أحدث الأخبارالعراقشؤون امريكيةمحور المقاومة

العراق والولايات المتحدة حوار الطرف الواحد

مجلة تحليلات العصر الدولية - جمال الاسدي

تسع نقاط اساسية وردت في بيان وزارة الخارجية العراقية بعد جولة المباحثات العراقية الامريكية ، من خلالها يتبين منطقياً ان الولايات المتحدة لغاية اللحظة غير جادة ولاتأبه للمطالبات العراقية في انسحاب القوات الامريكية ، وايضاً لاتهتم كثيراً لمبدأ سيادة الدول ، بل يرى في البيان المشترك ان لها لهجة علوية وتوجيهية كعادتها في كل السنوات السابقة ، وهذا مانجده واضحاً في النقاط الواردة ادناه ، مع ملاحظة ان الوفد العراقي بالتأكيد بذل كل جهده ليصل الى هذه النتيجة في هذه الظروف ، وسنبين ادناه النقاط التسعة وبعض الملاحظات على بعض النقاط :-

1- ((وجددت الولايات المتحدة تأكيد احترامها لسيادة العراق وسلامة أراضيه وللقرارات ذات الصلة والتي صدرت عن السلطتين التشريعية والتنفيذية العراقية.))

وهذا التجديد لاحترام السيادة العراقية جيد لكنه يخالف ماورد في نصوص الييان الاخرى.

2-(( أثنت الولايات المتحدة على الخطوات الأخيرة التي اتخذتها الحكومة العراقية الخاصة بالانضمام إلى اتفاقية نيويورك للتحكيم وإدخال نظام “منح التأشيرات عند الوصول” من اجل تعزيز التجارة الدولية والاستثمار الأجنبي.))

3- زيادة التعاون بينهما لمكافحة جائحة كورونا. حيث ساهمت الحكومة الأمريكية بتقديمها الأموال لتجديد وتجهيز مختبرات الصحة العامة العراقية، وتبرعها بأجهزة فحص فيروس كورونا ومعدات الحماية الشخصية بالإضافة الى تدريبها علماء الأوبئة العراقيين

4- ((أعربت الولايات المتحدة عن دعمها للجهود التي بذلها العراق لإصلاح قطاع الطاقة من اجل توفير طاقة كهربائية رخيصة بانقطاعات اقل للمواطنين. وأكد البلدان دعمهما لقرار العراق الخاص بتنويع مصادر طاقته من خلال بناء وتقوية أواصر العلاقات مع دول الجوار كالأردن ودول مجلس التعاون الخليجي، والمضي قدماً في مشاريع ربط الشبكة الكهربائية. وأشار كل من العراق والولايات المتحدة إلى نيتهما المشتركة لمعالجة حالة الطوارئ المناخية والعمل معاً لتعزيز الطاقة النظيفة ومكافحة تغير المناخ، بما في ذلك العمل مع القطاع الخاص في الولايات المتحدة.))

هذه النقطة فيها تجاوز على سيادة العراق لانها توجه العراق ان يعزز اواصر العلاقات في مجال الطاقة مع الاردن ودول الخليج وكانما ان للعراق واجب عليه التعاون فقط في هذا الجانب وترك الدول المجاورة الاخرى للعراق مثل سوريا وتركيا وايران .

5-((وجددت الولايات المتحدة تأكيدها على احترام سيادة العراق وسلامة أراضيه وحرية التعبير التي يكفلها الدستور العراقي. وناقش الوفدان السبل التي يمكن للولايات المتحدة ان تدعم من خلالها الحكومة العراقية فيما يخص توفير الحماية للمتظاهرين السلميين ونشطاء المجتمع المدني وتحقيق المساءلة القانونية))

لا اعرف ماهي علاقة الحوار الاستراتيجي في امور داخلية عراقية او اجراءات قضائية عراقية تخص نصوص الحقوق والحريات الدستورية او القانونية المحلية .

6- ((واتجه البلدان بشكل مشترك الى تمديد الحد الاقصى لمدة صلاحية تأشيرات الدخول للدبلوماسيين والوفود الحكومية لتصل الى عامين ))

7- ((جددت الولايات المتحدة عزمها المستمر على دعم العراق في التوصل لحلول دائمة فيما يخص النازحين داخلياً بحيث تكون هذه الحلول طوعية وآمنة وكريمة، بالإضافة الى تقديم المساعدة للفئات التي تعرضت للإبادة الجماعية من قبل داعش. كما ناقش البلدان العمل على تحقيق المزيد من التقدم في مجالات التعاون القضائي واستعادة الممتلكات وفي مكافحة الفساد.))

8- ((الأمن ومكافحة الإرهاب
اكد البلدان ان وجود القوات الامريكية في العراق جاء بناءاً على دعوة الحكومة العراقية لغرض دعم القوات الأمنية العراقية في حربها ضد داعش. وفي ضوء تطور قدرات القوات الأمنية العراقية توصل الطرفان الى ان دور القوات الامريكية وقوات التحالف قد تحول الان الى المهمات التدريبية والاستشارية على نحو يسمح بإعادة نشر المتبقي من القوات القتالية خارج العراق، على ان يتفق الطرفان على التوقيتات الزمنية في محادثات فنية مقبلة.))
وينوي البلدان مواصلة المحادثات عبر لجنة عسكرية مشتركة لضمان انسجام عمليات التحالف الدولي مع احتياجات القوات الامنية العراقية، وبضمنها قوات البيشمركة .

هذه النقطة التي تخص انسحاب القوات الامريكية والتي اجلت موضوع المحادثات الفنية الى وقت مقبل ولجان فرعية .

9- (( التعليم والثقافة
، ناقشت الحكومتان دعم الولايات المتحدة للجهود التي يبذلها العراق لتعزيز التعليم العالي بالتعاون مع الجامعات الأمريكية من خلال برنامج فولبرايت (Fulbright)، ومبادرة شراكة التعليم العالي للسفارة الأمريكية (Higher Education Partnership Initiative)، والدعم الأمريكي الموسع لمبادرة الجامعات في المناطق المحررة
وأكدا عزمهما على التعاون لإعادة الممتلكات الثقافية العراقية التي أدخلت الى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني، إلى مكانها الصحيح في العراق. ومن امثلة ذلك استعادة الحكومة العراقية، في شهر آب الماضي، أرشيف يعود لحزب البعث المحظور الذي كان محفوظاً بشكل مؤقت في مؤسسة هوفر (Hoover Institute). وقدمت وزارة الخارجية الامريكية المساعدة بتسهيل إجراءات نقل هذا الأرشيف، حيث نقلت وزارة الدفاع الامريكية 6.5 مليون وثيقة إلى بغداد .))
موضوعين اساسيين في هذه النقطة الاولى لاجديد في منحة فولبرايت ومبادرات فهي تمنح لكل الدول ، والموضوع الثاني هو اقرار الطرف الامريكي بأن هناك ممتلكات ثقافية للعراق أدخلت الى الولايات المتحدة بشكل غير قانوني ، ولم يوضح ماهية الممتلكات ولا تشكيل لجان فرعية لاعادتها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى