أحدث الأخبارالعراق

العراق مفرق طرق/ ماجد الشويلي

مركز أفق للدراسات والتحليل السياسي

لم تنشط الدبلماسية العربية وتحديداً المصرية والاردنية بقيادة اماراتية تجاه التقارب مع العراق ؛ إلا بعد أن أرعبهم إمكانية التحاقه عبر ميناء الفاو بطريق الحرير ، الذي أصبح حقيقة واقعة لا مناص من نكرانها.
فمصر والأردن والأمارات ، هم أكثر الدول تضرراً من تدشين عمل ميناء الفاو وفقاً لمتطلبات وخصائص ربطه بطريق الحرير .
ولذا لايستبعد أن يكون تصريح الرئيس السيسي لوسائل اعلام اسرائيلية صحيحاً . فقد نقل عنه بأنه قال(( لن نسمح ومهما كلف الامر بانشاء ميناء الفاو العراقي ، لانه يعني موت قناة السويس وانهاء اهم مورد لمصر مايمس امننا القومي ونتعاون مع الامارات واسرائيل والاردن لأنهم المتضررين الاخرين من هذا الميناء فيما لو تم انشائه))
وهذا هو حال ميناء العقبة ،وموانئ الإمارات ،وفي مقدمتها ميناء (جبل علي) في دبي ، أكبر ميناء في الشرق الأوسط.
ناهيك عن اسرائيل التي تعوّل كثيراً على ميناء العقبة . فلولاه لن يكون للتطبيع قيمة ، ولن يكون له أكثر فيما لو أصبح ميناء الفاو حريرياً.
فضلاً عن القيمة الأمنية والستراتيجية التي يوليها الكيان الغاصب لقناة السويس ومضيق باب المندب .
ومن المعلوم أن مصير باب المندب مرتبط بقناة السويس والعكس صحيح أيضاً.
من هنا أدركت الإمارات أن الحل بل وطوق النجاة لهذه الدول مرهون بستراتيجية ناعمة ، بعيدة عن عنجهية آل سعود بمفخخاتهم ودواعشهم التي أثبتت فشلها ، بل أثبتت أنها تأتي بنتائج عكسية ، وخير مثال على ذلك هو ولادة الحشد الشعبي وتعمق اللحمة العقائدية بين ايران والعراق ومحور المقاومة عموماً .
وهذا مايفسر جانباً من الاستبعاد النسبي لآل سعود عن صفقة القرن.
المهم أن الإمارات أدركت أن لاسبيل لمنع العراق من الالتحاق بطريق الحرير وتقويض المكانة الستراتيجية العظمى لميناء الفاو إلا من خلال وجود حكومة_ لا بل نظام سياسي عراقي _يعمل بعقلية تطبيعية تكون الخطوة الأولى فيه هي تغيير حكومة عادل عبد المهدي. ومن ثم خلق أجواء مشحونة وضاغطة باتجاه إحداث تغييرات جذرية تمنع من وصول حكومة اخرى تعيد المطالبة بالالتحاق بطريق الحرير.
وهذا لن يحصل دون وجود كتلة برلمانية تاخذ على عاتقها الدفع باتجاه التطبيع اقتصاديا وأمنيا وتجارياً الخ.
وتتكفل بذلك حكومة مؤقتة بعيدة عن إملاءات منبر الجمعة والضغوطات الخارجية تاخذ على عاتقها وضع اللبنات الأساسية لربط المنظومة الاقتصادية ومراكز الطاقة العراقية بمشروع الشام الجديد.
لتأتي بعد ذلك حكومة منتخبة تجد نفسها بإرادة منها أم من غير إرادة مكبلة بالتزامات دولية وإقليمية ترغمها على السير في طريق التطبيع بدلا من طريق الحرير شاءت أم أبت.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى