أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

الصمود اليمني في وجه العدوان محطّات ودلالات

مجلة تحليلات العصر الدولية - نـزار حــــيدر / مجلة يمن ثبات

هو العدوان الهمجي المنسي أو الذي تتناساه كل الأطراف، الداخلية منها والإقليمية والدولية، كل لحاجة في نفسه يريد قضاءها.
ولذلك تستمر معاناة الشعب اليمني؛ لتحقق كل الأطراف مبتغاها من العدوان.

اليمنيون صمدوا لأنهم أصحاب حق، فهم منذ انطلاقة ثورتهم ضد النظام الديكتاتوري البوليسي حاولوا أن يطهروا بلادهم من الاستبداد من خلال استبدال النظام بآخر ديمقراطي يعتمد إرادة الشعب الحرة.

كما أنهم بالثورة سعَوا لقطع يد التدخلات الخارجية عن البلاد، والتي كانت تعبث بأمنهم وتتلاعب بخيرات بلادهم.

إلا أن العدوان جاء ليعرقل مسعى الثورة لتحقيق أهدافها الوطنية؛ ولذلك فلم يكن أمام هذا الشعب الصابر والمضحي والبطل إلا أن يصمد بوجه العدوان حتى لو اضطر أن يقاتله بأسنانه.

٣- والعدوان كشف عن حقيقتين حاولت الأطراف المعتدية إخفاءها والتستر عليها،

أ- مهما تفرعنت قوى العدوان الهمجي إلا أنها تظل هشة تشبه نمراً من ورق لا يقدر على كسر إرادة الشعب الحرة مهما تسلح بأسباب القوة والجبروت.

لقد فضح العدوان مدى ضعف [جنود الشيطان] على الرغم من أنهم يمتلكون من السلاح والعتاد في المنطقة مالا يمتلكه أحد غيرهم.

إن إرادة الشعوب أقوى من إرادة السلاح مهما كان فتاكاً، وهذا ما أثبته صمود اليمنيين بوجه العدوان.

ب- كل الشعارات التي يرفعها المجتمع الدولي ومنظماته ومؤسساته، والمتعلقة بقضايا حقوق الإنسان والديمقراطية والعدالة والطفولة والمرأة، ما هي إلا أدوات للاتجار بالبشر وبالدم وبقضايا الشعوب.

لو كان المجتمع الدولي صادقاً بنسبة [%1] فقط بشعاراته ومبادئه، لتعامل مع العدوان بطريقة أخرى قانونية على الأقل إن لم تكن إنسانية.

٤- كل الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية المتورطة بالعدوان لا تريد أن ترى نهاية له،

– فبين من لا يجد نفسه كلاعب داخلي إلا من خلال الأزمة والعدوان، كما هو حال الميليشيات مثلاً أو التنظيمات الإرهابية.

– وبين من يجد في استمرار العدوان فرصة لعرض عضلاته في محيطه الإقليمي أو لتوسيع نفوذه أو لتصفية حساباته مع الأطراف الإقليمية الأخرى أو لتحقيق مبدأ [توازن الرعب] مع القوى الإقليمية الأخرى.

– وبين من يجد في استمرار العدوان فرصةً تاريخية للاتجار بالسلاح والبشر، إلى جانب كونه فرصة لحلب نظم القبائل الحاكمة في دول الخليج، وتحديداً الرياض ودولة الإمارات.

بين هذا وذاك انقسمت رغبات الأطراف في استمرار العدوان.

وبجردة حساب سريعة سنكتشف أنه لا أحد من كل الأطراف الداخلية والإقليمية والدولية يريد لهذا العدوان أن ينتهي؛ لأنهم جميعاً مستفيدون بشكل من الأشكال.

كلهم اتفقوا على أن يبقى اليمن ساحة مفتوحة للتمرين والتدريب والاختبار ولتصفية الحسابات وللحرب بالوكالة.

إلا الشعب اليمني وقواه الوطنية المخلصة- وقليل ما هم- يريدون لهذا العدوان أن ينتهي بأسرع وقت وأقرب فرصة؛ لأن الشعب هو المتضرر الأول والأخير من كل هذا العدوان وآثاره ومخلفاته.

ينتهي بكرامة ولكن..

للأسف فإن الشعب مغلوب على أمره ليس بيدهِ الأدوات اللازمة التي تمكنه من إيقاف هذا العدوان الذي تكالبت به عليه قوى داخلية أخذته أسيراً، وإقليمية تتاجر بقضيته أو بمعاناته، ودولية تتفرج على العدوان في الحقيقة، وتحاول إيقافه في الظاهر.

كل الذي أخشاه هو أن يدفع اليمنيون ثمن توافق [التجار] إذا اتفقوا على وقف العدوان، كما دفع ثمن العدوان نفسه عندما اختلف أصدقاء وحلفاء الأمس على طبيعة العدوان، وليس على أصله وفحواه.

أو كما وظّفته الأطراف المتصارعة على النفوذ في المنطقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى