أحدث الأخبارشؤون آسيوية

العالم  من ازمة كرونا  إلى ازمة اوكرانيا  ..؟!

 

🖋️ احمدحسن القشائي
,,,,,,
خلال قرابة ثلاثة عقود  من الزمن  وتزامنا مع انطلاق مصطلحات ( العولمة)  و ( قروية العالم)  كانت هناك حملة شنها مثقفي ( الليبرالية)  و ( النيو ليبرالية)  يدحضون بها نظرية ( المؤامرة)  ويؤكدون ان لا وجود لهذه النظرية الا في ذاكرة ووجدان وقناعات اصحاب ( العقول الخشبية)  والافكار ( المحنطة)  وحاملي ( الإيدلوجيات الفاشلة)  من اتباع المدارس ( اليسارية)  ومعتنقي الافكار ( الوطنية والقومية)  وقد ساير او ركب قطار هذه الحملة نخبة لا باس بها من ( القوميين واليسارين)  الذين لم يترددوا في تقديم اوراق اعتمادهم للغرب وامريكا متنكرين لتاريخهم ومقدمين اعتذارهم للمنظومة الغربية وانريكا باعتبارهم حراس الديمقراطية ودوحة الحريات وحقوق الإنسان..؟!!
غير ان ثمة احدات برزت خلال السنوات القليلة الماضية تؤكد حقيقة وجود ( نظرية المؤامرة) وان المنظومة الغربية بقيادة امريكا تمارس هذه النظرية وتعتمد عليها اعتمادا كليا في تمرير مخططاتها القذرة،ويمكن استنتاج هذه الحقيقة من خلال العديد من الاحداث الدالة على ذلك  وتحديدا منذ وقع العالم في ازمة ( كرونا)  التي كانت حصيلة مؤامرة قذرة صنعتها اجهزة ومختبرات النظم الليبرالية وفي المقدمة الولايات المتحدة الامريكية التي وما ان كشف هذا الوباء القاتل في مدينة ( يوهان الصينية)  حتى سارعت ( واشنطن)  إلى إتهام الصين وتحميلها مسئولية انتشار هذا الوباء..؟!!



كان ظهور الوباء كفيلا بان تعلن كل من الصين وروسيا الاتحادية حالة الطوارئ القصوى لمواجهة الوباء مستنفرين كل القدرات المتوفرة ماديا وعلميا ومعنويا في ذات الوقت الذي كانت امريكا بقيادة ترمب تتعامل باستهتار مع الجائحة ومثلها بقية الترويكا الغربية الذين لم يتفاعلوا مع الوباء إلا بعد ان بداء الوباء يحصد مواطنيهم وخاصة كبار ابسن واعتقد ان هذه كانت رغبة كل من ولشنطن والترويكا الغربية وهو التخلص من كبار السن من رعاياهم تقليصا لحجم النفقات السنوية التي كانت الحكومة الامريكية والحكومات الغربية تدفعها لهذه الشريحة الغير منتجة في مجتمعاتهم،  إذا ما ادركنا انه وخلال الاعوام 2018/2019/2020م كانت هناك معارك تدار داخل البرلمانات الأوروبية طرفها النواب من ناحية والحكومات من الناحية الثانية ومحور الخلاف كان زيادة موازنة دور المسنيين والضمان الاجتماعي والرعاية الصحية وجميعنا تابع هذه المعارك في النانيا وبريطانيا والولايات المتحدة والعديد من الدول الاوروبية، فجات جاىحة ( كرونا)  وتعاطت معها الدول الليبرالية ودول الحقوق والحريات الذين يتباكون على ( قطط الشوارع والكلاب الضالة)  بكثير من الاستهتار وعدم المبالة حتى حصدت الجائحة غالبية نزلاء دور المسنيبن فبدت التحركات الهلامية الغربية لمكافحة الجائحة بقدر من الفتور بعكس الموقفين الصيني والروسي اللذان اعلنا حالة الطواري منذ اللحظة الاولى وواجها معا الوباء وسارعا لانقاذ غالبية دول اوروبا وتقديم كل المستلزمات المطلوبة لمواجهة الوباء بكل اخلاص وحسن نية،  ومن لا يتذكر مواقف الجيش الروسي مع ايطاليا التي تخلى عنها الغرب ولم ينقذها سوى الروس والصينيين وكذلك اسبانيا..!
بيد ان ازمة ( اوكرانيا)  كشفت حقيقة نظرية المؤامرة باكتشاف 16معملا ( بيولوجيا)  يدارون من قبل ( البنتاجون)  الامريكي ويعملان على تطوير اسلحة بيلوجية محرمة دوليا فيما واشنطن موقعة على اتفاقية دولية تحرم انتاج مثل هذه الاسلحة ولانها كذلك فقد اختارت عدة دول خارجية لتواصل ابحاثها البيلوجية وتطوير وانتاج اسلحة بيلوجية ولم يتوقف هذا النشاط الامريكي القذر على ( اوكرانيا)  بل تمتلك امريكا عدة معامل للابحاث البيلوجية في العديد من دول العالم الخاضعة لنفوذها غير اوكرانيا..؟!!
لكل ما سلف فان ما كشفته احداث اوكرانيا عن المختبرات البيلوجية الامريكية يجعلنا نعيد التساولات خول مصدر فيروس ( كورونا)  الذي قطعا لن يكون إلا امريكيا وكان الغاية تحريك الركود الاقتصادي الامريكي وضرب نمو الاقتصاد الصيني ولكن الامور ارتدت على امريكا ذاتها فيما اليقضة الصينية استطاعت احتوى الوباء والتعامل معه بكل مسىولية ولم يخسر الاقتصاد الصيني بل كسب شراء غالبية اسهم الشركات الامريكية والغربية التي سارعت لتصفية النسبة الكبيرة من انشطتها الاقتصادية والتجارية والصناعية بالصين..
ان ثم حرب كونية غير معلنة تدار بطريقة سرية وبعيدا عن الانظار اطرافها كل من روسيا والصين من جهة ومن الاخرى الولايات المتحدة وبريطانيا وبقية  دول الترويكا الاوروبية وهذه الحرب تشمل مختلف المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية بكل ميادينها التقنية،  وكان وباء ( كرونا)  جزءا من هذه الحرب وهو الجزء المعلن فيها،  كما هو الحال اليوم في ( اوكرانيا)  التي هي حرب روسية _ صينية،  في مواجهة امريكا والمنظومة الغربية،  ويبدو ان قدر واشنطن وحلفاىها في حلف الناتو هو تجرع الهزائم والنكسات بدليل ان محاولتها بضرب اقتصاديات خصومها ارتدت عليها وكانت روسيا المبادرة بانتاج اللقاحات تلتها الصين بتحقيق هذه الغاية ثم راحت اللقاحات الروسية _ الصينية تصل لغالبية دول العالم منها بقيمة زهيدة ومنها مجانيا للدول الفقيرة وبهذا قطعت روسيا والصين الطريق امام (جرافة) الاستغلال الامريكي للقاح،  إذ كانت واشنطن تخطط لإستغلال هذه اللقاحات لتحقيق ارباح اقتصادية لشركاتها وايضا استغلاله في تطويع وشراء مواقف بعض الانظمة في العالم، اي توظيف اللقاح لتحقيق اهداف اقتصادية وسياسية وهذا ما لم يتحقق،  لذلك سعت للبحث عن ثغرات استهداف خصومها في نطاقهم الجيوسياسي والجيوبيلوتيكي فكانت ( كازخستان)  وما شهدته من احداث بداية اختبار واشنطن ليقضة ( الدب الروسي)  وقد جاءت احداث ( كازخستان)  تزامنا مع زيارة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لجمهورية الصين الشعبية للمشاركة في افتتاح الالعاب الاولمبية الشتوية بالعاصمة الصينية ( بكين)  وصدور البيان الاستراتيجي الموقع عليه من قبل الرئيسين ( بوتين وشي)  والذي عبرا فيهما الزعيمان عن ميلاد عالم جديد متعدد الاقطاب مؤكدين ان لا مجال بعد اليوم لهيمنة قطبية احادية او حتى ثنائية..؟! 
لتاتي على اثر ذلك ازمة اوكرانيا كحصيلة علنية لحرب سرية دامت لسنوات..!!



وقد قوبلت عملية روسيا العسكرية لحماية الدونباس بردود افعال امريكية وغربية اقل ما يمكن وصفها بالهيستيرية وهذه المواقف الغربية _ الامريكية ليس لها إلا تفسيرا واحدا وهو التامر الغربي الامريكي الذي فشل من خلال كورونا وافتضح في اوكرانيا ووقفت امريكا والغرب ( عراة)  على المسرح الدولي عاجزين عن إكمال معارك كانوا هم من فجرها ونسج شباكها لخصومهم ولكنهم وقعوا فيها حتى العقوبات الجنونية التي اتخذها الغرب وامريكا ارتدت عليهم وتؤثر فيهم وتهدد وجودهم البنيوي ونسيجهم الاجتماعي،  لتهرول امريكا نحو فنزويلا وإيران  على امل ان تساهمان  بانقاذها مما تعاني جراء قيامها بمقاطعة النفط والغاز الروسي  والمعروف أن كلا من فنزويلا وإيران محاصران ومعاقبان من قبل واشنطن والمنظونة الغربية،  لكن تبقى فضيحة المعامل البيلوجية الامريكية في اوكرانيا تجسيدا حقيقيا لنظرية المؤامرة فيما العالم وليس روسيا والصين فقط اصبحوا يطالبون واشنطن بتفسيرات عن نشاطها البيلوجي ناهيكم ان هذا العالم يقف اليوم بين ازمتي كرونا واوكرانيا ليعيد تشكيل خارطته وعلاقاته وتحالفاتهبصورة لم تكن معهودة سابقا وان ثمة عالم جديد يتشكل بعيدا عن هيمنة امريكا والغرب،  وان كانت واشنطن تتباهي اعلاميا بما حصل داخل الجمعية العمومية فان ما يجب ان ندركه ان ال 115 دولة التي سايرت امريكا والغرب داخل الجمعية لا تعادل بثقلها الدول الخمس التي وقفت الى جانب روسيا وامتنعت عن التصويت وهي الصين والهند وباكستان وايران وفنزويلا،  وعدد سكان هذه الدول يفوق عدد سكان ال 115 دولة التي ايدت امريكا تقريبا..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى