أحدث الأخبارالعراقمحور المقاومة

الفتح بين التحالف والاندماج الانتخابي

مجلة تحليلات العصر الدولية - هادي بدر الكعبي

١- الكل يدرك أن اغلب الأطراف المحلية والإقليمية والدولية تخطط لضرب القوى السياسية الشيعية ولاسيما (الفتح) في المرحلة المقبلة،وهي تعمل على تهميشه وتضعيفه وتقليل مفاعيل قوتها وبكل الوسائل وتجعل الغلبة إلى الخط القريب منها في السياسات والاستراتيجيات، وحتما أن قيادة ( الفتح) مدركة لهذه الخطورة ولكي تتفادى عملية الاستهداف هذه والتقليل من مضاعفاتها لابد من الذهاب إلى خيار ( الاندماج) بين مكونات الفتح وليس الذهاب باتجاه التحالف وبالطريقة التي يعمل عليها الفتح الآن لأجل التخفيف من حدة هذا الاستهداف.
٢- تعد التحالفات والاندماجات ظاهرة مهمة ومستدامة في العملية الانتخابية، وهي تأتي في مجملها استجابة لطبيعة المشهد السياسي والانتخابي من جهة وكذلك طبيعة التوجهات السياسية للناخبين في إطار بيئة التعددية الحزبية.
وعليه نحاول نحن الإجابة على التساؤلات الآتية وهي:
ما هو التحالف؟ وما هو الاندماج؟ وكيف يتم ذلك؟
يمكن تعريف التحالف والاندماج على وفق ما جاء في نظام تأسيس الأحزاب والتنظيمات السياسية رقم (٢) الصادر عن المفوضية بالآتي:

▪️(التحالف): اتفاق حزبين سياسيين أو أكثر على تشكيل ائتلاف سياسي له اهداف ونمط تنظيمي معين مع احتفاظ كل حزب بشخصيته المعنوية لأحكام القانون ٣٣.
▪️أما( الاندماج): اتحاد حزبين سياسيين أو أكثر بمحض إرادتهم لتكوين حزب سياسي جديد وفقا لأحكام القانون.
وهذا يعني أن التحالف يحفظ للحزبين أو للأحزاب المؤتلفة بشخصيتها المعنوية و القانونية المتضمنة حقه بمتابعة قضاياه في المحاكم وكذلك الاحتفاظ بحقه كحزب مجاز من قبل دائرة الأحزاب والتنظيمات السياسية وله رئيس أو امنيا عاما وأعضاء مؤسسون فضلا عن نظامه الداخلي وغيرها.
فضلا عن ذلك فإن التحالف لا يمنع الحزب المتحالف من دخول أفراده في دائرة انتخابية ما لوحدهم، أو ضمن قائمة المرشحين مع الأحزاب المتحالفة معه في دائرة انتخابية أخرى.
أما الاندماج فيعني انصهار الشخصية المعنوية والقانونية للحزبين أو للأحزاب المندمجة في شخصية معنوية وقانونية جديدة وفقا للحزب الجديد الذي شكل الاندماج مع الإشارة إلى أن الاندماج لغرض تشكيل سياسي جديد اتباع إجراءات التسجيل اتباعا لما ورد في الفصل الثالث ( أحكام التأسيس)
٣- في ظل هذا الإيجاز ربما ينطلق تصور في اورقة قيادة الفتح بين من يرى استحالة هكذا أمر وبين من يتحفظ عليه، ونحن نود أن نضع قيادة الفتح حول الأسباب الموضوعية والواقعية والتي نعتقد بصوابيتاها والتي تصب بمصلحة الفتح ونترك القرار لقيادته الحكيمة لترى المناسب.
ويمكننا القول أن الفتح امامه فرصة كبيرة تمثل افضل الخيارات والتي يستطيع من خلالها تحقيق نسبة جيدة من المقاعد البرلمانية تفوق الخمسين مقعدا في الانتخابات المقبلة لو أنه أخذ بخيار ( الاندماج) وليس ( التحالف) بالطريقة التي يعمل عليها الفتح الآن، والأسباب التي تدعو إلى ذلك تتمثل بالنقاط الآتية وهي:

▪️الاندماج يقضي على المخاوف من حصول تنافس جانبي من هنا وهناك بين أقطاب تحالف الفتح ربما يؤدي إلى مشاكل قد تؤدي إلى تراجع مساحته الانتخابية وجعله يعيش حالة الضعف والتهميش.

▪️الاندماج يضمن لاطراف الفتح الفوز بعدد من المقاعد أكثر من(٥٠) مقعدا لانه يؤفر قاعدة جماهيرية تصويتية لمرشحي الفتح سواء كانت شعبية أو تنظيمية أوسع من الخيار الذي يريده الإخوة الكرام والاعزاء في قيادة الفتح ،فضلا عن أمر مهم وهو أن أطراف الفتح لو ذهبت إلى خيار الطريقة التي تم الاتفاق عليها مؤخرا فإن الفتح ستتغير حجوم مقاعد الاحزاب السياسية المكونه له صعود وهبوطا بينما مجموعة المقاعد البرلمانية الكلية لفتح ستكون أقل من عدد المقاعد البرلمانية التي حصل عليها سابقا في الانتخابات التشريعية الاتحادية الرابعة.

▪️نتيجة تغيير القانون الانتخابي سيجد بعض مرشحي الفتح أنفسهم غير قادرين على اختراقه لأنه يتطلب الحصول على أصوات كثيرة للفوز بالمقعد النيابي داخل الدائرة الانتخابية وهذه الأصوات غالبا لا يستطيع المرشح من تحقيقها بمفرده في ظل الاوضاع التي تعيشها بعض أطراف الفتح من خلال محاصرتهم بقوى وشخصيات تتشاطر معهم في ذات المساحة الانتخابية وبالتالي فإن الاندماج يوفر لمرشحي للفتح حالة التخلص من التضعيف والتهميش والمحاصرة مما يجعل حظوظهم كبيرة جدا جدا في الفوز وهي مضمونة وليست معدومة.

▪️كما هو معلوم أن شعبية الأحزاب السياسية المتحالفة في تحالف الفتح متباينة بين دائرة انتخابية و أخرى وبالتالي فإن الاندماج يضمن للفتح منافسة في الدوائر الانتخابية التي لا يمتلك قاعدة شعبية ولا تنظيمية كبيرة فيها، لان الاندماج مع أحزاب سياسية ذات شعبية مختلفة يجعل كافة المرشحين في أي دائرة انتخابية مستهدفة يحققون الفوز باحد المقاعد المخصصة لها كأحد ادنى لو تم اختيارهم وتوزيعهم بصورة صحيحة في تلك الدوائر الانتخابية.

▪️ البعض من أطراف الفتح ارتكبت أمور تسببت بتراجع شعبيتها وبالتالي يأتي خيار الاندماج حتى تتمكن تلك الأطراف من تدارك التراجع الحاصل في شعبيتها بالشارع وإضافة رصيد جديد من خلال الاندماج مع أطراف الفتح الآخرين.

▪️ الاندماج لن يحرم الفتح لكي يكون كتلة نيابية كبيرة وجامع مشترك ونقطة توازن تلتقي به ومعه الأطراف السياسية الأخرى ولتكون أيضا كتلة نيابية منافسة للمحاور السياسية الأخرى أو هي البديل السياسي الذي له دور أساسي وليس ثانوي تتمحور معه الأقطاب الأخرى.

▪️تحالف الفتح لا يوجد لديه مرجحات على غيره من التحالفات الأخرى بنحو فاعل ومتميز الا بشكل بسيط نوعا ما، ولاسيما بعد أن فقد الكثير من محركاته الجديه في تحريك الشارع فلم تعد انتصارات الحشد محركة بشكل كبير في ظل الاوضاع الراهنة وبالتالي يأتي خيار الاندماج حتى نتمكن من خلاله أن نجد المحركات الجديه للجمهور الموالي والمؤدلج في ضرورة تحقيق الفوز لكافة المرشحين بالدوائر الانتخابية المستهدفة.

▪️خيار الاندماج يقضي على النظرة الذهنية المتشكلة لدى البعض من أطراف الفتح بأن بعض الأحزاب السياسية الكبيرة داخل الفتح لديه نظرة فوقية تتعامل بموجبها مع بعض الأطراف المشكلة لتحالف الفتح.

▪️ كافة القوى السياسية المشكلة لفتح ستحصل على عدد من المقاعد النيابية نتيجة الاندماج وبالتالي الكل يشعر بالفوز ويتخلص من كافة الإفرازات السلبية التي ربما تحدث كما حدثت سابقا في الانتخابات الماضية.

▪️ الاندماج نافع جدا للحشد الشعبي لأنه سوف يجد من خلال هذا الخيار كتلة نيابية في مقدمة الصف السياسي الشيعي سياسيا وحكوميا تدافع عنه وتكون غطاء سياسي له.

▪️ بهذا الخيار سيكون الفتح هو من يشترك برسم السياسات بدلا أن يكون بموقع الممتثل للاملائات الحزبية لو أنه ذهاب باتجاه أخر خلاف هذا الأمر.

▪️يدفع هذا الخيار ( الاندماج) بالفتح إلى التنافس على رئاسة الوزراء، أو الحد من تأثير أي شخصية يتم اختياره من غير خط الفتح.

▪️بلا شك سيكون للفتح من خلال الاندماج دور أساسي وكبير يتمكن من خلاله من تحديد الخارطة السياسية وايضا سيكون له محورية مهمة تقابل المحور الأخرى التي لا تبلغ قوتها حد التكافؤ معه لأنه يمتلك محورية الحشد والخط الولائي بعد أن توحدت صفوفهم ومحوريتهم من خلال خيار الاندماج.

▪️هذا الاندماج يمثل رؤية شيعية جديدة ولاسيما للفتح يتم بموجبه نقل الوضع الفتحاوي من وضعه السابق إلى وضع جديد تجد أغلب القوى السياسية السنية والكردية نفسها أنها أقرب اليه من بقية الخطوط أو المحاور السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى