أحدث الأخبارشؤون آسيويةفلسطينمحور المقاومة

الغدة السرطانية تُستأصل بدءً من فلسطين

مجلة تحليلات العصر الدولية - بشرى الشامي

نحن نعلم أن فلسطين لها ثلاثة وسبعين عاماً تحت سطوة الكيان الصهيوني المغتصب. 73 عاماً والنساء تُغتصب، 73 عاماً والقتل فيها جائزاً بكل الأشكال المحرمة ديناً وشرعاً وقانوناً. 73 عاماً وأبناء فلسطين يشردون من أراضيهم إلى أراضٍ أخرى تلبيةً لرغبة بني صهيون بعد إرغامهم على ذلك. 73 عاماً والعالم ظل صامتاً أمام كل ما يحدث من قتلٍ وتشريدٍ لأبناء فلسطين. 73 عاماً واليهود يفعلون بأبناء فلسطين مايشاؤون من امتهان لكرامتهم، وإغتصاب لحقوقهم واراضيهم، وكلما بدا لهم من ظلم وإجرام وعدوان ترجمةً لعنصريتهم.

لماذا 73 عاماً من الظلم والطغيان والتجبر، ولم يحرك ذلك ساكناً غيرة وحمية أكثر من مليار مسلم؟!
هل لأن الصهاينة قد نجحوا في إذلال كل هذا الكم الهائل من المسلمين، أم أن المسلمين قد خضعوا لليهود بكل رغبة ورهبة، وذلك لما عملوا من تنفيذ مخططات لتدجين أبناء الأمة وجعلهم لا يؤثرون في واقع حياتهم، ولا يقررون حتى كيف يكون مصيرهم!
نعم، وللأسف الشديد لقد عمل الصهاينة منذ عقود على تدجين الأمة، وعملوا على دس السم بالعسل، وجعلوا الأمة الإسلامية سوقاً لبيع وشراء الأنفس، وإشعال الفتن في مجتمعاتها، والتفريق بينها حتى لا يعرفوا من هو عدوهم الحقيقـي الذي يجب أن يواجهوه.

لا أنكر أن اليهود قد نفّذوا معظم مخططاتهم التي تم دراستها في البروتوكولات، وعملوا على إنجاح مؤمراتهم التي حاكوها لتحطيم هذه الأمة. من لبس الحق بالباطل، والتصدي لأهل الحق والعمل على القضاء عليهم، وتعمل على جعل حكام العرب خدماً لها لتسهيل عملية تنفيذ معظم أهدافهم، ولخدمتهم سواء بوعي أو بدون وعي!
ولكن يجب أن يعلم هؤلاء اليهود أن نهايتهم قد حانت، فالمسلمين لم يعودوا بهذا الجهل، ولم يعودوا كما كانوا، فقد تغيرت المعادلة، فاليهود قد تهوروا في مراحل اعمالهم الأخيرة، وذلك لما فعلوه من تدمير للمسجد الأقصى، ولما فعلوه من إعتداءات على ابناء حي الشيخ جراح، وإجبارهم على مغادرة منازلهم وإخلاء تلك المنطقة بالكامل للصهاينة المحتلين!
كانت النتائج مخالفة لأهواء ورغبات اليهود، فلم يكن بحسبانهم أن المقاومة الفلسطينة سترد عليهم بلغة السلاح الذي يرهبهم تواجده، ويرهبهم حتى أسمه.
عملت المقاومة على التصعيد، والرد على المستوطنين رداً يليق بهم، مما جعلهم في حالة هلع وذعر وخوف لا مثيل لها من قبل!
مما جعل المستطونون في عدة ايام يغادرون المسجد الأقصى بكل مذلة وإنكسار ومهانة، ولم يعد لديهم أي دافع لمواجهة تلك المقاومة، وغضب الشعوب الثائرة نصرةً لفلسطين وللمسجد الأقصى أعظم المقدسات الإسلامية التي يعتز المسلمون بها.

يجب أن يعلم كل أبناء هذه الأمة الإسلامية، أن الله قد جعل اليهود أذلاء وجبناء، وبمجرد أن يتحد المسلمين، للوقوف في وجه الكيان المغتصب وضربه ضربةً واحدة وطرده من كل مواطن الأمة الإسلامية فإن الأمر لن يكون صعباً، ولن يكلف سوى العزيمة والإرادة في المواجهة والتصدي لهذا العدو الخطير على الأمة الإسلامية!
يجب أن يتحد كل أبناء محور المقاومة لدعم بعضهم البعض، والوقوف جنباً إلى جنب، لإخراج وطرد كل أبناء بني صهيون، من كل الأراضي الإسلامية.
ويجب علينا خوض معركة الوعي أولاً والعمل على تصحيح كل الثقافات المغلوطة بقدر المستطاع، وبعد ذلك يجب على دول محور المقاومة التطوير من صنع الأسلحة الفتاكة والدقيقة بكل أنواعها، لمواجهة العدو والقضاء عليه بنفس السلاح الذي يحاربنا به.
وإن الله على نصر هذه الأمة لقدير، وها هي الأمة الإسلامية تستعيد مجدها وعزتها وكرامتها، بفضل الله وفضل قادتها الأحرار، الذين سخّروا أنفسهم لخدمة هذه الأمة وتحريرها، وبفضل ابناء الأمة الأحرار.
ولا ننسى الفضل العظيم لدماء الشهداء، الذين بذلوا أرواحهم لجعل الأمة الإسلامية في مستوى يليق بها، ويليق بأبنائها وتضحياتهم العظيمة!

وإن غداً لناظره قريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى