أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

الـجـنــدي الـمـجـهــول والـخـلـيــة الـمـنـقــذة

مجلة تحليلات العصر الدولية - صالح الصيرفي

ترددت كثيرا في كتابة هذه الرواية حول إقالة ابو علي البصري النوع والخبرة والتجربة والدور وليس ( الشخص ) مؤسس ورئيس خلية الصقور لان الكتابة عن هذا الجندي المجهول سيف ذو حدين ؛ الواجب والاخلاق تحتم تسليط الاضواء على دور هذا البطل في حماية الوطن وحفظ ارواح الكثير من العراقيين الابرياء ، من دون ان يعرفه أو يحس به أحد هذا من جهة ، وتحويل ابو علي البصري الحريص على العمل بخفاء الى قضية رأي عام وبالتالي قد نشكل عامل غير مباشر بتعريض حياة الرجل الى الخطر واستهدافه من قبل الموساد الاسرائيلي بالتعاون مع خَوَنة جهاز المخابرات العراقية من جهة اخرى …. وبالتالي
لا احد يعرف وينصف أبو علي البصري وخلية الصقور ودورهما في محاربة الارهاب أكثر من العناصر الكفوءة والمخلصة والشريفة في المؤسسات الامنية والعسكرية العراقية ، وقوات التحالف الدولي ( القوات الامريكية وقوات حلف الناتو ) والمخابرات الكردية والايرانية والتركية ولو افترضنا ان مصطفى الكاظمي اراد تشكيل لجنة تحقيقية عن دور ابوعلي البصري وخلية الصقور في محاربة القاعدة وداعش وحماية العراق واحباط مئات العمليات الارهابية في العراق والتي من ضمنها العشرات من المخططات التي كانت تستهدف اوربا ودول الجوار ايران وتركيا كان لزاما عليه (الكاظمي) ان تتكون اللجنة المفترضة من فريقين ؛ فريق ميداني يضم في عضويته كل من :
١- وزير الدفاع الامريكي الجديد( لويد أوستن ) وقائد قوات التحالف الاسبق في العراق 2008
٢- ديفيد بتريوس القائد السابق لقوات التحالف في العراق 2010
٣- جيمس ماتيس القائد السابق لقوات التحالف في العراق 2014
٤- بعض القيادات العسكرية والامنية العراقيةالشريفة المنصفة
٥- جبار الياور رئيس جهاز مخابرات كردستان
٦- الحشد الشعبي ( ولو كان الشهيدين القائدين العظيمين الحاج قاسم سليماني وابو مهدي المهندس أحياء للزم وجوبا حضورهم في هذه اللجنة الافتراضية ) نظرا للتعاون والتنسيق الواسعين والكبيرين مع خلية الصقور
اما الفريق السياسي من اللجنة الافتراضية
١- رئيس الوزراء الأسبق نوري المالكي
٢- الحاكم العسكري الامريكي بول بريمر
٣- مسعود البارزاني
٤- وزير الدفاع الاسبق سعدون الدليمي
هؤلاء هم أكثر من يعرف دور ابو علي البصري وخلية الصقور نظرا للعمل الميداني والتنسيق المشترك فيما يتعلق بالجانب العسكري والمعرفة والاطلاع والاشراف تحت سقوف الموقع القيادي في العراق فيما يتعلق بالشق السياسي
نحن لاندافع عن ابو علي البصري الشخص بل ندافع عن قيمة وانجاز ونجاح عراقي صرف قل نظيره ، وعن تجربة غنية وتراكم خبرات ميدانية وامنية وعن كفاءة ونزاهة واخلاص وتفاني بعيداً عن الاضواء وعن جهود وتضحيات كبيرة ودماء طاهرة لمجموعة من الضابط والعسكرين العراقيين الشرفاء في خلية الصقور التي قاتلت وحاربت واستشهدت بصمت من اجل حماية العراق والعراقين والعملية السياسية .
وكل مايتمتع به العراق من أمن واستقرار نسبي وانتصار على القاعدة والدواعش جزء من الفضل يعود الى دماء شهداء خلية الصقور وجهود ضباطها وعناصرها الاحياء وعلى رأسهم ابو علي البصري وعلى الرغم من صغر حجم خلية الصقور وقلة عددها وتواضع امكانياتها الا انها في التوصيف والتصنيف والانجاز هي تختزل عمل كافة الاجهزة الامنية العراقية المتنوعة ولا ابالغ بالقول انها تضاهي عمل مؤسسات استخباراتية دولية تعمل على مستوى محلي وإقليمي ( العراق ودول الخليج وايران وتركيا وسوريا ولبنان والاردن ) .
هذا الجهد الذي تحول الى نجاحات عملانية وانتصارات ميدانية على التنظيمات الارهابية بدءا بالقضاء على تنظيم القاعدة ورؤسائها ابو ايوب المصري وعمر البغدادي مرورا بالجرائم الجنائية والاغتيالات الميليشياوية المحلية ( البعث ومنافقي خلق واليمانيين والصرخيين) أو المخابراتية الدولية والاقليمية الغامضة وانتهاءا بعصابات القاعدة وداعش ، خلق للاخ ابو علي البصري وخلية الصقور اعداء ومنافسون كثر في الداخل والخارج ، إلا ان أعداء الداخل أشد إيلاما ونقصد بهم السياسين والكيانات المشاركة في العملية السياسية وبتعبير أدق هؤلاء الذين يطلق عليهم ( سياسيون في النهار وارهابيون في الليل … ايتام صدام والبعث ) ، اما المنافسون فهم الفاشلون في ادارة الملف الامني و من ذوي العاهات النفسية المريضة الذين ملئت نفوسهم نقص ودونية وقلوبهم حسدا وغيرة وحقدا فضلا عن السياسيين الفاسدين .
ويقف رئيس الصدفة مصطفى الكاظمي على رأس هؤلاء المرضى الفاشلين الحاقدين ، والذي وجد في موقعه كقائد عام للقوات المسلحة العراقية فرصة في استهداف خلية الصقور ورئيسها والعمل ليل نهار من اجل تحين الفرص للانقضاض عليها وتصفيتها لأسباب عدة اهمها :
١- الفشل الذريع لجهاز المخابرات العراقي في ادارة الملف الامني منذ إعادة تأسيسه الى يومنا هذا ، وضغط مجموعة المستشارين الحاقدين الامنيين والمدنيين من ذوي الجذور البعثية وعلى رأسهم قيادات جوكرية تشرين( رائد جوحي وكاظم السهلاني) وممثل رغد صدام حسين في رئاسة الوزراء المدعو (مشرق عباس )
٢- اما السبب الثاني يبدو من خلال بعض التسريبات الاستخباراتية والمعطيات السياسية والوقائع الميدانية ان الـ الموساد الاسرائيلي والـ CIA بصدد انتاج سيناريو ارهابي جديد يكون بديلا لداعش ( إمارة جديدة وأمير جديد ) سنتحدث عنه فيما بعد وبالتالي فاننا نلمس ان العمل يجري في مسارين ؛ الاول : استنزاف الحشد الشعبي والجيشين العراقي والسوري من خلال تنشيط ودعم الخلايا الداعشية في غرب العراق وشرق سوريا ، والثاني : تأسيس مستعمرات جديدة للدواعش تمتد من وادي حوران في المثلث السوري العراقي الاردني الى حضر الموصل وتهيأت هذه المجاميع الارهابية التي تعيش على شكل مستعمرات النمل لتكون بمثابة قواعد مسلحة مدججة بالاسلحة والعتاد والمقاتلين لمبايعة المولود المسخ الجديد
وبناء على ماتقدم جاءت الاوامر الامريكية الاسرائيلية السعودية الى الجاسوس الاسرائيلي المخلص مصطفى الكاظمي للعمل على مسارين ؛ الاول : تعطيل انسحاب القوات الامريكية وإدامة استنزاف وانهاك واضعاف الحشد الشعبي واستهداف أكبر عدد من كوادره الميدانية من قبل الدواعش ، والثاني : تفريغ كافة المؤسسات العسكرية والامنية العراقية من عناصر القوة ( القيادات الشريفة والنزيهة والمخلصة ) وتعويم هذه المؤسسات “اداريا وقياديا وميدانيا ”
٣- العمل على قصقصة اجنحة الحشد الشعبي التي تعتبر خلية الصقور من اهم المؤسسات الامنية التي تتمتع بتعاون وتنسيق بل ربما تماهي عملاني مشترك مع جهاز الحشد الامني
٤- التخلص من عنصر وجهة طالما شكلت مصدر قلق وازعاج وخوف لكثير من الزعامات والكيانات السياسية العراقية الفاسدة والمشبوهة في ارتباطاتها المخابراتية الاقليمية والدولية
٥- واسباب واهداف ودوافع اخرى سنكشفها في حينها .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى