أحدث الأخبارشؤون اوروبيية

الفكر العنصري الغربي والأزمة الأوكرانية

د.تقية فضائل

الغرب الاستعماري ملأ الدنيا ضجيجا بشعارات براقة مثل المساوة والعدالة وحقوق الإنسان وحقوق المرأة وحقوق الأقليات وحرية التعبير ووو، كل هذه الشعارات ينادي بها منذ زمن طويل ليبهر عقول السذج والجهلة، ويؤنسن صورته الوحشية في أذهان العالم خاصة الشعوب التي احتل أراضيها وقتل أبناءها ونهب خيراتها ومسخ ثقافتها ودينها أو كاد، و أذاقها صنوف المهانة والإذﻻل ،وﻻ ننسى أنه أباد شعوبا بأكملها مثل شعب أستراليا الأصلي واقتاد شعوبا أخرى عبيدا له مثل الأفارقة ، أضف إلى ما سبق أنه برفع هذه الشعارات المزيفة _برغم كل ما يعرف عنه _ يتحين الفرص للتدخل في شؤون الشعوب بحجة حماية الحقوق والحريات ليحقق غايات ومصالح استعمارية دنيئة.

ولأن هذا الفكر فكر عنصري استعماري قائم على فكرة أفضلية الجنس الغربي ذي البشرة البيضاءو العيون الزرقاء والشعر الأشقر على بقية شعوب العالم وأحقيتها في نيل كل ما يوفر لها حياة الرفاهية والبذخ حتى لو كان ذلك على حساب بقية شعوب العالم الكادحة ، وهذا نتيجة لمزيد من تلاقح الفكر الغربي الاستعماري العنصري بالفكر اليهودي العنصري الذي أدى إلى ظهور المسيحية المتصهينة ، التي تعلي فكرة أن الأوروبيين شعب الله المختار بالروح واليهود شعب الله المختار بالدم .

و ﻻ يلبث العالم كله أن يتبدى له الوجه الحقيقي العنصري المتعالي في مواقف شتى منها على سبيل المثال موقفهم في أزمة أوكراني من النازحين العرب والأفارقة والأسيويين الذين تم انزالهم من القطارات والحافلات واستبدالهم بالأوكرانيين ذوي العيون الزقاء والشعر اﻷصفر، ونفس اﻷمر يتكرر عند السماح للأوكرانيين بدخول أوروبا وعدم السماح لغيرهم بذلك !! أليس لهؤﻻء النازحين من غير الأوكرانيين الحق في الأمان !! أليسوا بشرا!!!!وهنا نسأل هؤﻻء المحتالين أين ما ناديتم به سنوات وسنوات من مساوة وعدالة ووو..وهل ستتدخلون مجددا في مختلف دول العالم باسم هذه الشعارات المزيفة الجوفاء الصالحة للاستعمال فقط في بعض الأحيان ويمكن بكل سهولة التخلي عنها أحيانا أخرى وكل ذلك بحسب ما تقتضيه مصلحتكم.

الأزمة الأوكرانية في الحقيقة كشفت الكثير من الحقائق للعالم ، وعلى رأسها أن من اقتات على دماء الشعوب ردحا من الزمن ﻻ يمكن أن يكون محاميا ومدافعا عن القيم والمبادئ حتى و إن تشدق بها كذبا وخداعا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى