العراق

العراق عقدة ألتقاء اقتصادي ام عقدة جيوسياسي عقائدي تاريخي

مجلة تحليلات العصر الافتراضية

صلاح التكمه جي/ بغداد

استمعت لحديث النائب في البرلمان العراقي عدنان الزرفي بقناة العراقية و رؤيته للحكم و ذلك بأن يجعل العراق نقطة التقاء أقتصادي لدول المنطقة و العالم، و بهذا ألالتقاء ستذوب كل عقد الصراع و سيتحقق الامن بالمصالح الاقتصادية للدول.
في البدء أيها الزرفي، أنت لم تجلب شيئا جديداً ، انما هذه الأفكار ، سرقتها من الذين سبقوك على رئاسة الوزراء.
هذه الرؤية قبل ان تتحدث بها و تتفلسف بها علينا و تخدع السذج وقليلي المعلومات بها، تحدث بها أيضا بأسهاب عادل عبد المهدي و اطلق عليها نظرية (الجسر)، و كان يقصد ان نجعل العراق جسرا اقتصاديا و ممرا استراتيجيا لدول العالم و المنطقة، و تحدث بها أيضا محمد توفيق علاوي عندما قال رؤيتي ان اجلب أجذب اموال السياسيين و الشركات العالمية في اعمار العراق بدل ان تسرق و تنهب و تهدر اموال العراق ، بمافيات الاحزاب الاقتصادية و شركات النفط.
ولكن ماذا حدث لعبد المهدي عندما أقدم على تنفيذ نظرية (الجسر)
حدث انه فتحت عليه ابواب جهنم، وذلك عندما زار عبد المهدي المانيا ، و تعاقد مع شركة سيمنس لحل معضلة الكهرباء، ابواب جهنم فتحت عندما جاءه تهديد من بومبيوا و غيره.
اين استثمارات شركة سيمنس الان ؟؟
و هل نسيت أيها المتأمرك، عندما تعاقد العراق مع روسيا بشراء صواريخ الدفاع الجوي أس 400، ليحمي سماءه و ارضه من انتهاكات غارات الصهاينة، لكي يحقق امنا قويا، يساهم في تأسيس بنية تحتية، لجلب اموال الاستثمارات و اغراءها.
ماذا حدث يا متأمرك، بعبد المهدي، حدث ان اطلق العنان للتهديد الامريكي، فالعراق غير مسموح له ببناء بنية تحتية امنية قوية، لأن هذا يهدد أمن دولة اسرائيل ، اما الصواريخ التي يريدها العراق فنحن الامريكان نجلبها و نشغلها لكم حسب مزاجنا، فأذا جاءات الطائرات المسيرة الاسرائيلية لتقصف العراقيبن ، فأهلا و سهلا بها، اما اذا جاءت صواريخ المقاومة لتدافع عن العراق و شعبه ، فهيهات هيهات، فباتريوت في قاعدة عين الاسد هي لها بالمرصاد، و كما قال ترامب نحن هنا في عين الاسد فقط لضرب ايران و حماية اسرائيل.
و هل نسيت يا متأمرك عندما تعاقد العراق في زمن البائد مع فرنسا، لبناء مفاعل نووي، يكون بنية تحتية اقتصادية للطاقة، (حاله كحال بلدان العالم) ، ماذا حدث، حدث ان الطائرات الاسرائيلية قصفت المفاعل و دمرته عن بكرة ابيه، لماذا؟؟؟
الجواب عند نتنياهوا في ملتقى لوبي الصهيوني الامريكي(ايباك) ، عندما صرخ و قال، فقط عبقرية شعبنا(شعب الله المختار) مسموح لها ان تنفرد بالذكاء والقدرة و العلم و السيطرة على مقدرات البشرية، اما من ينافسها من بلدان العمامة السوداء(ايران، العراق،الشام، اليمن) و الدول الحمراء كالعراق فيجب تدمير هذه العبقرية، و يجب ان يكون نصيبه الفشل و الفوضى و التقسيم و الخراب لأبناءه و لا يسكن بابل (العراق) الا الخراب و الدمار.
وهل نسيت يا متأمرك عندما اراد عبد المهدي ان يطبق نظريتك و فسح المجال للايرانيين بدعم العراق بالطاقة و بالمواد الضرورية، تنسى ماذا حدث،
هل نسيت حرب ترامب و تهديده لعبد المهدي ان يكون العراق فقط رأس حرب في صراع ترامب و الصهيونية و اعرابها ضد أيران
و هل نسيت يا متأمرك ، عندما أراد عبد المهدي ان يحرر العراق من هيمنة البنك الفيدرالي الامريكي على اموال نفطه، بأن يجعل بديل النفط بالدولار، النفط بالاستثمار الصيني، ماذا حدث له؟؟؟
حدث أن فتحت أبواب جهنم على عبد المهدي و ذلك عندما اراد ان يطبق البديل الصيني عوضا عن البديل الفيدرالي الامريكي، الم يطلق العنان للجوكرية، لتبث فوضى لا أول لها و لا آخر، أم يطلق العنان لجيوش السفارة و عملاءه بالتسقيط و التسفيه لهذا لتعاون مع الصين.
مشكلة السذج و المتأمركيين أمثال الزرفي و نظرائه ، أنهم يعتقدون انه ممكن بحفنة من أموال النفط ستحل عقدة الصراع الجيوسياسي للعراق.
اسألك يا متأمرك لماذا يقول بوش و ترامب اني مختار الرب في معركتنا بالعراق، و هل نسيت تصريح الرئيس الفرنسي عندما ايقظه بوش و قال له، قم، و اجلب قواتك للعراق لنقاتل يأجوج و مأجوج.
من يعتقد بالرؤية الزرفية ، فهو لم يقرأ تاريخ العهود السابقة و اللاحقة للعراق، أفهم أيها المتأمرك ، ان العراق يعيش عقدة صراع تاريخي عقائدي جيوسياسي، فيه تراكمات من احداث الماضي و نصوص توراتية تلمودية انعكست على رؤية انجليصهيونية، لا يمكن حل تلك العقلية بهذه البساطة و السذاجة، و انما حلها يجب ان تكون برؤية للامن القومي العراقي ، تشخص عقد الصراع و تبني عليها قاعدة شعبية و كتلة صلبة جماهيرية عراقية تكون محصنة من هذه العقد و ينطلق بها و بالامكانات العلمية و الموارد البشرية لهذه الكتلة الصلبة العراقية، لبناء البلد و اعادة حضارته من جديد.
يا متأمرك لا يمكن الوقوف امام عقيدة شعب الله المختار الاسرائيلي و عقيدة انجيلوصهيوني التي تدمر العراق و غيره ، الا ببناء شعب مختار عقائدي عراقي يكون محصن بالامن و البصيرة و الامكانات و الابداع و النجاح العراقي و يكون ليس بحاجة لقواعد أمريكا وغيرها (تجربة داعش و كورونا اثبتت قدرة العراقيين على تحويل التهديد و الكارثة الى فرصة).
افهم أيها المتأمرك، الأمة و الشعوب التي لا تمتلك رؤية لامنها القومي و حقيقة الصراعات و التهديدات التي تواجهها من اعدائها، لا يمكن لها ان تحصن افرادها و أبناءها من أثار الفشل و الشقاء و عدم الامن و الاستقرار ، فهذه جميعها مرهونة بمعرفة العدو و تهديداته، يعني الامن بمعرفة العدو، ثم أن البصيرة من العدو و تهديده، سيساهم بالسعادة و الامن و الاستقرار ، وهذه قاعدة قرآنية نصحها الباري عز وجل منذ ان كلف آدم بتأسيس مجتمع إنساني عناصره السعادة و الامن و الاستقرار و الرفاهية
قال الله تعالى ( وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ أَبَىٰ ،فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَٰذَا( عَدُوٌّ) (لَّكَ وَلِزَوْجِكَ) فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ( فَتَشْقَىٰ) ،إِنَّ لَكَ (أَلَّا تَجُوعَ) فِيهَا (وَلَا تَعْرَىٰ) ،وَأَنَّكَ( لَا تَظْمَأُ) فِيهَا( وَلَا تَضْحَىٰ)
القانون الرباني لآدم و أبناءه هو :
معرفتكم للعدو و تهديداته ستمكنكم من تحويلها الى فرص (السعادة) و (الغنى) و (الحياة الكريمة) و (الامان) و (الاستقرار).
فهل يتمكن اصحاب البصيرة في العراق من تحويل عقدة العداء الصهيوامريكي و تهديده بعقيدة شعبهم المختار المدمرة و المخربة، بصناعة شعب عراقي مختار محصن بالعقيدة و البصيرة ليوفر (السعادة) و( الغنى) و (الحياة الكريمة) و (الامان) و( الاستقرار) ، لشعب العراق المختار و للانسانية جمعاء .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى