أحدث الأخبارالثقافة

الصهاينة يؤججون الصراع بين المسلمين والمسيحيين

مجلة تحليلات العصر - أسعد العزوني

لم يكن الصراع يوما بين المسيحيين والمسلمين ،ولا نأتي بجديد عندما نقول أن إخوتنا العرب المسيحيين في جزيرة العرب قبيل البعثة المحمدية ،كانوا أكبر سند داعم للنبي محمد صلى الله عليه وسلم ،قبل تكليفه بحمل الرسالة ،ولنا في القس المحترم جدا الراهب بحيرة أكبر مثال ،فهو العربي المسيحي الذي أخبر أهل النبي بنبوءة إبنهم محمد وهو في طريقهم إلى الشام،وطلب منهم إخفاءه عن يهود حتى لا يقتلوه ،وقال له شخصيا :”سأتبعك فيما لو كلّفت بحمل الرسالة وأنا حي” ،وهذه شهادة وموقف نكبرهما نحن المسلمون في ذلك الراهب الشجاع المؤمن صاحب البصر والبصيرة،ولا ننسى الراهب الثاني الذي إرتقى إلى مرتبة الصحابة وهم القس ورقة بن نوفل إبن عم السيدة خديجة زوجة النبي محمد الذي أقر بنبوة محمد بعد أن حدثته خديجة عن رؤياه.
عندما جرى تكليف محمد بالرسالة وإنكشف السر الإلهي بأن محمد هو النبي العربي الأمي اليتيم الخاتم للأنبياء والرسالات – بعد ان كان الله يرسل لبني إسرائيل طوابير الأنبياء صبحا ومساء وقبل النوم وبعده ،ويتعرضون للقتل- تضايق يهود أصحاب النسب والجاه والمال ،وإستكثروا أن يكون عربي صحراوي أمي هو المفضل وقومه عند الله ،بعد أن كانوا هم من يتفردون بحب الله كما يحلو لهم القول أنهم شعب الله المختار.
عند ذلك رد النبي محمد صلى الله عليه وسلم الجميل للراهب الراحل بحيرة رحمه ولورقة بن نوفل ،بأن طلب من أصحابه الهرب من مكة إلى الحبشة المسيحية التي كان يحكمها الملك المسيحي النجاشي،وقال لهم “إن فيها ملك عادل”،فهذه شهادة وبناء علاقة لا ترضي اليهود الذين يرون فينا نحن بني البشر، بغض النظر عن أدياننا ولهجاتنا وأعراقنا بأننا “غوييم” أي غرباء ودواب موسى خلقنا الله وما نملك لخدمتهم ،حسب ما ورد في دينهم الموجود في تلمود بابل، الذي يبيح لليهودي التعدي على حقوق ونساء غير اليهود وحتى قتلهم ،بينما يحرم على اليهودي المساس بجاره اليهودي أو النظر حتى إلى زوجته .
وفي العصر الحديث الخالي من الأنبياء وجدنا نحن المسلمين إخوتنا رجال الدين والفكر العربي المسيحي ،يقفون معنا بالباع والذراع في نضالنا الدؤوب ضد الصهاينة المحتلين للقدس وفلسطين ،وفي مقدمة هؤلاء المطران المقاوم الراحل كبوتشي الذي كان يهرّب السلاح بسيارته من بيروت إلى القدس المحتلة ، ومن هؤلاء النشامى أيضا المطران عطا الله حنا المنافح الدؤوب عن العروبة والإسلام في القدس المحتلة ،والمطران الغزي مانويل مسلّم الذي يشرّف الكثيرين من أعداء أمة العرب،ولا ننسى المطران إبراهيم الصباح الذي نافح الصهيونية في أمريكا اللاتينية في ثمانينيات القرن المنصرم،والقائمة تطول ،ولا نريد القول بأن الإسلام هو الدين الأقرب للمسيحية الحقة لأنه كذلك،وهو الدين الذي يبجل السيد المسيح وأمه الطاهرة البتول مريم إبنة عمران عليهما السلام ،وقد أفرد لها الله جل في علاه سورتين كبيرتين في القرآن الكريم ،الأولى بإسم أهلها “آل عمران” والثانية بإسمها ،بينما اليهود يتنكرون لها ولإبنها المعجزة الإلهية عيسى عليه السلام،ويتهمون السيدة الطاهرة البتول بأقذع الصفات التي تليق بهم فقط،وإستكثروا ان يبعث الله السيد المسيح رسولا نبيا لإعادة اليهود “الخراف الضالة “إلى الله خالقهم.
لا حظ اليهود بخبثهم المعهود مدى العلاقة بين الإسلام والمسيحية الحقة ،فأرادوا ضربها من خلال عقد تحالف مع المسيحيين المتصهينين “الإنجيليون” ،وقد نجحوا بعد ظهور مارتن لوثر كينغ الذي لعب لعبة إستخبارية وأعاد الإعتبار ليهود وهم بطبيعة الحال أهل السيد المسيح.
الصراع مرة أخرى ليس إسلاميا –مسيحيا ،ولكنه صراع يهودي-تلمودي مع الإسلام والمسيحية معا ،وقد نجحوا في قيادة دفة المؤامرة المزدوجة على الطرفين ،،وباتت مشكلتنا كمسلمين في هذا الشرق المبتلى بالمخطط البريطاني”وثيقة كامبل السرية”،تكمن في من زرعهم الإستعمار البريطاني ألغاما متفجرة في جسد الأمة العربية ،يتقدمهم بطبيعة الحال أبناء مردخاي سلول الذين إغتصبوا الحكم في أرض الحجاز على أنقاض الهاشميين.
لو نظرنا إلى الجريمة الإرهابية التي نفذها يهودي بريطاني أسترالي في مساجد نيوزيلاندا مؤخرا،لوجدنا أنها نتاج تحريض أعضاء التحالف الماسوني الإنجيلي المحسوبين على أنهم عرب مسلمون وهو غير ذلك ،أمثال ولي العهد السعودي محمد بن سلمان وأبناء زايد والسيسي وإمام الحرمين الشريفين ،وليس سرا القول أن حملة الرئيس الفرنسي الممنهجة على الإسلام ،تندرج ضمن هذا الإطار لأنه مقبل على إنتخابات ويسعى لضمان أصوات يهود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى