أحدث الأخبارفلسطين

الصراع العربي الاسرائيلي وقوة النفوذ في الشرق الاوسط.

مجلة تحليلات العصر الدولية

#كتب_ربيدالراجعيي

الجزء الأول
العقل هو آلة التفكر بالمعلومات المتوافرة فيه و التي تتقبل او تنفي صحة أو عدم صحة تلكم المعلومات لذا نتائج الإنسان الفكرية تجتمع من مخزون الكم العقلي من الواجبات و البديهيات العقلية مع المنكرات و الجائزات الذهنية و هو ما ينتج عنه مصطلح البصمة العقلية ، المعلومات المؤثرة بالبصمة العقلية نوعان الأول تداول المعلومات الفكرية المخزنة و الثاني تلاطم المشاعر و الأحاسيس السلبية و الإيجابية و التفاعل بين هذين النوعين ينتج السلوك الإنساني الشخصي .

التفاعل العقلي بين مركز التفكير و الإحساس ينتج عنه ما يدعى الصراع العقلي الداخلي و هذا يحدد مقدار صحة القرار و عدمه فإذا اتخذ العقل قرار معتمدا على الإحساس سقط فيما يدعى عدم الاتزان العقلي من حيث جهة أخذ القرار و اذا اتخذ سبيل العقل بلا شعور سمي ذلك الاتزان العقلي اللاشعوري اي بلا تدخل الإحساس فيه .

مثال : اتخاذ الرجل موقف بالعودة لقرار العقل على حساب الشعور مثل إقامة الجزاء على الابن أو العقوبة على من يحب و هذا مما لا تستطيع النساء انفاذه غالبا مثل اتخاذ قرار حرب أو إنفاذ قانون في مجرم ضمن حدود النص.

للفهم اكثر لا يهدأ صراع في الشرق الأوسط إلا ويندلع آخر. ظن البعض أن الهدوء سيعود إلى المنطقة بعد قهر تنظيم داعش المنبثق من رحم فوضى عارمة انتجتها الماسونية الصهيونية العالمية عمت المنطقة وتراكمت أسبابها منذ تأسيس إسرائيل ، لكن واقع الحال يثبت أن كفة نشوب حرب أوسع وأشمل أرجح من كفة السلام. فهل يقبل الشرق الأوسط على حرب جديدة بين السعودية التي يمثل احدى ادوات الماسونية في الشرق الاوسط وإلجمهورية الاسلامية الإيرانية؟

فمحاولة حل الصراع ليست الأولى من نوعها، وأميركياً فإنه منذ الحرب العالمية الثانية لم يتوقف رئيس أميركي عن الحلم بأن يكون الرجل الذي يقيم السلام في أرض المسيح؛ وترمب ليس استثناء من هذا الحلم. ترومان تصور أنه سوف يفعلها من خلال قرار التقسيم من الأمم المتحدة عام 1947؛ وآيزنهاور من خلال تقاسم مياه الأنهار في الشام عام 1954؛ وكيندي حاول أن يكون ذلك بحوار مع عبد الناصر عام 1962. وإن كان جونسون مهموماً بحرب فيتنام فإنه اختصر الطريق وقدم الدعم لإسرائيل، أما نيكسون فقد بدأ بمبادرة روجرز عام 1970، وانتهي باتفاقيتي فصل القوات بين إسرائيل ومصر وسوريا عام 1974؛ وكارتر بدأ بإعلان كامب ديفيد، وانتهى بمعاهدة السلام المصرية الإسرائيلية، أما ريغان فقد كانت له مبادرة باسمه عام 1983، وبوش الأب عقد مؤتمر مدريد عام 1991، وكلينتون عقد مؤتمر كامب ديفيد الفلسطيني الإسرائيلي وقدم مجموعة تفاهمات عام 2000، وبوش الابن قام بمبادرة في قاعدة إنديانابوليس البحرية عام 2008، وأوباما حاول الوساطة، لكنه عجز عن التوصل إلى اتفاق بسبب المستوطنات. ترمب بدأ بفرض الأمر الواقع في القدس ومع اللاجئين، وجعل من الأمر صفقةفيها بعض الإغراءات الاقتصادية، وانتهي بما سماه صفقة القرن. هذه المسيرة الطويلة من المحاولات الأميركية تداخلت مع العلاقات الأميركية الإسرائيلية الخاصة، ومع العلاقات الأميركية العربية المرتبطة بالنفط، وتركيبات الحرب الباردة العالمية، والانفراد الأميركي بالعالم.
الذي نتعلمه من مسيرة الصراع الطويلة هو أن إنشاء الحقائق على أرض الواقع أثبت دائماً أنه أقوى من الحجج القانونية أو الأخلاقية؛ وهذا يساعد على تحديد الفرق الأساسي بين النخب السياسية اليهودية والفلسطينية في التعامل مع صراع تاريخي. لا يكمن الاختلاف فقط في حقيقة أن اليهود تمكنوا من الاستيطان والاستقرار على أرض لم تكن لهم، والتي كان يعيش عليها الفلسطينيون بالفعل، ولكن أيضاً في قدرتهم على بناء مؤسسات سياسية واقتصادية واجتماعية. في تلك الأيام، واجه اليهود عقبات كبيرة أمام تحقيق المشروع الصهيوني، بما في ذلك صعود النازية والحركات الفاشية في أوروبا، والتي كانت معادية للسامية بشدة. كانت تلك الأوقات أيضاً التي كان فيها اليهود غير مرحب بهم لاجئين أو مقيمين في كثير من بلدان العالم، بما فيها الولايات المتحدة ذاتها. على النقيض من ذلك، فإن الفلسطينيين كانت لهم صلاتهم العربية التي كانت فيها اتصالات ثقافية وحضارية ممتدة، وكانوا يعيشون في بلدهم وعلى أرضهم، لم يفعلوا كثيراً لبناء نواة الدولة الفلسطينية. والحقيقة أنه كانت هناك محاولات بالطبع، لكن الفرق في الحجم كان كبيراً. سواء أكان ذلك بسبب الاحتلال البريطاني لفلسطين، أو التخلف العميق في العرب والفلسطينيين، أو السيطرة الاستعمارية على الجوار العربي، أو عوامل أخرى، كانت النتيجة أنه بحلول وقت قرار التقسيم، كان اليهود مستعدين لإدارة الدولة والقتال من أجل الدولة، سواء كان ذلك ببناء الجامعات أو بناء الجيوش والقوة العسكرية الحديثة. الفلسطينيون من جانبهم، كانوا يعتمدون على الدول العربية، التي عانت أيضاً من الاحتلال الاستعماري ومجموعة من المعضلات التنموية الخاصة بهم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى