أحدث الأخباراليمنشؤون امريكيةمحور المقاومة

العقوبات على أنصار الله والإصرار على إعادة اليمن لبيت الطاعة الأمريكي

مجلة تحليلات العصر الدولية - د. أحمد راسم النفيس/ مجلة يمن ثبات

شكل انتصار الثورة الإسلامية في إيران قبل 42 عاما أول خرق في السياج المحكم الذي فرضته القوى الإمبريالية على شعوب المنطقة، والذي بموجبه تتحكم هذه القوى في الحكومات المختلفة حيث يحق لها أن تعز من تشاء، وتذل من تشاء، وتولي من تشاء، وتعزل من تشاء، وترزق من تشاء بغير حساب!!.

هذا هو السبب الحقيقي للعدوان على اليمن، وغايته تحذير كل من تسول له نفسه التمرد أو الخروج من القطيع، ناهيك عن تشكيل جبهة واحدة مع محور المقاومة!!.

أمريكا ومحاولة فرض تسوية حرب اليمن!!

قبل أيام أعلنت الإدارة الأمريكية تجميد صفقات أسلحة وذخائر اشترتها العربية السعودية، حيث علق السناتور كريس مورفي على هذا الإجراء قائلاً: «الأسلحة التي بعناها إلى السعودية والإمارات اُستخدمت لقتل أطفال المدارس، ونُقلت إلى الميليشيات المتطرفة، وأثارت سباق تسلح خطيرا في الشرق الأوسط. هذه هي الخطوة الصحيحة. حان الوقت الآن لإعادة النظر في علاقاتنا مع الحلفاء الخليجيين».

وبعثت مجموعة من المشرعين الديمقراطيين يوم الثلاثاء رسالة إلى وزير الخارجية توني بلينكن في يومه الأول، مُفادها أن العلاقة بين الولايات المتحدة والسعودية بحاجة إلى تدقيق وإصلاح. وأوضح المشرعون أنهم يريدون اتخاذ إجراء، وحثوه – من بين طلبات أخرى – على تجميد تسليم الأسلحة الهجومية إلى السعودية.

ولم يلتزم بلينكن خلال جلسة تأكيد تعيينه بوقف تسليم جميع الأسلحة الهجومية للسعودية أو الإمارات العربية المتحدة، لكنه قال: إن إدارة بايدن ستتوقف عن دعم الحملة العسكرية السعودية في اليمن.

أما حكومة صنعاء (أنصار الله) فكان نصيبها من الإجراءات الأمريكية هو قرار تصنيفها إرهابية، وتشديد الحصار الرامي لتجويع الشعب اليمني على الرغم من أن هذا الشعب يعاني المجاعة منذ سنوات عدة.

هل ستواصل أمريكا منع إمدادات السلاح للنظم الأعرابية أم أنها ستعيدها مرة أخرى؟!.

أغلب الظن أن أمريكا ستواصل بيع الأسلحة والذخائر لهؤلاء الأوباش، وأن هذا التعليق هو مجرد تعليق مؤقت وشَدة أذن؛ عقابا لهم على فشلهم الذريع في تحقيق أي منجز، وحضَّاً لهم على التحلي بشيء من المرونة في التفاوض، وليس أكثر من هذا!.

من ناحية أخرى راهن البعض على إلغاء إدارة بايدن لقرار فرض مزيد من الجوع والمرض على الشعب اليمني، إلا أننا لا نتوقع ذلك في المستقبل القريب، حيث سيبقى هذا القرار الإجرامي في مكانه حتى تنتهي الحرب بتسوية تتحقق فيها أغلب شروط العدوان بعدما تبين أن القوة العسكرية الغاشمة والمفرطة لن تحقق هذه الغاية.

أثار هذا التصنيف انتقادات واسعة من منظمات الإغاثة والاتحاد الأوروبي والعديد من الجهات الأخرى بسبب الخوف من أنه سيؤدي إلى تفاقم الأزمة الإنسانية الأليمة بالفعل في اليمن.

وقال مارك لوكوك- وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية- في وقت سابق: «ما هو التأثير الإنساني المحتمل؟ الجواب: هو مجاعة واسعة النطاق على نطاق لم نشهده منذ ما يقرب من 40 عاما».

وشدد لوكوك على أن الإعفاءات للسماح لوكالات الإغاثة بتسليم الإمدادات- كما اقترحت واشنطن- لن تكون كافية لتجنب المجاعة، داعيا إلى إلغاء القرار.

من ناحية أخرى قال المستشار القانوني اليمني عبدالرحمن برمان: إنه من الممكن أن نشهد خطوات دولية مماثلة للتصنيف الأمريكي للحوثيين كـ»منظمة إرهابية».

وأضاف برمان، وهو رئيس المركز الأمريكي للعدالة (ACJ)-بأمريكا:أنه يتوقع أنه “سيكون هناك تشديد من الناحية العسكرية، إذ سيتم منع وفرض حصار على الأسلحة التي تصل إلى الحوثيين”.

وتابع أنه على الجانب السياسي «يمكن أن يجبر التصنيف الحوثيين على الدخول في مفاوضات سياسية جدية مع الحكومة، أو ربما سيعرقلون أي عملية تفاوض، وسيبقى الحل العسكري هو الخيار الوحيد”.

كما سيقيد التصنيف الأمريكي التحركات السياسية والدبلوماسية لقيادات من الجماعة في الخارج، إضافة إلى إعاقة تحركات الجناح الناعم للحوثيين، الذين ينشطون في أمريكا وأوروبا ودول أخرى، بحسب برمان.

أحلام العصافير!!

لا يختلف قرار تصنيف أنصار الله منظمة إرهابية بعد ست سنوات فشلت فيها أمريكا وأزلامها العرب في تحقيق أي غاية عن قانون قيصر المفروض على سوريا الذي يفرض عليها حصارا اقتصاديا، ويحول دون إعادة إعمارها، والهدف إجبار السوريين على الرضوخ للابتزاز الأمريكي، وهو ما أشار إليه المحلل (برمان).

ليس من الطبيعي أن يهلل أي يمني لتجويع شعبه، إلا أن هذا هو حال تلك الطبقة الوسخة التي باعت ضميرها ودينها وانتماءها مقابل الرشاوى الممنوحة لها من الوهابيين الأكثر قذارة وسفالة في الدنيا بأسرها.

البديل الثاني: أن يقبل أنصار الله التحدي، ويوجهوا ضربات قاصمة ومباشرة للاقتصاد السعودي والإماراتي؛ كي لا يصبح الجوع من حصة اليمنيين وحدهم، وهو ما نعتقد نحن أنه الخيار الوحيد.

يقول تعالى: (وَكَتَبْنَا عَلَيْهِمْ فِيهَا أَنَّ النَّفْسَ بِالنَّفْسِ وَالْعَيْنَ بِالْعَيْنِ وَالْأَنْفَ بِالْأَنْفِ وَالْأُذُنَ بِالْأُذُنِ وَالسِّنَّ بِالسِّنِّ وَالْجُرُوحَ قِصَاصٌ).

(الشَّهْرُ الْحَرَامُ بِالشَّهْرِ الْحَرَامِ وَالْحُرُمَاتُ قِصَاصٌ فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ وَاتَّقُوا اللَّهَ وَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَعَ الْمُتَّقِينَ).

(وَإِنْ عَاقَبْتُمْ فَعَاقِبُوا بِمِثْلِ مَا عُوقِبْتُمْ بِهِ وَلَئِنْ صَبَرْتُمْ لَهُوَ خَيْرٌ لِلصَّابِرِينَ).

ويقول الإمام علي بن أبي طالب- عليه السلام-: (رُدُّوا الْحَجَرَ مِنْ حَيْثُ جَاءَ؛ فَإِنَّ الشَّرَّ لَا يَدْفَعُهُ إِلَّا الشَّرُّ).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى