها ضابط المخابرات المخضرم فلاديمير بوتين ، والصين الشيوعية الغول الصناعي العملاق القادم من الشرق الآسيوي ، وزعامة استبدادية فولاذية بقوة نووية في كوريا الشمالية ، وقوى إسلامية بطموحات نووية واقتصادية تتقدمها الهند وباكستان والجمهورية الاسلامية ، في تحد جديد يفرض نفسه على العالم الرأسمالي المتغطرس . حاول الامريكيون مغازلة الروس والصينيين بحذر وتحفظ . ووصفوا الآخرين بالقوى المارقة والراديكالية المتطرفة التي لا يحق لها امتلاك قدرات الآخرين دعاة الديمقراطية وحقوق الانسان . وفي خضم فوضى الصراع العالمي وشريعة الغاب ظهر السلاح الصامت كورونا الذي لم يستثن أحدا . وبغض النظر عن المسبب له ، بالنتيجة كان سلاحاً عادلاً أيقظ الامم من سباتها وأدخلها نشوة الصحوة في الصراع الحضاري واثبات الوجود ، وربما ستشهد العقود القادمة تغيرات عدة تطال أمماً يشار لها بالبنان ، وممالك متجذرة في عمق التاريخ لتصبح هباءاً منثورا . ايها العرب ، ايها المسلمون كونوا جزاءً من أمم الصحوة ، ولا تكونوا ضحية للصدمة ، فالتاريخ لكم والحضارة لأجدادكم ، ونبي الانسانية (ص) منكم والله معكم .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى