فلسطين

الطرق “المعقمة”

مجلة تحليلات العصر الافتراضية

جلال الاغا/ غزة

ليس مصطلح طبي، وإنما هو مصطلح عنصري أطلقه وطبّقه قادة الكيان الصهيوني في أوائل التسعينات على الطرقات المُعبدة التي يستخدمها المستوطنون للتنقل بين المستوطنات، وكأن الفلسطيني فيروس خطير يجب أن يتم قتله بالتعقيم لتخلو لهم الأرض الفلسطينية المقدسة.
فيُحرم على الفلسطيني صاحب هذه الأرض أن يستخدم تلك الطرق علماً أن العديد منها أنشأها الفلسطينيون قبل وجود الكيان أصلاً ، وقبل بناء المغتصبات الصهيونية الجاثمة على أرض ٍ وقرى الفلسطينيين.

وقد سعى الكيان لاحقاً للتخفيف من عنصرية المصطلح ليتم تقبله فصدّره اعلامياً “بالطرق الالتفافية”.
وقد خططت قيادة الكيان لاستغلال تلك الطرق في التضييق على السكان الأصليين وإجبارهم على ترك قراهم ومدنهم ومصادرة أراضيهم، وساهمت في تقطيع المناطق الفلسطينية وعزلها؛ وهذا ما اتضح بعد سنوات، عندما عملت تلك الطرق بالقضاء على امكانية قيام دولة فلسطينية متصلة وقائمة وفق الأسس والمعايير الدولية.
فكانت تلك الطرق عامل أساسي ومُمهد لدويلة فلسطينية متقطعة الأوصال وغير قابلة للحياة، تم طرحها مؤخراً فيما يُسمى (بصفقة القرن) كدولة أمر واقع ، فكانت نتاج تخطيط عشرات السنين.
ان الكيان الصهيوني ورغم ادعائه أنه (الدولة الديمقراطية الوحيدة) في المنطقة، يظهر ويراه العالم الحر من خلال أفعاله وسلوكه “كدولة احتلال وأبرتهايد عنصري وعرقي”.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى