أحدث الأخبار

الغرض من انضمام فنلندا والسويد للناتو

/ عبد محمد حسن

حتى خمسينيات القرن الماضي كانت السويد من الدول الفقيرة التي تعاني من مشاكل اقتصادية جمة وفقر بين سكانها اضطروا معها الى الهجرة الجماعية . وتقريبا ثلث الشعب هاجر الى امريكا لاجل العيش والاستقرار بها ٫ حيث كانت السويد بلدا زراعيا بالاساس .
ثم بدأت الصناعة والاستثمارات تزحف نحو هذا البلد وتحول الى بلد صناعي غني . لاينسى السويديون هذا الامر وهم يشعرون بالامتنان والشكر لامريكا حتى اليوم وترجمة لهذا الامر فأن سياستها الخارجية مجرد تابع ذليل للسياسة الامريكية .
السويد كانت من الدول المحايدة في الحرب العالمية الثانية حتى انهم سمحوا لقوات هتلر بالمرور عبر أراضيهم لغزو واحتلال النروج !
وبالاشارة الى ثلاث نقاط نتفهم عمق العلاقة السويدية الامريكية
1- رغم ان السويد من دول الاتحاد الاوربي الا انها لم تنضم الى كتلة دول اليورو ، والى اليوم تعتمد على عملتها المحلية كل ذلك لعدم التاثير على الدولار او اضعافه نزولا عند الرغبة الامريكية .
2- رغم ادعاؤها بانها من الدول المسالمة والمحايدة وانها ليست جزءا من الناتو الا ان لها وحدات عسكرية وان كانت رمزية في العراق وافغانستان وكانت جزءا من التحالف الاستعماري المنافق الذي تقوده امريكا !
وهي بذلك تعطي شرعية للاعتداءات الامريكية حول العالم .
3- عندما لجأت أمريكا للخطة ب في حربها الاستباقية بعد فشل لغة العربدة والسلاح والاحتلال زمن بوش الابن ، سارعت السويد بمنح اوباما جائزة نوبل للسلام لاجل انجاح الخطة المخادعة الجديدة !
والعديد من جوائز السلام اعطيت او منحت لشخصيات ومواقف مرضي عنها في تطلعات السياسة الخارجية الامريكية وتوجهاتها المنافقة !

ويبدو اليوم ان الحرب الدائرة بين الناتو وروسيا على الارض الاوكرانية هي اخر الحروب وان الطرفان سيستخدمان كامل مابالكنانة من سلاح وذخيرة

فالخطوة الاخيرة المتمثلة في انضمام فنلندا والسويد للناتو تندرج ضمن هذه الحقيقة والمفهوم . فلم يعد هناك من مجال للتراجع او الاستسلام بل ان الامور تتدرج وتتصاعد نحو الاشتباك الاخير والطوفان الثاني في تاريخ البشرية الدموي .
فمن يتتبع سير العملية العسكرية في اوكرانيا ويرى ان الجيش الروسي الجبار لازال يقاتل في شرق اوكرانيا منذ 3 أشهر ولم يسيطر بعد على كامل الارض التي يروم احتوائها لابد ان تساوره الشكوك وتملأ عقله !
فمايحدث هو صراع عملاق مع طفل يتظاهر بالاشتباك الفعلي معه من اجل إطالة امد العملية وذلك لاغراض كثيرة وعينه بالحقيقة على الخصم الاخر . وهذا الخصم هو اوربا ومن وراؤها امريكا . لايزال الروس يراهنون من خلال هذا التكتيك على تململ وانقسام اوربا وان يدب الخلاف بينهم بسبب الاوضاع الاقتصادية والمالية والتضخم والطاقة والهجرة كنتيجة لتدعايات هذه الحرب ويدعوهم الى التراجع والاستسلام بدل الدخول في حرب نووية مدمرة .
ولكن الامريكان بالمقابل يحاولون الايحاء من خلال انضمام فنلندا والسويد بان لاسبيل الى تشرذم الموقف الاوربي المتماسك خلف الزعرنة الامريكية بل انهم اشد وحدة واصرارا اليوم !



هناك بعض التململ والخلاف اخذ يدب باوصال الكتلة الاوربية الغير متجانسة ، فهناك دول تعتمد على الطاقة الروسية ولها مصالح مع روسيا لايمكن التفريط بها والخطوة الاخيرة التي قام بها الممثل اليهودي التافه زيلينسكي بقطع ربع الامدادات من الغاز الروسي عن اوربا هي خطوة بايعاز امريكي ولكنها بصالح الروس !
ولكن يبقى هذا التململ والخلاف الاوربي الى الان دون المستوى المطلوب لايقاف هذه الحرب الامريكية الناتوية على روسيا !
اذا كانت امريكا تراهن على استسلام روسيا فهذا لن يكون فهو بمثابة انتحار لروسيا . واذا كان الروس يراهنون على خلاف امريكي اوربي واستسلام الامريكان فهذا ربما لن يكون والنتيجة هو حرب نووية وشر لابد منه.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى