أحدث الأخبار

العالم يتجاوز هيمنة القطب الواحد فأين يقف العرب..؟!

✍️ بقلم الاعلامي: د- احمد القشائي من اليمن السعيد

ثمة أحداث نشهدها على الخارطة الدولية يفترض بناء كعرب ومسلمين الاتعاظ بها وإعادة حساباتنا وخياراتنا الحضارية إتساقا مع هذه المتغيرات التي تحتم علينا وبمعزل عن كل الشعارات والمبادئ والأهداف التي كثيرا ما يصفها البعض ب (العاطفية) والغير مجدية حسب مزاعم أنصار الانعزالية القطرية الذين عملوا خلال  العقود الماضية على تكريس قيم ومفاهيم أدت إلى (شيطنة) قيم ومفاهيم الوحدة والقومية والتكامل ووحدة الهوية والوجود والمصير واعتبرت بعض القوى والتيارات السياسية العربية وبدعم ورعاية كاملين من قبل النظام الرسمي العربي وتشجيع من القوى الاستعمارية التي تعمل جاهدة على إبقاء الجغرافية العربية في حالة تمزق وتخلف وتناحر بغض النظر عن كل مظاهر التقدم في النطاقات التنموية التي تشهدها بعض الأقطار العربية التي أستوردت تلك المظاهر والمقومات بكل أشكالها ولم تأتي كنتاج لتطور ذاتي ووعي حضاري مكتسب الأمر الذي جعل هذه الأقطار تبدوا وكأنها مجرد ( بازارات مفتوحة) لا علاقة لأهلها غالبا بكل ما يعتمل على جغرافيتها سوى تعلق الأمر بالأنظمة الحاكمة أو بالوعي الجمعي الوطني لمواطني هذه الأقطار ..؟!
من ناحية أخرى فرضت الأنماط الاستهلاكية قوانينها على حياة المواطن العربي الذي انحصرت اهتماماته في نطاق (رغيف الخبز) لدي الغالبية من المواطنين العرب فيما آخرين انحصرت اهتماماتهم في كيفية استئنزاف عائداتهم النفطية بصورة ترفيه مبالغ فيها وبأنماطها ربما بدافع الرغبة بالتعويض عن حياة الفقر والفاقة التي عاشها أجدادهم وأبائهم إذا ما أدركنا أن الحدود الجغرافية التي رسمها المستعمر وقسم بموجبها الجغرافية العربية وأنشاء لكل قطعة جغرافية نظاما وأوجد لكل نظاما حكاما اختارهم بعناية ليجعل منهم اتباعا وأدوات يوظفهَم لحماية وحراسة مصالحه بالمنطقة المستهدفه من قبل المنظومة الاستعمارية التي اضطرت لمغادرتها عسكريا في لحظة تاريخيه، لحظة برزا خلالها الوعي العربي بأحلامه وتطلعاته لكن سرعان ما تم تدجين هذه الوعي وشيطنة قيمه ورموزه وأفكاره حتى برزت جدلية العلاقة بين العروبة والإسلام بصورة مثيرة وحافلة بكل ما هوا غريب وعجيب في مسار الوعي الجدل الإنساني..؟!


وكما وجدنا أنفسنا نسمع حكايات واساطير عن (الشوفونية القومية) وأفكارها المحنطة والخشبية والمتخلفة لنستبدل هويتنا الوجودية والحضارية بشعار  (الإسلام هو الحل) في معركة جدلية تمزيقية هدف أصحابها إلى ضرب العروبة بالإسلام رغم أن العروبة والإسلام يكملان بعضهما ولا يمكن الفصل بينهما بأمر الله سبحانه وتعالى، لكنا وبامر من امريكا وبريطانيا ذهبنا طواعية لوضع كل مقومات الفصل بين العروبة والإسلام وشيد البعض من العلماء والفقهاء والحكام والدعاة والواعضين جدارا إنعزليا بين العروبة والإسلام وقد أسفر هذا السلوك عن تقديس الحدود الجغرافية المصطنعة من ناحية والكفر بالهوية والعروبة والقومية وكل القيم التي تمثلها هذه المفاهيم باعتبارها منافية للدين ومناقضة لتعاليم السماء..؟!
ولم يدوم الأمر كثيرا حتى وجدنا أنفسنا نتحدث عن (الإسلام فوبيا) وسمعنا عن الإسلام ما نعجز عن استيعابه أو فهم دوافعه غير ما يندرج في سياق تدمير كل مقومات الوجود العقائدي والحضاري للأمة وضرب هويتها الدينية والقومية والوطنية وجعلها مجرد كانتونات ممزقة مرتهنة تابعه ذليلة لاعدائها مجردة من قرارها وسيادتها وكل ما يتصل بوجودها..!!
بيد أن ما يجري بين روسيا وأوكرانيا لا يتعلق بعلاقة روسيا بجارتها ولكن ما يجري هو إعادة تشكيل لخارطة العالم الجيوسياسية بكل ما لهذه الخارطة من تبعات اقتصادية وسياسية وثقافية واجتماعية وحضارية.
وبالتالي فإن المفترض أن يستوعب العرب كانظمة حقائق وإبعاد هذه المتغيرات وتبعاتها ويعيدوا ترتيب علاقتهم الوجودية بمعزل عن كل قيم ومفاهيم الحقيقة الوجودية بل وفق متطلبات المصالح المشتركة التي تستدعي تكاملهم الحضاري وتمنح وجودهم القطري والانعزالي حصانة وحماية تمنع عنهم مخاطر التناحر الذاتي والانهيارات الحتمية الواردة حتما أن ظل النظام العربي يعيش تحت حماية المحاور الاستعمارية التي لا ترى في المكونات العربية الحليفة والمناهضة لها إلا بمقدار ما تتطلبه مصالحها الاستراتيجية ولتكون البداية من (فلسطين) التي بها يكمن مستقبل الوجود العربي قطريا وقوميا، إذ أن تقدم وتطور المكونات العربية يستحيل الحديث عنهما او السعي لتحقيقهما في ظل بقاء فلسطين ترزح تحت نيران الاحتلال وجنازير دباباته، ومن يحاول امتلاك عوامل التقدم والتطور بمعزل عن تحرير فلسطين هو وأهم يكذب على نفسه وعلى شعبه وعلى التاريخ..!!
لقد دفعت العملية الروسية في أوكرانيا دولا في أوروبا للهرولة نحو (الناتو) مع انها ظلت عقودا طويله في حالة حياد، وهناء لا يتعلق الأمر بالخوف أو بخشية هذه الدول من البعبع الروسي كما تريد أمريكا تصوير ذلك لكن الأمر يتعلق بعلاقة وجودية محكومة بعدة عوامل ومفاهيم تجمع دول الترويكا الأوروبية متصلة بمبدأ العلاقة الوجودية الجمعية لجغرافية متناقضة في مفاهيمها وقناعات مواطنيها ونخبها لكنها مرتبطة مصيريا ولهذا الارتباط ضروفه وأسبابه التاريخية والحضارية، وفي المقابل لدى العرب مقومات وجودية  ومصيرية أكثر بكثير مما لدى الأوروبيين، ووفق الممكن من العلاقة فإن العرب مطالبين بالتوافق بحده الأدنى وان في النطاق التجاري والاقتصادي وتعزيز حركة الأنسياب التجاري فيما بينهم كشركاء جوار وجغرافية وإيقاف سياسة التناحر والتآمر والاستقوي على بعضهم وشن الحروب فيما بينهم والتربص المقيت على وضد بعضم وكأنهم وحوشا مفترسة في غابة يفتك القوى فيهم بالضعيف..!!

قبل أن أواصل الحديث عن مواقف النظام العربي الرسمي من تداعيات اللحظة الدولية الراهنة من حيث دوافعها وأسبابها وأهدافها وغايتها الاستراتيجية، أحب أوضح وبصورة عابرة قدر الإمكان خلفيات العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا مع علمي ان هناك من القراء منهم أكثر علما مني بخلفيات هذه العملية، لكني سأعيد التذكير بها رغبة مني في مقاربة هدفها إيقاض الذاكرة الجمعية العربية واستشراف موقف النظام العربي الرسمي وآليات مواجهة هذه التداعيات وبما يتيح لهذه الأنظمة إمكانية حماية وجودها الذاتي من عاصفة قد تعمل على إقتلاع الجميع دون تفريق أو تمييز، والإقتلاع قد لا يعني إنهاء هذا النظام أو ذاك بقدر ما يعني استئنزافه ماديا واقتصاديا وتحميله تبعات هذه التداعيات وفواتيرها تحت ذرائع ومبررات لن أكون أفضل من الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب الذي كان أصدق وافصح وأشجع من وصف هذه التبعات ذات يوم..!!


ما يجري في أوكرانيا لم يكن وليد الصدف ولا قرار مفاجئ اتخذته موسكو عام 2022م ولكن ما يحدث كان قرار أمريكي بدت واشنطن في الإعداد له منذ العام 2000َم تحديدا ومن خلال خبرائها وأجهزتها راحت تعد أوكرانيا لتكون رأس حربة لتطويق روسيا وساحة لمواجهة أكيده مع روسيا الاتحادية، وكان الجانب الروسي يرصد هذه التطورات ويوثقها ويعد نفسه لها، في عام 2005م دشنت روسيا أحدث غواصة نووية مثلت أفضل وأعظم إنجازاتها التقنية وفي نفس يوم التدشين أقدمت المخابرات الأمريكية والبريطانية على إغراق هذه الغواصة بعد بضعة ساعات فقط من تدشينها وعلى متنها 285م ضابط وجندي من قوات البحرية الروسية، لم يكن يؤمها أمام روسيا وقيادتها غير الصمت وتقبل الصفعة والإنهماك في إعادة ترتيب البيت الداخلي الروسي..
كانت واشنطن على يقين بحسب دراسات استراتيجية لكبار المخططين الاستراتيجيين الأمريكيين وزملائه البريطانيين أن القادم لن يكون أمريكيا وأن ثمة محاور قوة تتشكل وأخذة بالتشكيل بطرق مضطردة وأن تشكلها هذا يأتي على حساب هيمنة ونفوذ واشنطن وحلفائها في ترويكا النظام الرأسمالي الذي أخفق في تطوير ذاته رغم الثورة التقنية التي توصل إليها، ورغم بروز نخبة أو ترويكا القوى (النيو ليبرالية) في امريكا وأوروبا إلا أن هذه الترويكا أنجرفت عنوة إلى المسار الأمريكي الذي رسمت معالمه ترويكا (المحافظين الجدد) الذين غرهم أنهيار الاتحاد السوفييتي و(سقوط جدار برلين وحلف وارسو) فاعتبروا هذه المتغيرات انتصارا لي (القيم الليبرالية) وبدلا من تطوير مفاهيم أفكار وقيم (آدم سميث) وبقية رموز وفلاسفة الأفكار الليبرالية بما حملت من قيم ومفاهيم حضارية _نتفق أو نختلف معها _ لكنها كانت تحمل قدرا من المشاعر الإنسانية ومرتبطة ارتباطا وثيقا بحرية الفرد وقدراته الذاتية في آلية التطور المجتمعي، فقد عمل ( المحافظين الجدد) الذين يؤمنون بأساطير ومعتقدات (المسيحية _الصهيونية) على تجاوز وطمس مفاهيم ما أطلق عليه بالقيم (النيوليبرالية) التي انطلقت من أوروبا ليستبدلوها بقيم (الإمبريالية المتوحشة) التي رسم معالمها وحدد قيمها كارتل مجمع الصناعات العسكرية الأمريكية، الذي دشن مرحلة عربدته من أفغانستان، ثم يوغسلافيا، فالعراق، وصولا إلى ما يسمى( بالربيع العربي) وما حدث ويحدث في ليبيا وسوريا واليمن، والصومال، والسودان، دون أن نغفل مواقفهم من فلسطين ومعاناتها ولبنان وما يحاك ضده، وكل هذه التداعيات شكلت حواجز حماية لأمريكا تحميها من تداعيات قادمة نحوها ومن نمؤ محاور منافسة تشهد تطورا حضاريا مضطردا على مختلف المجالات..!!
وخلال عقدين من التداعيات الاستباقية التي قامت بها واشنطن لحماية أسوار نفوذها والإبقاء سيطرتها على العالم وجدت نفسها بعد كل ما قامت به تنساق نحو هاوية حضارية مؤلمة فكانت أوكرانيا التي خضعت لهندسة وسيطرت البنتاجون الأمريكي لتكون حلبة المنازلة بينها وبين أعدائها الذين يحاولون مشاركتها النفوذ على الخارطة الدولية وتقاسم النفوذ معها..؟!
شرق أوسطيا كما يطلق عليه إمريكيا وجدت أمريكا نفسها تتماهي مع ذاك ( الذي جمع الجن ثم عجز عن صرفهم) فأنقلبوا عليه، وكان هذا حال أمريكا في المنطقة وأفغانستان التي رحلت عنها وبالطريقة التي نعرفها جميعا وهي طريقة أقل ما يمكن وصفها بالمخزية والمذلة لدولة عظمى، وهي فعلا دولة لم يبقى فيها غير (العظام ومن غير لحم يكسوها)..؟!
فسعت لتوظيف أخر أوراقها الرابحة وهي أوكرانيا التي أعدتها وشكلت قيمها وخطابها وقناعتها على مدى عقدين من الزمن جاعلة منها معملا لتجاربها (البيولوجية) وإعادتها لتكون الطعم الأكثر مثالية ونموذجية لاصطياد (الدب الروسي) والفتك به قبل أن تتجه نحو (التنين الصيني)، موظفة أوروبا والناتو لخدمتها في مواجهة روسيا الاتحادية عنوة عنهم وضد رغباتهم فيما شكلت للصين تحالف آخر تم إشهاره مؤخرا يتكون منها ومن بريطانيا وكندا وأستراليا..!!
ومن أجل هذه المنازلة المصيرية خرجت بريطانيا من الاتحاد الأوروبي وتغاضت واشنطن عن الشرق الأوسط وتداعياته وغادرت أفغانستان بصورة مفاجئة حتى دون إبلاغ حلفائها في أوروبا الذين اقنعتهم لاحقا بمواقفها وأسباب خروجها..!
مشكلة أمريكا والناتو في أوكرانيا تتمثل بأن روسيا الاتحادية قامت بعملية عسكرية إستباقية في أوكرانيا قبل أيام قليلة من بدء هجوم أوكراني _أمريكي _أوروبي، على إقليم الدونباس وجزيرة القرم.. وتؤكد هذه المعطيات رد الفعل الغربي _الأمريكي على روسيا وروزنامة العقوبات الهيستيرية الغير مسبوقة والغير منطقية والتي تعصف اليوم بالدول التي فرضت هذه العقوبات أكثر بكثير من روسيا التي وقعت عليها العقوبات..؟!


ثمة مقولة تقول (إذا تصارعت الفيلة لاتسأل عن الأعشاب ) مقولة تنطبق _مجازا _ على أنظمتنا العربية التي حتى اللحظة لم تحدد موقفها من التداعيات الدولية الراهنة رغم جعجعة البعض ولكنها جعجعة من غير طحين كما يقول المثل العربي..!
لكني بداية ساضرب مثل بموقف فلندا والسويد وزوبعة انظماَمهما لحلف الناتو، مع انه لا مشكلة بينهما وبين روسيا الاتحادية لكن الانظمام دافعه تضامني ومبدئي تتحفظ عليه روسيا في حالة أن قبلت الدولتان فلندا والسويد نصب صواريخ ومعدات عسكرية متطورة للحلف على أراضيها، لكن ان بقى الانظمام اعتباري فلا ضير مع ان المتضرر هما الدولتان أكثر من روسيا التي لا يفرق معها هذا الانظمام فلديها قدرات عسكرية واقتصادية رادعه.
لكن يبقى الموقف العربي هو محل تناولتنا في هذه الحلقة، والمواقف العربية الرسمية أقل ما يمكن وصفها إنها مواقف مخزية ومذلة، إذ أن كل مواقف النظام العربي الرسمي منذ العقد الثامن من القرن الماضي وحتى اليوم هي مواقف مذلة ومخزية وإرتهانية يحاول كل طرف فيه أن يحصن ذاته القطرية ويرتبط بعلاقات خارجية لم تكن يوما ندية بل تابعه ترتقي لمستوى علاقة العبد بسيده ومع ذلك يتوهم هؤلاء انهم يتحصنون أو يحصنون أنظمتهم.

  خلال العقود التي خلت أوغل النظام العربي في جلد ذاته ولايزال  يتفنن في التأمر على بعضه ويكيد على بعضه ويستقوي بحلفائه من أعداء الأمة للانتصار والمناصرة على بعضه ويجلب كل نظام الأساطيل والقواعد والجيش إلا أراضيه وبحاره ويدفع تكاليف حمايتهم ليس المال وحسب بل والسيادة والقرار، رغم أن ما يجمع العرب من مقومات الوحدة والتوحد لايوجد لدي الأوروبيين.
انعكست ثقافة التآمر التي يتعاطى بها النظام العربي الرسمي  مع بعضه على مسار القضية المركزية الأولى والأهم للعرب والمتصلة بحقيقة وجودهم وهي قضية فلسطين التي سعوا الصهاينة وبدعم من بعض الأنظمة الرسمية العربية إلى تجزئيتها فصارت القضية مجموعة قضايا تتمثل بقضية (غزة) وقضية (القدس) وقضية (رام الله والضفة) وقضية (الداخل الفلسطيني عرب 48)الواقعين تحت الحكم الصهيوني وهناك قضية (فلسطيني الشتات) الذين يعيشون خارج فلسطين سواء من يعيشوا في مخيمات لبنان وسوريا والأردن والعراق أو من يعيشون موزعين في دول العالم المختلفة.
هذا الوضع ما كان له أن يكون لو كان هناك قدرا من الشعور بالانتماء لدى أركان ورموز النظام العربي الرسمي.
أمرا آخر هو  هل كان بالإمكان إشعال الحرب العراقية الإيرانية؟ وهل كان بالإمكان غزو العراق وتدميره؟ هل كان سيتم غزو سوريا وليبيا وتدميرهما؟ لو كان هناك تضامن عربي؟!
هل كان بالإمكان تدمير الصومال وانفصال السودان وشن الحرب على اليمن؟!
هل كان ممكنا بقى فلسطين تحت نير الاحتلال الصهيوني لو كان هناك نظام عربي يحترم ذاته ويؤمن بضرورة بناء الذات وبسيادته وان في نطاقها القطري وبحرية وامتلاك قراره الوطني؟!
ما يحدث في أوكرانيا وما تقوم به دول أوروبا في التضامن مع بعضها ولصالح أمريكا يجب أن يقف العرب أمام كل هذه الحقائق والمعطيات أن كانوا يسعون فعلا للبقاء حتى الغد؟!
أن العالم يتغير في الوعي والقيم كما تتغير محاور القوة والنفوذ والجغرافية وعلى العرب أن رغبوا في التعاطي مع المستقبل أن يغيروا أنفسهم وان يتعرضوا من مواقف الآخرين وان يغادروا قطار التبعية والإرتهان، وان يسعوا لتحقيق استقراره عبر التكامل فيما بينهم ومراعاة ضروف بعضهم اقتصاديا وتنمويا واجتماعيا وثقافيا بعيدا عما يعتبره البعض احلام طوباوية مثل (الوحدة) وحقائقها التاريخية الراسخة، ليتجاوز ا كل هذه الحقائق وليتعاملوا مع بعضهم كأنداد تربطهم علاقة مصالح مشتركة وان يكفوا عن سياسة التأمر على بعضهم لصالح عدو لا يكترث بهم جميعا لكنه يسخرهم لديمومة مصالحه.
أن ما يجري في أوكرانيا اليوم يجب أن يكون محطة للتأمل العربي ويجب أن يكون درسا معمقا يتأمل فيه الحكام العرب ورموزهم ومستشاريهم وأيضا يجب أن يتوقف أمام ما تشهده أوكرانيا كل النخب العربية على مختلف مشاربها ومدارسها وقناعتها السياسية والفكرية
لعلي وعسى تتمكن هذه الأمة من العودة لوعيها والانتصار لذاتها المهزومة بأيدي أنظمتها ونخبها ومرجعياتها المتعددة المناحي.
“”””””””””””

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى