أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

العراق هو ناقة صالح … فاحذروا الدمدمة

مجلة تحليلات العصر الدولية - صالح الصيرفي

لم يكن القصص القرآني مجرد تاريخ أو دورس وعبر بل هو في حقيقته وجوهره ودلالاته وأبعاده واهدافه عبارة عن تجارب بشرية ومشاريع نبوية وحيّانية تنموية وبنيوية هدفها بناء الانسان والمجتمع والبلد ، تنمية الانسان ومعارفه وعلومه وطاقاته وتوظيفها في استغلال خيراته وثرواته لتحقيق النماء والخير والسعادة والازدهار والتطور والامن والاستقرار والسلام ، وعكس هذه الحقيقة القرآنية يتحول كتاب الله والعياذ بالله الى كتاب تاريخ وعظات لايسمن ولايغني من جوع ( حَاشَ لله ) .

في عام 2003 مَنَّ الله علينا بفرصة سقوط نظام صدام المقبور بعد ان سلط الكافرين على الكافرين والظالمين على الظالمين ، ولم يبقى متنسك أو عالم أو مرجع ديني أو اجتماعي ، سياسي أو إقتصادي عراقي رجل أو امرأة ، لم يقر ويعترف ويصرح بحقيقة هذه الفرصة فضلا عن عامة الناس ممن ذاقوا ويلات صدام وإجرامه وإعداماته وسجونه ومقابره الجماعية ممن تعرضوا الى القتل الكيفي والموت المجاني والاعتقال العشوائي
ولم يكن الاقرار والاعتراف بفرصة سقوط صدام مقتصرا على العراقيين بل تجاوزهم الى حدود الاجماع والشياع الاقليمي والعالمي الحر ، فلم تبقى حكومة أو دولة أو منظمة مدنية أو انسانية أممية أو إقليمية من العالم الحر إلا وأقر واعترف بها وعبر عنها بشتى الوسائل والطرق سواء الدبلوماسية أو الانسانية أو الاعلامية .
حينئذ العالم أجمع على أن صدام كان نقمة وسقوطه كان فرصة .
والعراق هو النعمة وهو الهبة الالهية لاهل الرافدين بكل تلاوينهم و لإ إخوانهم في الدين وأقرانهم ونظائرهم في الخلق من دول العالم .
وعندما كان سقوط صدام هو الفرصة فهذا يعني ان الله أراد أن يخاطبنا ويقول لنا إستغلوا هذه الفرصة وإستغلوا نعمتها ووظفوها للتمتع بها ، ونقصد بالنعمة العراق وخيراته ، حضارته وعراقته ، شرفه وشهامته ، عزته وكرامته أضرحة أوليائه وأئمته أنهاره وأهواره نفطه وثرواته موقعه وأهميته نسائه ورجاله كباره وصغاره ، استغلوا هذه النعم لخيركم ولأبنائكم وأجيالكم القادمة
هذا الخطاب الرباني وهذا المشروع النبوي كان يشبه الى حد بعيد مشروع النبي صالح عليه السلام في خير قومه ( الناقة ) ، أو نعمة ناقة النبي صالح عليه السلام وكما خاطب النبي صالح عليه السلام قومه هذه ناقة ( نعمة) منّها الله عليكم فاستفيدوا من حليبها ولبنها وروثها وجمالها وبرائتها وسلامها وفائضها ، فهي هبة من الله للجميع دون استثناء وكافية لإطعام وإشباع الجميع فحافظوا عليها ولاتمسوها بسوء ! ولكن عصابة من القوم عقرتها فدمدم الله على الجميع البر والفاجر العالم والجاهل المتقي الزاهد والعاصي الغافل الصغير والكبير
المؤمن والكافر المؤيد والمشارك بقتل الناقة والرافض لقتلها والمحايد والصامت عن قتلها قتل الناقة وزوال النعمة .
وها نحن اليوم نذكّر الجميع بهذه المقاربة وهذا الدرس القرآني فكما كانت ناقة صالح نعمة وهبة من الله ومشروع نبوي وحيّاني لقومه كذلك العراق نعمة ومشروع نبوي وحيّاني لخير العراقين ولاجلهم ومن أجل إسعادهم ، وسقوط صدام كان فرصة !! لكن وللاسف حسابات الحقل لم تتطابق وحصاد البيدر ، فعصابة الاحتلال سلطت قوم عصابات الدين والتكفير ومدعي الإخوة فتناهدوا علينا من كل حدب وصوب وبمعونة وإحتضان ومشاركة ابناء القوم ، لطعن هذه الناقة ( العراق ) واستباحة دمها وعِرضها وكرامتها وسيادتها ، ثم سلطت عصابة الاحتلال عصابات اهلها الفاسدين لنهب وسلب خيرات هذه الناقة ( العراق) ، ولم يكتفي ولم يرتوي ، لا قاتليها ولا ناهبيها بكرة أو كرتين أو ثلاث أو أربع ، بل بات اليوم قتل ونهب العراق وراثة وملك عضوض ، والجميع تشاركوا إلا الّلمم في تدمير العراق وخرابه وإغراقه بالجهل والعوز والنقص ، وتبديد ثرواته والتفريط بسيادته تحت مظلة الديمقراطية والتدوال السلمي للسلطة ومهزلة الانتخابات والحريات المزيفة التي انتجت لنا أجيالا تجهل شخصيتها وهويتها وحاضرها ومستقبلها وتنكر ماضيها .
واليوم بعد مجزرة مستشفى ابن الخطيب وقبلها مجزرة الموازنة الفضيحة وقبلها مجزرة اغتيال شهداء قادة النصر وقبلها تعيين وتنصيب مصطفى الكاظمي ، بعدما شاركنا في اغتيال العراق و اعدام مستقبل العراق في ساحة التحرير ، أحذركم ونفسي من السكوت عن عصابات الاحتلال الامريكي والصهيوني والمتصهينين وعصابات السرقة ونهب المال العام المنظم والمقنن والسائب ، من قبل عصابات من الاكراد ومن السنّة ومن الشيعة ، وإلا فسوف نلقى عاقبة قوم صالح لاسامح الله .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى