أحدث الأخبارالعراق

العراق:من ثورة “الانقلاب على النظام” الى “التغيير” عبر الانتخابات

العصر-من ثورة “الانقلاب على النظام” الى “التغيير” عبر الانتخابات
قبل أيام كان زعيم التيار الصدري السيد مقتدى الصدر يتوعد بـ”ثورة كبرى وتغيير كلي للنظام السياسي الحالي” ودستور جديد، ويدعو الثائرين الى الانضمام اليه واسناد ثورته.
كان يتحدث عن “ثورة عفوية سلمية حررت المنطقة الخضراء” وعن “فرصة عظيمة لتغيير جذري للنظام السياسي والدستور والإنتخابات”.
لكنه اليوم يقول ان التغيير يحصل عبر الانتخابات (ربما في اشارة الى فشل محاولة الثورة الشاملة على النظام القائم بمفاسده وفشله الذي يعترف به الجميع).
ومع أن السيد الصدر يقول بأن التغيير يتم عبر انتخابات مبكرة “بعد حل البرلمان الحالي”، فانه يصرح بأنه “لم يقرر خوض انتخابات جديدة من عدمها؟!!”.
والسؤال هنا: كيف تجري انتخابات مبكرة دون وجود برلمان؟!
– فمن سيختار القانون الانتخابي (بكل تعقيدات تفاصيله وفي غياب تمثيل صدري بالبرلمان) الذي تجرى وفقه الانتخابات؟
– ومن سيشرف على الانتخابات؟



– وقبلها من سيؤمن موازنة الدولة والناس تنتظر خدمات ومشاريع (كما وعدتهم أحزاب المذهب والقومية) وليس تعطيل جديد لها لمدة عام؟.. وحتى الانتخابات تحتاج الى موازنة. وطبعا مرحلة انتقالية تقودها حكومة ويفترض ان يتم اختيارها برلمانيا لتكتسب الشرعية.

وكل تلك التفاصيل تحتاج الى حوار عميق ومعقد مع الجميع وبشكل خاص خصومه. لكن الصدر يقول: “الحوار معهم جربناه وخبرناه وما افاء على الوطن الا الخراب والتبعية، ولا فائدة ترتجى من الحوار معهم”.

السيد الصدر عاد ليقول: “ايها الشعب العراقي ان أردتم التغيير فانا بانتظاركم”. و”استغلوا وجودي لإنهاء الفساد”.
لكنه لم يطرح خارطة وأدوات لتحقيق التغيير (عدا المضي لانتخابات مبكرة- قد لا يشارك فيها). ولم يحاور من يمكن ان يساعدوه في تحقيق التغيير من تشرينيين وغيرهم، او حتى حلفائه الباحثين عن فرص سياسية لتقوية نفوذهم، وكأن لا وجود وأثر لهم.

بوضوح: السيد الصدر سحب نوابه، فاستغل خصومه ذلك ليشكلوا حكومة تابعة لهم، فاستدرك الصدر خطورة ذلك وعاد الى الملعب بقوة ذراعه الشعبية وأوقف مسيرة تشكيل الحكومة بعيدا عن الشرعية القانونية. ثم اعلن عن ثورة على النظام لكن تقريبا لم يستجب له أحد بل الجميع (محليا واقليميا ودوليا) دعوه الى الحوار والهدوء. فوجد بعد أيام ان تغيير النظام متعدد الرؤوس غير متاح حاليا، فعاد ليطلب الذهاب لانتخابات مبكرة لتحقيق التغيير.
بالنتيجة على الجميع الاستعداد لانتخابات مبكرة ربما هذا هو المخرج الوحيد حاليا.
لكن ماذا عن موقف شركاء الصدر الفائزون بقوة في الانتخابات السابقة من دعوته تلك (السيد محمد الحلبوسي بشكل خاص)؟.
وماذا لو اعادت الانتخابات ذات الحجوم تقريبا دون حسم جوهري (حصل الصدر على 10 مقاعد اضافية او خسر 10 مقاعد)؟ فالكل سيحاول استدراك الاخطاء السابقة التي وقع فيها في ظل القانون الانتخابي المعتمد.


الحقيقة: الصدر بحسب ارقام آخر انتخابات لا يملك الا اقل من ثلث الشارع الشيعي. والقوى الكردية غير مرتاحة من كل خطواته. والسنة مفككون ولا يعرفون ماذا يريدون لكنهم وبعيدا عن الخطابات متوجسون من كل القوى الشيعية المسلحة بما فيها التيار، ويريد غالبيتهم نظام للحكم يعطيهم ادارة ذاتية أكبر لمناطقهم.
سامان نوح

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى