أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

الــــعــــراق الــــمــــســــــــروق

مجلة تحليلات العصر-صالح الصريفي

لم تترك ادارة ترامب كل شيء حيوي يربطها مع الآخر إلا وأخضعته للتسييس والابتزاز ولم تستثني هذه السياسات أحدا لا في الداخل ولا في الخارج الصديق والحليف والعدو ولم تحقق ادارة ترامب العدالة في يوم ما الإ في هذه السياسات الابتزازية فقط .
والتهديد بغلق السفارة الامريكية وباقي سفارات دول الناتو الغربية في بغداد لايخرج عن هذا السياق من اجل انتزاع كامل الارادة العراقية بقرار عراقي رسمي ورضا عقلائي وشعبي وتسليمها لحاكم الظل السفير الامريكي ماثيو تولر(مولر) .
ولتحقيق هذا المشروع أو المطلب لابد من تهيئة المناخات الضاغطة لترويض العقل العراقي
بكافة اصنافه على استساغة التنازلات والاستسلام للامر الواقع ولو تأملنا قليلا لوجدنا ان هذا الـمـشــروع الـصـهـيــونـي الـعـالـمــي بدأ مع سرقة الحراك المطلبي الشعبي في الاول من اكتوبر – تشرين الاول 2019 ، وكانت هذه السرقة تمثل خطوته الاولى والتي نجح فيها نجاحا منقطع النظير وحقق اهدافه الاولى بزمن قياسي في سرقة الحراك المطلبي الشعبي واستبداله بحراك أمني وحوادث شغب وفوضى وحرق للمتلكات العامة والخاصة ، وفي إسقاط حكومة عادل عبدالمهدي العراقية واستبدالها بحكومة مصطفى الكاظمي الامريكية في 9 ابريل – نيسان 2020 ، والغاء اتفاقية الصين واستبدالها باتفاقية واشنطن ، والغاء عقد كهرباء شركة سيمنس واستبدالها بعقد كهرباء جنرال الكترونيك ، واستبدال عقد تطوير الصين لميناء الفاو البحري العميق واستبداله بالعقد الايطالي لتحويل ميناء الفاو الى رصيف ساحلي بحري ، وكل هذا جرى بقرار عراقي سياسي “منتزع رسميا ” و “رضا منتزع ” شعبي و عقلائي ، وبالتالي فما المانع من مواصلة الطريق لتحقيق الاهداف الاخرى لانتزاع كامل الارادة العراقية .

اما الخطوة الثانية ؛ فهي المزيد من الاعتداءات المسلحة المشبوهة ضد المدنين الابرياء والبعثات الدبلوماسية والقواعد الامريكية الحساسة كــ( قاعدة الحرير الامريكية في اربيل مثالا ) وإلصاقها بالحشد الشعبي ، بغية اعطاء مبررات وسطوة لمصطفى الكاظمي لتحجيم وتقليم عناصر القوة في الحشد الشعبي ، وكذلك افتعال جولات تحريضية من الصراع السياسي بين احزاب السلطة والحكومة من جهة والحشد الشعبي من جهة اخرى من اجل انتزاع قرار عراقي رسمي وعقلاني وشعبي بسحب الحشد الشعبي من كافة المناطق الغربية والشمالية ، ثم حله ودمجه في الجيش والقوات الامنية ويبدو ان المناخات الرسمية والشعبية والعقلائية مهيأة لاتخاذ هكذا قرار في قادم الايام .

اما باقي الخطوات فيما يخص الانتخابات العراقية القادمة والتقسيم والحرب الشيعية الشيعية وبيع العراق في اسواق المال الدولية سنؤجل الحديث عنها الى مابعد الانتخابات الامريكية ( نظرا لتحول العراق الرسمي الى ولاية امريكية للبقر الحلوب )

…………………………………………………………………………………………
*تم استيحاء العنوان وبعض المفردات من مقال ( الحراك المسروق ) المنشور في موقع المعمار بتاريخ ٢٠٢٠/١٠/١

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى