أحدث الأخبارشؤون اوروبيية

الصفيح الأوكراني الحار فَخ أمريكي مزدوج يستهدف روسيا وأوروبا

مجلة تحليلات العصر الدولية - اسماعيل النجار

هكذا سيكون مصير أي دولة من دُوَل العالم تقرر أن تسير في رَكْبِ السياسة الأمريكية.
أوكرانيا واحدة من هذه الدُوَل التي تَخَلَّت عن أبُوَّة روسيا، واتَبَعَت سياسة واشنطن، فأصبحت رهينة المزاج الأمريكيِّ المهووس بِخَلْق الفِتَنِ وإشعال الحروب،فتحوَّلَت إلى أداة ووسيلة لتنفيذ سياسات الشيطان الأكبر، تستهدف أمن روسيا القومي وتهدُف إلى توريطها في حرب مع القارة العجوز.

الأزمة التي بدأت بين كييف وموسكو عام 2014، بسبب الِاستفتاء على انفصال الإقليم وضَمِّهِ لروسيا، لَم تنته بعدُ، فنارها التي اشتعلت لم ينطفئ أُوارها بعد، نتيجة تغذية بيت الشيطان الأسود للخلافات وخلق هُوَّة كبيرة بين البلدين اللذين كانا يشكلان الجزءالأهم من جسد الِاتحاد السوفياتي السابق.

اليوم، تحتدم الأزمة بين البلدين أكثر. وارتفاع حرارة الصفيح أصبحت بدرجة الغليان، بعد دخول واشنطن والناتو على الخط، بتحريض كييف وتسليحها لمهاجمة إقليم الدونباس الذي قرّرَ الِانفصال عن الدولة الأم.

واشنطن تهدف، من وراء هذا التقحيم الإعلامي، صَب َّالزيت على النار لإشعال حرب بينهما، تزُج اوروبا نفسها فيها كطرف مساند لأوكرانيا.

الحرب التي وبكل تأكيد أنها ستكون ضارية،ستأخُذ منحاً خطيراً بين الِاتِّحاد الأوروبي والِاتِّحاد الروسي، لا أحد يجزم بحدودهاونتائجها،وماإذاكانت ستُفلَت من عقالها، وتتحوَّل إلى حرب دمار شامل، تُنهِك وتُنهي قوة واقتصاد البلدين، فتكون واشنطن هي الرابح الأكبر الذي سيستثمر على أنقاضهما، وتصبح الصين بجناح اقتصاديٍّ واحدٍ، تعجز عن الطيران و تسهُل محاصرتها وتحجيمها وفرض الشروط عليها، ويضعُف كل مَن حولها ويدور بفلكها بكل تأكيد.

المخطط الأمريكي الجَهَنَّمِيُّ تسعى إلى تنفيذه الإدارة الأمريكية المتوحشة،في أوروبا العاجزة عن الوقوف بوجهها وقَول كلمة لا.

بعض النُخَب الأوروبية والأوكرانية يَعُون جيداً شيطَنَة المخطط الأمريكي، فتداعوا إلى التظاهر في شوارع العاصمة كييف، لتأييد حكومتهم ومطالبتها بتخفيف حدة التوتر مع موسكو، ودعوتها لضبط النفس في إشارة واضحة لرفض الشعب الأوكراني إغراق بلاده بوحل السياسة الأمريكية المُدَمِر.

رغم نفي روسيا نيّتها مهاجمة كييڤ، فإنّ الضخ الإعلامي الأمريكي كبير جداً وهادف ومنظَم، يوحي بأن موسكو ستجتاح كييڤ خلال أيام قليلة!
ويترافق مع خطوات عملية لواشنطن بسحب موظفيها غير الأساسيين العاملين في سفارتها في العاصمة الأوكرانية كييڤ، والطلب من رعاياها المغادرة فوراً، وعدم السفر إلى هناك،
وبعض الدوَل كان لها دور في البروباغاندا الأمريكيةكالكويت واليابان وكوريا الجنوبية وبريطانيا وهولندا، بتحذير رعاياها، بينما لم تدعُ فرنسا رعاياهاللمغادرة،ولم تسحب موظفيها من سفارتها في كييڤ!
بحجة الِاجتياح الروسي لأوكرانيا،تهدف أمريكا أيضاً إلى ضخ كميات كبيرة من السلاح الفتاك، إذ أرسلت في يوم واحد ما يزيد عن 90 طُناً منها، عبر الطائرات إلى العاصمة الأوكرانية.

ولَم يشفع الِاتصالان اللذان أجراهما وزيرا خارجية البلدين:روسيا وأوكرانيا، لمدة 40 دقيقة، ولا الِاتصال الثلاثي الذي حصل بين الرؤساء بوتين وبايدن وماكرون، لتخفيف حدة التوتر، لأن واشنطن مُصِرَّةٌ على تأجيج النار بين البلدين.

روسيا التي يحاول الغرب شيطنتها ترفض الأمن بالتجزئة، وتطالب بتنفيذ كامل بنود اتفاقية مينسك مع أوكرانيا، وتوضِح أن لا نيَةلديهافي إجتياح أراضي كييڤ، لكنها حَذَّرت من أي محاولة للمساس بأمن مقاطعتَي دونيتسك ولوغانيسك، في إقليم “الدونباس” شرق البلاد، حيث سيكون بعد ذلك حديث آخر.

وبالأمس أطلقت القوات الأوكرانية قذيفة مدفعية من عيار 155 ملم، على الدونباس، لكن القوات الِانفصالية لَم ترُدَّ عليها، وكان الهدف منها أن تكون الطلقة الأولى التي تشعل الحريق في المنطقة.
الحَل يكمن بتنفيذ إتفاقية مينسك عام 2014 التي وُقِعَت بين موسكو وكييڨ،
وعدم الإنجراف خلف سياسات واشنطن والتحَلُل منها.
وحفظ حُسن الجوار مع روسيا وإعلان الحياد في الحرب الباردة القائمة بين واشنطن وموسكو.
لأن العين لا تقاوم المخرز وخصوصاً بدون أي وجه حق
هذه هو العقل الراجح والسياسة الناجعه، وليس التحدي لما ليس لنا طاقة بهِ.

ويبقى السؤال هل تعود كييڨ إلى رشدها أم ستنجح أمريكا بإشعال الحرب؟
وهل ستنجَرُّ روسيا إليها رغماً عنها؟
وهل ستكون أوروبا،وعلى رأسهافرنسا، مع أمريكا مثل الصبي مع خالَته؟
أيام قليلة تفصل بين الحلم الأمريكي والواقع الذي سيكون.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى