أحدث الأخبارالعراق

العراق:رسالة من تحت الماء الى الاطار التنسيقي

علي عدنان محمد
العصر- اسعدني كما حال الكثيرين من جمهور الاطار التنسيقي ترشيحهم للسيد محمد شياع السوداني ولكن ما اسعدني اكثر هو ترشيحهم له بالإجماع، وقد تبادر الى ذهني ان اخاطب القيادات السياسية المنخرطة تحت عباءة الاطار التنسيقي بمقال رأي لتقديم التهنئة من جهة والمشورة من جهة أخرى، ولعلّها رسالة من تحت الماء لكم فإننا جمهوركم نغرق ببحر من المصاعب والأزمات، لعلّكم أقوياء كفاية لتخرجونا من هذا اليّم.
جمهور اليوم ليس جمهور الأمس، فالقاعدة الجماهيرية للإطار التنسيقي ليست جمهور القوى التي تنخرط ضمنه، بل هو جمهور يبحث عن مشروع يلبّي مطالب المكوّن الشيعي التي تلاشت شيئا فشيئا امام اهواء القيادات الشيعية، مشروع ينهض بالدولة العراقية ويخرج مؤسساتها من مآسي الفساد وسوء الإدارة، ويبعد اقتصادها عن متناول اللجان الاقتصادية، مشروع يقدّم الخدمات البسيطة للمواطن، وهكذا من الخطوط العريضة التي تدركها القيادات جميعا ولست بصدد ترديدها مجددا، وإنما انا بصدد تقديم مشورات استراتيجية لمشروع الاطار التنسيقي.
*أولا: التمسّك بالإجماع*
الخيط الرفيع الذي يجمع كل قيادات الاطار التنسيقي هو ما يبقيه على قيد الحياة، وبفقدانه تتلاشى عوامل قوة الاطار التنسيقي، ولست أعلم بما يجري داخل أروقة الإطار، ولكنني تعلّمت ان الحفاظ على النجاح اصعب بكثير من الوصول اليه، من هنا قد يهدد تشكيل الحكومة وما يليه من التحّديات الاجماع الذي تحقق على السيد السوداني في الاطار التنسيقي، ولربما يكون من الأفضل ان يجمع الاطار التنسيقي بالموافقة على البرنامج الحكومي للسيد السوداني كما اجمع على ترشيحه، بالنتيجة البرنامج الحكومي والاجماع عليه اهم بكثير من شخص رئيس الوزراء، وبالإجماع على البرنامج الحكومي ورئيس الوزراء يكون الاطار التنسيقي قد أدى دوره برسم خارطة طريق امام الحكومة وامام نوّاب البرلمان ليمارس كلٌ دوره بمهنية وحينئذ يتسنى لكل قوة من قوى الاطار ان تتخذ دورها البرلماني او التنفيذي.

*ثانيا: إستثمار اللجنة الرباعية:*
ان نجاح اللجنة الرباعية التي كلفت بتسمية مرشح لرئيس الوزراء يجب استثماره، فهذه اللجنة قد تكون هي الاجدر بتولّي مسؤولية رسم البرنامج الحكومي بالتعاون مع السيد السوداني نفسه وربما استشارة رؤساء الوزراء السابقين، وفي هذا السياق يجدر الإشارة الى ان الدقة والتفصيل في وضع البرنامج الحكومي تيّسر من مهام الجهتين التنفيذية والرقابية، ولربما كان البرنامج الحكومي الذي قدّمه السيد عادل عبد المهدي في حينها هو البرنامج الحكومي الأكثر دقة وتفصيلا، مما يجعل امام اللجنة الرباعية مسؤولية ان يكون البرنامج الحكومي دقيق وتفصيلي ومفهوم بالنسبة لقادة الاطار التنسيقي قبل عرضه على البرلمان، لانني ما زلت أتذكر تململ الكثير من البرلمانيين حينما عرض السيد عادل عبد المهدي برنامجه الحكومي عليهم.
*ثالثا: حرية المتصدي:*
منح الحرية للمتصدي هو تعبير عن الثقة المتبادلة بين القوة السياسية ومن يمثلها في سلطات الحكومة التنفيذية او التشريعية، ولأن القوة السياسية بقيادتها المنضوية ضمن اطار تنسيقي قد أجمعت على برنامج حكومي واضح المعالم وتفصيلي كما اشرنا، فلا توجد حاجة الى تقييد حرية المتصّدي للمنصب وبخاصة المنصب التنفيذي (وزير او رئيس وزراء) ما دام يتحرك في اطار الخطوط العريضة التي تم الاجماع عليها، فلطالما عانى متصدّون من ضغوطات القوى السياسية و تعكز عليها اخرون، إلا ان الثقة المتبادلة تقتضي ان يلتزم رئيس الوزراء بتقديم تقرير (سنوي او نصف سنوي) عما يتم إنجازه من البرنامج الحكومي ليتم



*رابعا: مأسسة الإطار كإطار للقوى الشيعية: *
في الأفق، هناك تحديات سياسية كبيرة ومحورية بالنسبة للعملية السياسية، وأهمها العمل على اجراء التعديلات الدستورية التي أصبحت ضرورة لا مناص منها خاصة بعد ان طالب بها رئيس مجلس القضاء الأعلى السيد فائق زيدان بنفسه، وتتطلب التعديلات الدستورية توافق المكونات (الشيعة والسنة والاكراد والمكونات الاخرى) لان التعديل يقتضي الموافقة عليه بإستفتاء شعبي، وهنا تكمن أهمية مأسسة الاطار التنسيقي والحفاظ على هذه الخيمة السياسية التي تجمع وترحب بالقوى السياسية الشيعية جميعا باجواء توافقية، وربما اعتماد التجربة بالنسبة للمكونات الأخرى لتجاوز تحديات كبيرة كتعديل الدستور وغيرها من التحديات التي تتطلب توافق المكونات.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى