الصحة

الضائقة الاقتصادية العالمية ستدفع العالم إلى الإنفجار

مجلة تحليلات العصر

بقلم: نبيل المقدم / بيروت

إن ما يجري في سوق النفط يدل على أنه يوجد في السوق حيتان المال الذين يستفيدون من الفوضى القائمة لتكديس الأرباح، ومن المهم أنه إذا ما تدنَى سعر برميل النفط إلى المستويات التي نراها في الأسواق اليوم   فهذا يعني أن الطلب على الدولار سينهار، وبالتالي سيؤدي الوضع إلى اهتزازات تطيح بالولايات المتحدة الأمريكية والعالم الغربي. لكن من الخطأ الاعتقاد أن سعر النفط الحقيقي سيحدَد في الأسواق بل بالتفاهم بين الدول المنتجة.

إنها ظاهره غير مسبوقة أن يضطر المنتج الدفع للمستهلك لكي يستهلك سلعته، وأما عن أماكن التخزين فهي لم تعد تتسع. لقد حاول الرئيس الأمريكي دونالد ترامب اللعب بموضوع أسعار النفط كسلعة استراتيجية، وهو كان يريد بذلك ضرب اقتصادات موسكو وطهران وكراكاس؛ وإضعاف قدرة العراق الإقتصادية التي تعتمد على النفط بما يزيد عن 90% من موازنتها الإقتصادية، كذلك التأثير على الجزائر التي ترفض الرغبات الأميركية. بالتالي إن الهدف البعيد من كل ذلك هو محور المقاومة من خلال تدمير الإقتصاد الإيراني والعراقي أيضا خاصة أن لحكومة المقبلة على عاتقها تأكيد أو إلغاء ما أقره مجلس النواب العراقي من إخراج القوات الأميركية من العراق. 

لأجل كل ذلك، ضغط الرئيس ترامب على ولي العهد السعودي محمد بن سلمان لكي يخطو خطواته التصعيدية بوجه موسكو وإيران وذلك بزيادة معدلات إنتاج النفط، لكن النوايا الشريرة أصابت أصحابها قبل أن تصيب غيرهم بالخطوة التصعيدية تلك.

 أما عن إفلاس عدد من شركات النفط الصخري في تكساس أدى إلى انهيار معدلات أسعار النفط. حتى وصل الامر إلى أن تضطر الشركات الأميركية إلى رشوة الزبائن لتنفيذ عقود استلام النفط الموقعة عن شهر مايو / أيار المقبل.

اللافت أنه لم يحصل منذ اكتشاف النفط أن بلغ سعر النفط دولاراً واحداً، أو ما دون ذلك، العالم كله يغلي، بدءا من التحرشات الأميركية في الخليج بالبحرية الإيرانية، وصولاً إلى تحميل ترامب للصين تبعات وباء فيروس “كورونا” على الولايات المتحدة في محاولة لابتزازها لمنع صعودها الإقتصادي والسياسي.

ربما نحتاج لبعض الوقت ليتبين الخيط الأبيض من الخيط الأسود في حركة الصراع، إلا أن ما يمكن قوله الآن أن العالم يغلي وهو بات مهدداً بالإنفجار كلما اشتدت الضائقة الإقتصادية في العالم والمنطقة.

 

  • الآراء المطروحة تمثل رأي كاتبها ولا تمثل رأي المجلة بالضرورة.

 

  • تستطيعون أيضاً المشاركة بأرائكم وتحليلاتكم السياسية :

خطأ: نموذج الاتصال غير موجود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى