أحدث الأخبارفلسطين

العرب وعصر التطبيع .ألم يأن ألاوان لتقييم الواقع ومعرفة الأسباب والحلول ؟ إلى اين هم سائرون ؟

مجلة تحليلات العصر الدولية

صادق المحدون.

 

أصبح جليا وبدون أدنى شك أن العرب بعقيدتهم والايدلوجيا التي يعتنقونها وبتعصب أعمى لم تجدي نفعا في بناء أنظمة وشعوب ترتقي إلى مستوى المواجهة مع أعدائها من اليهود والكيان الصهيوني ضمن مشاريع نهضوية بناءة تبني الفرد والأمة ايمانيا وتوعويا وعسكريا وفي كل المجالات الحقول ، حتى لو افترضنا انهم وصلوا إلى حالة مثالية من الالتزام العقائدي والديني نخبويا وشعبيا ومن التمثل والتقمص لشخصيات إسلامية اتخذوا منها رموز واعلام لم تكن إلا عوامل مساعدة لبناء أنظمة دكتاتورية عقيمة فإن ذلك حتما سيفشل ويعيدهم من جديد إلى نفس المربع السابق وهو جاهلية أعظم من جاهلية ما قبل الإسلام وكما يقولون ان فاقد الشيء لأ يعطيه لأن من يتنكر لهويته الإيمانية التي حددها القرآن الكريم فستكون النتيجة هي هوية بلا هوية تتارجح بين الحلم واليقظة وفتوحات اليأس وجنون العظمة والتغني بامجاد وهمية لم تكن إلا مجازر من الدم الذي سفك في كربلاء وأتخذوا منه سنة وعادة إلى عصرنا اليوم وبين تعصب أعمى وجحود في تصحيح المسار وإصرار على ارتكاب الخطيئة نفسها في كربلاء كل يوم وكل عام يتوهمون انهم في تقرب إلى الله وهم إلى الشيطان أقرب واحب وبحسن نية أو غير ذلك يطبقون السنة ويدافعون عنها وعن الصحابة وعن اي صحابة أو سنة يدافعون بقدر ما أصبحت هذه الأنظمة العميلة ومؤسساتها الدينية هي من تدافع عن اليهود والكيان الصهيوني ، وليس تحاملا على أحد عندما نحلل من منظور عقائدي نجد أنهم تشابهوا في كثير من العقائد مع اليهود حتى تولد لديهم القابلية لأن يكونوا إلى اليهود أقرب ويقبلون بهم على غرار ( لتحذن حذو بني إسرائيل ) ( ومن يتولهم منكم فانهم منهم) مع ان البلاغ الساخن في سورة المائدة يقتضي به كمال الإيمان في إعلان الولاية الربانية ( من كنت مولاه فهذا علي مولاه) ليكمل الدين ويتم النعمة وبهذا يكون القرآن قد حذر من تولي اليهود الذي يمثل ارتداد عن الدين يترتب عليه خطايا كبرى ومصائب جمة مالم يكن حصنها الحصين من ذلك هو تولي من أمر الله ورسوله صلى الله عليه وآله بتوليهم ، اختلاف العرب وتخلفهم عن ذلك قادهم حتما إلى تولي أمريكا وإسرائيل شاءوا ام أبوا أنظمة وشعوب وهو ما يظهر اليوم بشكل واضح فاضح
الحقائق مكشوفة على نطاق واسع ويكفي أدنى المعايير لتقييم الواقع وما يحدث ولا يحتاج الإنسان اللبيب أن يجتهد في تفكيره لتقييم الأحداث والوقائع وما يظهر اليوم من إعلان التطبيع مع اليهود ليس وليد اليوم وإنما هو موجود وبقوة منذ ما بعد الاحتلال اليهودي لفلسطين ، والعرب كما هي عادتهم لم يستفيدوا من دروس الماضي ولا من الأحداث التي عصفت بهم في مخاض صراع مع العدو الصهيوني ولم يعتبروا ابدا بل لم يحاولوا أن يبتكروا أساليب جديدة في صراعه مع اليهود من باب تقييم الوضع وبحث الأسباب لمعرفة ما هو الداء وما هو الدواء وما المشكلة وأين الحل وما الذي أوصل الوضع إلى هذه النتائج المأساوية من احتلال فلسطين والأراضي العربية وهيمنة على القرار العربي وتفكيك أواصر الوحدة بين العرب وتدمير بنيانهم الاجتماعي والقومي والعسكري ، أصيب العقل العربي بالاحباط والتبلد والهزيمة والخذلان نتيجة عمالة تلك الأنظمة وانهيارها وهزيمتها أمام الكيان الصهيوني الذي هو اوهى من بيت العنكبوت والمتتبع لتاريخ الصراع مع العدو يجد أن جولتين من الحرب 1948م و1967م والتي هزمت فيها جيوش العرب الستة والسبعة والتي لها امتداد جغرافيا ملايين الكيلومترات أمام عصابات صهيونية في حيز ضيق من الأرض في ظل هوية شاذة ونكرة ووسط امة من ملايين العرب ومع ذلك منيوا بأشد الهزائم في نكبة ونكسة اذلت العرب وجعلتهم يطاطاون رؤوسهم لهذا الكيان اللقيط ويتعاملون معه في تبعية وطاعة سرا وعلنا ولكل الأشكال ، ودخل العرب في حالة تيه رهيب لأكثر من نصف قرن لأ يهتدون إلى حل ابدا وإذا بحثوا عن حل فهو ليس إلا وحل يقعون فيه فيمكنون العدو أكثر وأكثر ، ولم يلتفت علماء العرب وانظمتهم ونخبهم الفكرية إلى القرآن الكريم ليبحثوا عن الحل وإذا حاولوا في ذلك من خلال العودة إلى الدين والإسلام فشلوا فشلا ذريعا وبدون الاستفادة وتقييم الوضع في حين أن تمسكهم بالهوية العربية والقومية أحدث رد فعل عكسي جعلهم يدخلون في صراع مع قوميات أخرى مثل إيران هم شركاء معهم في العقيدة والدين والجوار والمصير المشترك .وهكذا أصبح حال هذه الأنظمة تعمل ضد مصالح شعوبها وتعيش في تخبط رهيب وسياسات عشوائية وظلم وجبروت على شعوبهم وكل ذلك يصب في مصلحة اليهود والكيان الصهيوني ، حالة التيه الرهيب التي عاشها العرب والمسلمون خلال هذه الفترة والى اليوم والتي من أهم أسبابها البعد عن القرآن الكريم وثقافته العظيمة والتي تمنح المعايير الحقيقية في فهم هذا الوجود وماهية الكيان الصهيوني اللقيط وماهي هي عوامل القوة للتغلب عليه وهزيمته أوصلتهم إلى أدنى مراحل الانحطاط والعمالة والتبعية في ذلة رهيبة وسط إلهي شديد واقحمتهم في مواقف كانوا حتما لأ يريدون أن يصلوا إليها حتى لأ يشعروا بالحرج أمام شعوبهم المستضعفة والمغلوبة حتى وصل الأمر انهم يسبحون ضد التيار ويدمرون كل مقومات القوة والسيادة لهم من أجل عروشهم وبنوا جيوش لهم ذات ولاء ات شخصية لضرب هذه الشعوب حتى لأ تتحرك ضد اليهود والكيان الصهيوني وشاركوا في تدمير اي نظام عربي حر ومستقل ويطمح إلى تحرير اراضيه والاستقلال والنهوض كل ذلك من أجل الكيان الصهيوني ،والحفاظ على عروشهم ، اليوم يتجلى بطلان ما لديهم بكل المقاييس فلا دين ولا وطنية انسانية يمكن أن تقبل بما قبل به العرب من انحطاط وذلك وهوان وينقلب السحر على الساحر ويتضح أن التعصب الأعمى للأنظمة العربية والنخب الفكرية والشعبية وانحيازهم للتمذهب بشكل علماني قومي جرف بهم إلى الهاوية واوصلهم إلى مستنقع العمالة والولاء لليهود والنصارى حيث لأ غبار على ذلك عندنا نرى أن كل المؤسسات الدينية والمنابر والنخب الفكرية التي تنتمي إلى السنة وهم غالبية العرب قد تماهت إلى الحضيض وخدمات الكيان الصهيوني في تثبيته كاحتلال أكثر من الصهاينة أنفسهم واستطاعوا تجميد شعوبهم وتدجينهم وحرف مسار هذه الشعوب نحو الاستقلال والحرية وكل ذلك بتزييف حقائق الدين التي لها أصول موجودة منذ القرن الأول الهجري وليست وليدة اليوم والتي تربت عليها هذه الشعوب حتى وصل الأمر إلى أن يتم تجييش جيوش تقاتل لصالح الكيان الصهيوني وأمريكا اي نظام عربي او إسلامي لديه توجه لخدمة القضية الفلسطينية ويرفض التطبيع مع اليهود وهذا ما رأيناه في حرب الخليج الأولى ضد الثورة الإسلامية والحب ضد حزب الله وحماس وضد سوريا والشعب اليمني . ألم يأن الأوان لأن تصحو هذه الشعوب من سباتها ،في تعصب أعمى وتحت مبررات ليست مبررات وإنما جحود وتنكر لآيات الله توارثته الأجيال التي راحت ضحية ثقافة مغلوطة رسخها علماء السوء وانظمة الطاغوت المتعاقبة التي ظلت لقرون من الزمن تتنكر لأسباب عزتها وتتجاهل مقومات قوتها ومن ذلك (حديث الولاية ) وتبث الكراهية بفتاوى السوء والتكفير بدعم وإشراف صهيوني أمريكي في هذا الزمن في إصرار على الذنب والجريمة غير آبهين بما قد حصل وما سيحصل متجهين في حربهم المسعورة ضد الشيعة وكل ما يتعلق بالشيعة متناسين أن الجميع يجمعهم راية التوحيد والإسلام والقرآن الكريم والمصير المشترك والواقع والعدو الأوحد لهذه الأمة اليهود والنصارى ، ووصل الأمر إلى أنهم حرموا الدعاء لحزب الله في حربه ضد الكيان الصهيوني عام 2006م بحجة ان السيد حسن نصر الله سيد الأمة الإسلامية رجل كافر ،وان الشعب اليمني وأنصار الله مجوس وروافض يجب حربهم واصدروا فتاوى دموية تبعث الأحقاد والبغضاء والكراهية يشاركهم في ذلك اسيادهم من اليهود وإسرائيل . اليوم تتضح الحقائق وتكشف ويفتضح الاعراب في نفاقهم وعمالتهم لإسرائيل خاصة كيان الإمارات كيان العهر والخمر والدعارة الذي عادى سوريا هو وبقية أنظمة الخمر العربية وطردوا سفير سوريا وهرولوا نحو التطبيع مع اليهود ، ما يظهر اليوم تطبيع مع اليهود ليس نقطة قوة للكيان الصهيوني وإنما يعبر عن استعجالهم وخوفهم من الزوال فهم يريدون أن يطمانوا شعبهم اليهودي الذي بات في قلق نتيجة تنامي قوة محور المقاومة ، من ناحية أخرى اقول انها علامة فارقة في تاريخ الأمة الإسلامية ستنعكس آثارها السلبية على مناصري التطبيع وعملاء اليهود على مستوى الشعوب والأنظمة فلن ينعموا بسلام ولا برخاء إلا بشيء فاليهود ليس لهم امانة ولا عهد طما وصف القرآن الكريم ، ربما لم يجد بدا اليهود في إعلان التطبيع بشكله الرسمي خاصة مع احتفال الأمة الإسلامية بيوم الولاية حيث واليوم أصبح محور المقاومة والجهاد أقوى من ذي قبل وأصبحت الشعوب تدرك الحقيقة أكثر وأكثر والادهى من ذلك على الكيان الصهيوني وعملائه أن العقيدة والثقافة التي بنيت عليها هذه الأنظمة العميلة صارت مكشوفة ومهزوزة ولم يعد لها قبول اليوم بين أبناء الأمة الإسلامية وآن الأوان في أن تصحح الأمة وضعيتها وتعود إلى الثقلين القرآن الكريم وأهل بيت النبوة من أعلام الهدى والحق وحديث الولاية اليوم هو العنوان الأكمل في اتمام الدين والنعمة لتستعيد الأمة عزها وكرامتها والآيات والشواهد في الواقع موجود بقوة ولا بد للأمة أن تتولى ذلك القرآن الناطق وفاتح خيبر حتى تستطيع أن تكشف حركة النفاق وتنتصر على عدوها وتحرر الأقصى الشريف والأراضي العربية المحتلة .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى