الطائرات المسيرة والرد الاسرائيلي

تقدير موقف

هذا الحدث المفاجيء بهذا الأسلوب باستخدام مسيرات حزب الله؛ لإرسال رسالة سياسية أمنية لرئيس حكومة الكيان الانتقالية لبيد؛ تعكس أهمية التوقيت التي تم فيها تنفيذ العملية، وهذا مبني على تقدير موقف قيادة حزب الله حول قدرات وإمكانيات لبيد رئيس الحكومة وعدم خبرته السياسية وانشغاله والأحزاب السياسية بمعركة الانتخابات، وما يجري داخل الكيان من حسابات شخصية و أولويات و حسابات على الصعيد السياسي الإقليمي والدولي بالإضافة إلى استباق زيارة الرئيس الأمريكي للمنطقة والرغبة الشديدة بالهدوء قبل الزيارة حتى لا تشكل عقبات سياسية وأمنية لأغراض الزيارة وعلى رأسها العلاقات السعودية الإسرائيلية و حلف الناتو العربي؛ ومنح الكيان الصهيوني القوة السياسية لأداء دورا وظيفيا في مواجهة محور المقاومة والتحالف الروسي وملف سوريا في ظل انشغال الولايات المتحدة بملف الصراع الروسي الأوكراني والملف الصيني ملف آسيا والتطورات غير المتوقعة على خلفية الحرب الروسية الأوكرانية واحتواء نتائجها غير المرغوب فيها وسد العجز الأمريكي على صعيد حلف الناتو واحتمال تمرد بعض الدول الأوروبية.
سيناريوهات الرد
تحدثت التقارير والتحليلات السياسية عن احتمالات الرد وعدمه وكل الاحتمالات تعاني من ضعف وتفتقر إلى القدرة على احتواء النتائج غير مرغوب فيها؛ التدحرج إلى حرب في وقت غير مناسب .
استغلال حزب الله للوقت كان مهما جدا واحدث فرقا في الوعي والفهم السياسي في إدارة المعركة الشلل الواضح في قدرة تصرف المستوى السياسي دون محاذير تمنعه .
اعتراف العدو بأنها معركة وعي؛ ارسل فيها حزب الله رسالته؛ القدرة على استهداف سفينة التنقيب في حقل الغاز، وان إسقاط الطائرات لا يعني فشل المهمة؛ لأن المهمة كانت مهمة استطلاعية استكشافية وعرض عضلات و نقل رسائل واختبار لقدرات الحماية الجوية الإسرائيلية لسفينة التنقيب في حقل كريش للغاز المتنازع على حدوده مع لبنان ،وان الوضع سيختلف في حالة إرسال مسيرات هجومية انتحارية، وان قدرات حزب الله كبيرة في هذا المجال الذي يختلط مع قدرات إيران في المنطقة .

خلاصة تقدير الموقف
لا اتوقع ردا مباشرا عسكريا، وقد يقتصر على الرد الموضعي على مواقع في سوريا وليس في لبنان، أو استهداف سيبراني على مواقع لحزب الله أو مواقع إيرانية.
مسيرات حزب الله نجحت في مهمتها ورسالتها للأطراف سواء الإسرائيلي أو بعض الجهات اللبنانية او الطرف الوسيط الأمريكي.
د. محمد خليل مصلح