أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

العراق بأيدي اعداءه

مجلة تحليلات العصر- علي البطاط

في البدء اطلب من القاريء الكريم ان تتسع نظرته لتكون نظرة شاملة واعية وعدم النظر الى مرحلة تاريخية مصغرة
فالعراق بأيدي اعداءه طيلة عقود .

هذه هي الحقيقة المرة يجب هضمها جيدا
لان العراق بلد ليس كغيره من حيث الطاقات البشرية والموارد الطبيعية اضافة الى امتلاكه عقيدة راسخة توارثتها الاجيال بالتمسك بكتاب الله وأهل البيت عليهم السلام والاقتداء بالامام الحسين أبي الضيم ورافض الخنوع وهذه مبادئ عصية على التفكك والسيطرة
هذه المؤهلات تجعل من العراق لو امتلك قراره بيد أبناءه واصبحت تللك الموارد والطاقات بيده فأنه سوف لن يصبح متطورا فحسب بل عملاقا تتصاغر الممالك والبلدان والدول الكبرى امامه
بلمحة بسيطة لواقع العراق قبل مئة عام سترى مدى الانتعاش الاقتصادي والنظام والتحضر الذي يتمتع به العراقيون
ولو نظرنا الى اي من الدول هي الأكثر تضررا من تقدم العراق ونهضته لعرفنا انها دولة أسرائيل
وانتبهت الدوائر الاستخبارية عندهم لهذه الحقيقة فكان ولابد من ان يكون العراق تحت قبضتهم يعيش الفوضى بكل معانيها والفقر والعوز والانحلال والتفكك والعداء المذهبي والصراع بين أبناءه بأي صورة
وهذه الحالة لم تكن وليدة عقد او عقدين ان هذه المعضلة بدأت منذ اربعينيات القرن الماضي
بدأ التدهور يدب في اوصال المؤسسات والقطاعات الحكومية والاهلية في العراق وبالمقابل ارتفع نجم بلدان اخرى تتصف بالطاعة والخنوع لدولة اسرائيل
وهي دول الخليج
وكان من الواجب ايضا عندهم ان تستمر القبضة الخانقة على رقبة العراق دون تهاون او تراخي
عهود وعقود من الزمن مرت على العراق والحاكم الحقيقي وراء الستار ولم يكن حكامه سوى ادوات تنفيذ لخطة مدمرة سواء في حقبة البعث الذي ليس لديه افكار او رؤى الا رؤى الماسونية العالمية والصهيونية
وقد يتصور بعض الحكام انهم مستقلون ولكنهم في الحقيقة تحت هذه الدائرة المحمكة الغلق والسيطرة الكاملة
وما ان انتصرت الثورة الاسلامية في أيران فان الشعور الكبير في ان يفك العراقيون القيود عنهم بدأ يجول في خاطر الاعداء لان الزخم العقائدي للشعب العراقي الشيعي سوف يتوهج اكثر فكان القرار واللعبة القذرة في محاربة هذه الدولة الفتية والثورة العقائدية ومحاولة خنقها في المهد
ولكن شاءت القدرة الإلهية في ان تصمد هذه الثورة رغم المحاولات الحثيثة للقضاء عليها
فأصبحت قضية مسك خناق العراق وشعبه تحتاج الى قبضة أشد فانتقلت الخطط الى ادخال هذا الشعب في الحروب العبثية والحصار الاقتصادي والتجويع وان يبقى الهدف هو ان يعيش العراق الفوضى والحروب والدمار

وكان الاعداء من اليهود على درجة عالية من الدهاء فمرة تدع العراقيون ينفذون الخطط الخبيثة بأيديهم ويدمروا بلدهم بدواعي وطنية وقومية ومرة بدواعي دينية ومرة بدواعي مذهبية
من خلال اعلام مدروس وممول بملايين الدولارات
الهدف من كل ذلك ان يبقى العراق مقيدا لا يملك قراره
وتزداد يوما بعد يوم احكام القبضة ولف السلاسل والقيود متمثلة بقرارات وقوانين وبنود واتفاقات اقتصادية وسياسية لئلا يجد العراقيون منفذا او متنفسا للخروج من هذا الكهف المظلم
ولكن عندما يعرف العراقيون من هو عدوهم الحقيقي عندها يبدأ العد التنازلي للخلاص .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى