أحدث الأخبار

العالم العربي سنة 2022 … المزيد من التدهور وخيبة الأمل!

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. كاظم ناصر

شهد العالم العربي خلال عام 2021 أحداثا كثيرة من أهمها استمرار الحروب في سوريا واليمن وليبيا، وتصاعد الخلافات بين المغرب والجزائر وقطع العلاقات الدبلوماسية بينهما، والغارات الإسرائيلية على غزة، وتصاعد المقاومة ووصول الصواريخ الفلسطينية إلى العديد من المدن الإسرائيلية ومن ضمنها تل أبيب، واستمرار الانقسام، وحل الحكومة وإعلان حالة الطوارئ في السودان، وإعفاء الحكومة وتجميد عمل البرلمان في تونس، واندلاع أزمة بين لبنان ودول مجلس التعاون الخليجي، واستمرار الخلافات البينية العربية، وفشل معظم الدول العربية في التعامل مع وباء كورونا، وزيادة معدلات البطالة والفقر ومعاناة الشعوب العربية سياسيا واقتصاديا واجتماعيا.
لكن للأسف وبناء على المعطيات الحالية فمن المتوقع أن تكون سنة 2022 أسوأ من سابقتها، وسيستمر وطننا في مواجهة المزيد من الخلافات البينية والتفكك والمشاكل السياسية والاقتصادية والاجتماعية بسبب شلل إرادة الفعل من قبل الأنظمة العربية، وعدم وجود بوادر على أنها ستغير سلوكها في التعامل مع الهجمة الصهيونية المتفاقمة ضد الفلسطينيين وفي التطبيع واستمرار التغلغل الصهيوني في الوطن العربي؛ وستستمر في التحكم في السياسة والدين والإعلام وتكميم أفواه المواطنين وحرمانهم من حقوقهم وحرياتهم الأساسية، ولن تسمح لأحد بالحديث عن القواعد العسكرية الأجنبية ورجوع الاستعمار لدولنا، ولن تفعل شيئا لإصلاح أوضاعها السياسية وحل أزماتها الداخلية المتعلقة بتراكم الديون الأجنبية والمحلية وتراجع النمو والإنتاجية، وستترك شعوب سوريا واليمن وليبيا والسودان ولبنان تواجه أخطار انهيارها وتفككها لوحدها، وستستمر جامعة الدول العربية في سباتها العميق، ولن ينتبه أحد لتراجع الشعور القومي الوحدوي وضياع الهوية العربية، وقد تتورط بعض الدول العربية وخاصة الخليجية منها في المشاركة بحرب إسرائيلية أمريكية مدمرة ضد إيران.
أي إن عام 2022 قد يكون أكثر سوأ على عالمنا العربي من عام 2021، ومن المتوقع ألا يكون هناك مشروع عربي إصلاحي نهضوي جامع يضع الوطن العربي في الطريق الصحيح لإيجاد حلول ناجعة لمشاكله في ظل أنظمة حكمه الديكتاتورية التسلطية التي يقودها حكام جهلة، لا يستطيعون قراءة الوضع العربي والإقليمي والدولي قراءة صحيحة، ويسوسون حياة شعوبهم من دون رقيب أو حسيب، ولا يملكون الحكمة والضمير اليقظ لمحاسبة أنفسهم وتصحيح أفعالهم، ويتعاملون مع دولهم وكأنها مزارع خاصة يملكونها هم وعوائلهم وبطاناتهم الفاسدة والمفسدة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى