أحدث الأخبارالعراقسوريالبنانمحور المقاومة

الفساد شغل العباد

مجلة تحليلات العصر الدولية - عبدالملك سام

موضوع الفساد ، ومعظم الناس يتحدثون عن الفساد ، وبصدق أن الفساد قد انتشر بشكل غير مسبوق ، فالجميع فاسدون ومفسدون لانهم ينسخون ويلصقون كل ما يرد في الصفحات التابعة للعدوان والأحتلال ، ناسين او متناسين أننا في مواجهة عباقرة العالم في الكذب والتزييف وقلب الحقائق ، وكمثال على ما يراد لنا فقد قامت أمريكا بإنفاق مليارات الدولارات في بلد صغير كلبنان فقط لتفسد الجبهة الداخلية لحزب الله ! وكان من أهم الأدوات التي أستخدمتها هي الصاق تهمة الفساد بعناصر وقيادات الحزب ، وبفضل الله فشلت ، فهل هناك منا من يريد أن تنجح في اليمن ؟!

دعوا أنصار الله يقاتلون هناك في الجبهات ، ولنصلح أنفسنا نحن هنا فحسب ، ولنحمد الله أن هناك من أنبرى لقتال من أراد بنا الشر ، فلولاهم لكنا نسمع مكبرات الصوت في المساجد وعناصر داعش والقاعدة ينادون على الناس أن يخرجوا نساءهم لجهاد النكاح كما حصل ذات يوم في العراق وسوريا ! مالنا أصبحنا جاحدين لهذه الدرجة ؟! هل المطلوب أن يترك الرجال مواقعهم ويرجعون الينا ليحدثونا عن الأمانة وعقوبة الراشي والمرتشي وخطورة الفساد ؟! دعوهم يواجهون من يريد إستعباد شعبنا ، ونهب ثرواتنا ، ولا يخفي عداوته لنا منذ أن كان وكنا !

قل ما شئت ولكن لا تنسى أننا عشنا عقودا نعاني من الفساد ، ويومها لم يكن أحد يتجرأ أن يتحدث عن فاسد إلا وتم سحبه لما كان يسمى تندرا “بيت خاله” ليفقد هنالك إنسانيته وكرامته ! يومها كانت الإيرادات تقسم بين “فلان” وشلته ، و”علان” وجماعته ، حتى أصبحت الثقافة العامة أن الذكي هو من ينهب ويخون ، والغبي من يحافظ على امانته وأستقامته ، ولذلك يعتبر عدد الخونة في بلدنا هو الأعلى على مستوى العالم والأرخص ثمنا !

اليوم أين الإيرادات التي يتكلم عنها البعض بحماقه ، والبعض بلؤم وخبث ؟! ليس في أيدينا ولا موقعا نفطيا واحدا حتى تتهم شركة النفط بالسرقة ؟! نحن نشتريه من الخارج لتغطية إحتياجات البلد ، وتفرض علينا غرامات واتاوات وجبايات حتى تدخل ، ورغم كل هذا ما يزال السعر عندنا افضل مما هو عليه عند من ينهبونه في مأرب وشبوة وحضرموت وعدن !!

ليس لدينا منافذ ولا مطارات ورغم هذا يتم مطالبة حكومتنا المظلومة بأن تدفع وأن تتحمل ما يكال لها من اتهامات وسباب !! والضرائب تجبى وفق قانون أقر منذ دهر رغم انه في حينه لم يكن هناك عدوان ولا حصار كالذي نمر به اليوم ، ومع هذا حكومتنا لم تفكر أن ترفع فلسا فوق ما تم إقراره ! وهيئة الزكاة تتعرض لحرب شعواء بهدف تشويه دورها البارز الذي قامت به في سنوات قليلة ، والحرب مستمرة على كل شيء نقي وناجح يعمل اليوم بصدق وتفان لإنقاذ البلد !

تريد أن تنتقد ؟! الأمر مكفول لك ، ولكن ليس على سبيل تضييع الوقت فيما لا ينفع ، كن مواطنا صالحا وتوجه بشكواك وأدلتك – او بدونها – إلى الجهات المختصة . أجعل موظفي إدارات خدمة الجمهور يستحقون معاشاتهم ويعملون شيئا مفيدا ، تحرك ولا تجعل من نفسك أداة فاسدة بيد الخبثاء ممن يعملون مع العدوان في جبهتنا الداخلية ، وأذا ما صادفت فاسدا فلا تسكت وأعمل خطوة – ولو بسيطة – تمهيدا لإزالته ، ولتعتبر شكواك نوعا من إقامة الحجة أمام الله على هذا الفاسد ، وهذا أيضا من باب الأمر بالمعروف الواجب علينا ، ومن باب المواطنة الصالحة .. فقط أحذر من أن تكون بوقا للعدوان ، وتشارك في الفساد عندما تقول كل ما يقال لك .. ولابد من نهاية لكل فاسد .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى