أحدث الأخبارالعراق

العملية السياسية العراقية ! /عبد محمد حسن .

عبد محمد حسن

قدمت امريكا للعراق محتلة عام ٢٠٠٣ بعد ان مهدت لذلك بفترة حصار مريرة لتطويع الشعب لمشاريعها للمنطقة والتي تنطلق من العراق الى سوريا ولبنان ومن ثم ايران وهو ضمن مخطط صراعها الكبير مع الاقطاب العالمية المرشحة لمنافستها على عرش العالم وقيادته ، اما باقي كيانات العرب والمسلمين فهم في حالة استسلام تامة للمشيئة الامريكية وطوع امرها .
حجر الزاوية في المشروع هو تقسيم العراق الى ثلاث كيانات متناحرة ليجري بعدها العمل على كامل المنطقة المحيطة بكيان الاحتلال .
الكيان السني الكردي شمال العراق مجرد خاتم في الاصبع الامريكي الصغير اما الكيان السني العربي في الوسط فلم يكن على اطلاع بكامل تفاصيل المخطط ( فقد جاءت امريكا بزعم القضاء على الخطر الصدامي ونظامه وارساء الديمقر اطية وان ظاهريا ) لذا نراه تمرد واحدث فوضى كبيرة وارهاب لايهدأ بتوجيه أمريكي خفي بمساعدة تنظيم القاعدة الارهابي حتى تبينت له خطوط الفجر الامريكية وأنكشف له الغطاء وذهب عنه السحر فهدأ وأنصاع وعاد لسالف خدماته ( حيث القواعد الامريكية اليوم بحماية ابناء الغربية وعلى أراضيهم كالانبار وتكريت والموصل وابناءه يستلمون مرتبات الصحوات وغيرها من المسميات ويتحركون حسب المشيئة الامريكية والمشاريع التي ترسمها و تخططها لهم ! ) .
اما الكيان الشيعي في الجنوب فقد طورت له خطوط الانتاج السياسي الامريكية قيادات ظاهرها شيعي وباطنها امريكي مستغلة اسماء براقة في الذاكرة العراقية الجنوبية ،
هذه القيادات المشبوهة تكون حريصة على عزل العراق او الجنوب العراقي عند انفصاله عن الاندماج الطبيعي بواقعه الاقليمي وخصوصا ايران والحليم تكفيه الاشارة
بل وشمل الامر تطوير مرجعيات اقليمية باسم التشيع تخدم مشروع الشرق الاوسط الجديد ، مرجعيات تفوح منها رائحة التوهب والريال السعودي !
بالنسبة للشيعة ، كان هناك ثلاث قوى رئيسية لها وجود فعلي ومؤثر على الساحة السياسية والامنية والنفوذ بعد الاحتلال الامريكي .
الصدريون وهم موجودون اساسا في العراق وقد برزوا للوجود ايام التسعينيات وخلال فترة الحملة الايمانية الصدامية ، وهو تيار كبير يتشكل اساسا من بسطاء الشعب ومن المناطق المهمشة الفقيرة يقوده شاب صغير في السن كل مؤهلاته انه ابن المرجع !!
علامات استفهام كثيرة حول مواقف وافعال هذا الشاب ومن يوجهوه من خلف الكواليس ، حيث اعلن المقاومة المسلحة للامريكان وغبار المعارك لم يهدأ بعد ولم يكن الشعب على وعي بعد بالمخطط الامريكي وقد خرج للتو من مصائب عظام ولابد من فترة صفاء وهدؤ .
فقد ملأ هذا الشاب فراغ النظام البعثي في ارعاب وارهاب الشعب من جديد . من جملة اعماله التي تثير علامات الاستفهام الكبيرة اتخاذه من الارهابي المعروف حارث الضاري اماما وقائدا !
وكان يستهدف رجال الجيش والشرطة العراقية ويقتلهم بحجة العمالة للامريكان تماما كما تفعل القاعدة !
اما اليوم فهو يتحالف مع برزاني والحلبوسي باسم الاصلاح واما مابينهما من مواقف واعمال فتملا الخافقين من علامات الاستفهام والتعحب !
العنصر الثاني وهم البدريون والمجلس الاعلى وقد قدموا للعراق من ايران رغم ممانعة ورفض الامريكان حيث تسلل الكثير منهم عبر الحدود خلسة .
وهؤلاء استطاعوا ان يفرضوا وجودهم على الساحة وعملوا على الانخراط في اللعبة السياسية وفي اجهزة الدولة من جيش وشرطة وحرس حدود ودوائر خدمية كثيرة لمسك البلد ومنعه من الانهيار .
وقد تم التخلص من السيد محمد باقر الحكيم بعد ٣ اشهر فقط من قبل الامريكان فوجوده يسبب لهم ولمشاريعهم صداعا
اما العنصر الثالث وهو حزب الدعوة فقد عادوا للعراق مع الاحتلال الامريكي ، من اوربا وامريكا ودول الجوار كسوريا وايران ،وكان لهم النصيب الاوفر والاكبر والاهم في حكم العراق بوجود الاحتلال الامريكي وهيمنته
حيث الجعفري والمالكي والعبادي وحتى الكاظمي فقد وصل للمناصب الحكومية المهمة عن طريقهم !
وهذا يثير علامات الاستفهام ايضا وقد نوهت لذلك في بداية هذا المقال السريع !

بعد هذه المقدمة نعود لصلب الموضوع وهو العملية السياسية العراقية !
فرضت امريكا حاكما عسكريا ومن ثم مدنيا امريكيا عملوا على محاولة تدمير ماتبقى من العراق بحل الجيش والشرطة وحرس الحدود وادخال القاعدة ( القاعدة كانت بالعراق ستة اشهر قبل الاحتلال في معسكرات انصار الاسلام في الشمال والتي كانت تابعة لملا كريكر الكردي الوهابي تمهيدا للعمل على انجاح المخططات الامريكية بالبلد ) .
كل ذلك تمهيدا لتقسيم البلد ، لكن بمقاومة الشرفاء من ابناءه لم ينجح هذا المخطط بل فرضوا عليها ان تدار العملية السياسية بايدي ابناءه وان يتم كتابة دستور جديد للبلد . بالتزامن مع ذلك بدأت تظهر فصائل مقاومة عراقية شريفة تستهدف جنود الاحتلال الامريكي حصرا وبعض عملائه ولاتمس الجيش والشرطة وابناء الشعب بسؤ . كل هذا عقد حركة الاحتلال وشكل حالة ارباك لمخططاته لذا كانت الخطوة التالية بناء عملية سياسية ظاهرها ديمقراطي وباطنها خراب ابدي للبلد لن يتعافى من تداعياتها الهدامة وهذا ما نعيشه منذ عام ٢٠٠٥
هذه العملية السياسية المشبوهة هي عملية استنساخ لاتفاق الطائف الطائفي في لبنان !.
مشاكل العراق اليوم وبسبب هذه العملية الفاسدة نراها وان كانت بالوان اكثر توهجا نفس مشاكل لبنان والتي اودت به الى هاوية حافة الجحيم .
فهذه الديمقراطية التوافقية البرلمانية لاتبني بلدا بل تبني احزاب وحركات فاسدة وتشجع على الفساد وما مر خير شاهد ودليل . حيث نرى حتى بعض القوى السياسية الشريفة تحول الى الفساد واصبح كل همه مكاسبه ومصالحه الحزبية الضيقة وان كل الاحزاب في العراق قد تشضت وتكاثرت بالانقسام البكتيري الانتهازي بل وظهرت فقاعات سياسية كثيرة على السطح كالحركة التشرينية !
الداء والسموم تكمن بهذه العملية الفاسدة وبدون التخلص منها بنظام رئاسي تلغى معه المحاصصة الطائفية وطرد الامريكان من العراق بالكامل والتخلص من هيمنتهم لن تستقر سفينة العراق في مرافئ الامن والامان والبناء والتقدم .
آن الاوان ان يتخلص العراقيون من هذه العملية الفاسدة ومن الهيمنة الامريكية خصوصا مع مانراه من رياح التغيير التي تهب وبقوة عل كل المعمورة !

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى