الإماراتالعراق

العلاقات العلنية بين الإمارات والكيان الصهيوني وتأثيرها على المنطقة

مجلة تحليلات العصر الدولية

✍️ إياد الإمارة

▪ العلاقة بين الكيان الصهيوني الإستيطاني الغاصب لأرض فلسطين ودولة الإمارات العربية المتحدة قديمة جداً تعود إلى ما قبل إنشاء دبي كمركز تجاري وسياحي دولي، وتشير بعض التقارير الصحفية وغير الصحفية إلى أن الصهاينة بالذات هم أصحاب فكرة دبي العالمية وما تلاها من تطورات شهدتها بقية الإمارات العربية المتحدة، ليس هذا فحسب وإنما هناك الكثير من الدول العربية والخليجية بالذات تملك علاقات وطيدة مع الكيان الصهيوني، لكنها وكما يعبر عنها “علاقات أنظمة” لم ترق إلى كما سيحدث في الإمارات إلى المستويات الثقافية والتجارية والأمنية والعسكرية، فقد كانت هذه العلاقات إستشارية وتجارية محدودة، لكن يبدو أن الكيان الصهيوني ومن خلفه أمريكا بحاجة ماسة إلى علاقات واسعة ووطيدة مع أنظمة وشعوب المنطقة وبالذات الخليجية لأسباب ليست مخفية لست بصددها الآن بقدر ما أنا بصدد نقطتين رئيسيتين، الأولى هي هل تراجع الدور الصهيوسعودي لصالح دور صهيوإماراتي؟
ولماذا؟
وهل في ذلك تهديد لمستقبل الأمير الإرهابي الشاب محمد بن سلمان؟
منذ مدة ليست طويلة والداخل الأمريكي بالضد من بعض الممارسات السعودية لتأتي حادثة الخاشقچي وتشعل هذا الداخل أكثر ليبقي مشتعلاً إلى قضية الجبري وفضائح ابن سلمان الجديدة، الوضع في مملكة الإرهاب والبترول والرمال المتحركة متحرك جداً وهناك مناطق نفوذ في هذا النظام تتصل بأمريكا وتبلغها رفضها لممارسات ابن سلمان القمعية التعسفية كما تبلغها برغبة هذا الأمير الطائش لأن يتحول إلى ديكتاتور متوحش على كامل منطقة الجزيرة العربية العبرية.
ومن هنا ندرك أن الشحن الأمريكي ضد ابن سلمان والسعودية لم يكن عفوياً، ومن هذه النقطة بالذات ننتقل إلى جواب لماذا؟ أنا في تقديري أن السعودية لم تلعب الدور المطلوب منها بشكل مناسب ولم تنجح في المهمة الموكلة لها وقد تكون مهددة بتقسيمها إلى ممالك أو إمارات تضعف من دور آل سعود الإرهابي وتوزعه على أكثر من بؤرة.
من هنا ندرك أن مستقبل ابن سلمان على المحك وهو يتراجع أمام صعود نجم عراب المشروع الصهيوني الجديد محمد بن زايد الذي وُصف بالشجاع!
النقطة الثانية خاصة بمستقبل المنطقة وكيف سيكون في ظل هذه العلاقة العلنية وتطوراتها القادمة؟
الكيان الصهيوني بحاجة إلى إنفتاح لا لأغراض إقتصادية أو ثقافية أو أي شيء آخر سوى أمنه القلق الذي تهدده صواريخ كاتيوشا مطورة، وهو يحتال كثيراً من أجل هذا الأمن فمرة يخلق داعش بالتعاون مع الأمريكان ويشعل حرباً شعواء في سورية والعراق ومن قبل يعمل جاهداً لتوتير دائم للأوضاع في لبنان، كل ذلك من أجل طوق أمني نظيف يقيه ضربات المقاومة الموجعة والمقلقة له، وهو يحاول الآن إيجاد ثغرات جديدة “تذكي رغبته الشديدة بالصراع الدائم” في شق آخر في المنطقة لا بمعنى أن صراعاً سيندلع في الإمارات وما حولها، وإنما ستعمل الإمارات جاهدة “وهي تشعر أنها مدعومة صهيونياً وأمريكياً” على أن تذكي الصراعات القديمة وتعمل على إشعال صراعات جديدة تلهب المنطقة في بؤر أخرى تطوق المقاومة من جهات أخرى.
المشروع الصهيوإماراتي سيندحر كما إندحر من قبله المشروع الصهيوسعودي وستدفع شعوب الإمارات والسعودية وكل الدول التي تقبل بالمشروع الصهيوني الثمن غالياً ولن تجني شيئاً سوى مزيداً من الذل والضياع، هذه الدول بهذه الأنظمة البالية المتهرئة وبشعوب غارقة في الوهم لاتستطيع أن تكون ضمن مشاريع طويلة الأمد، وسوف تنهار هذه المشاريع ومعها هذه الأنظمة ولن يفلح أبن زايد كما لم يفلح من قبله أبن سلمان، وتبقى العاقبة للمتقين المقاومين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى