أحدث الأخباراليمنمحور المقاومة

القتل والتجويع بصمات صمتها .. الأمم المتحدة سلاح العدوان الفتاك .؟!

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسامة القاضي

لنتقل إلى فاجعة أخرى تُمارس بحق أطفال اليمن الحزين .؟! القتل والتجويع بصمات صمتها .؟! وهي تبرير جرائم حلف الشيطان السعودي والإماراتي وحلفائهم للعالم السابع ، في تجويع الملايين وقتل الالالف من الأطفال ، وجعلهم كبش فداء لويلات الحرب التي ستضع أوزارها على العالم أجمع ، لتعتصر قلوبنا دماً يسري بلا توقف ، على حال أطفال عالمنا العربي والإسلامي ، الذين يتعرضون إلى أهوال من العذاب والألم والفُقدان والوحشة ، بين ويلات الحروب والقصف ، والدمار والهلاك تارة ، وبين أنياب الجوع والمرض تارة أخرى .

ويبقى السؤال قائماً .؟! كيف يحلو للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي وجامعة الدول العربية الصمت .؟! وأطفال سوريا ينحتون بدمائهم على جباهنا تقاسيم الخزي و العار .؟! وأطفال اليمن يموتون جوعاً .؟! ومن تبقى يبقى براثن الجهل تنهش عقول أطفالنا، وتسلبهم زهرة أعمارهم، وتُمزق أجنحة حريتهم، وتنتزع رحيق طفولتهم، وتحرق فراشات أحلامهم الملونة .

أي عار تصفه الحروف والكلمات، أن يموت طفل يمني كل دقيقة، ضحية الجوع في بلاد المسلمين، التي قال عنها الخليفة “عُمر بن عبد العزيز”( انثروا القمح على رؤوس الجبال، لكي لا يقال جاع طير في بلاد المسلمين ) ولكننا يا عُمر تركنا أطفالنا فريسة ووقوداً لأسراب الغربان، ونثرنا دمائهم وأشلائهم، ورُفات أحلامهم على رمال أوطانهم الباكية بكل دمٍ بارد، وحصدنا الأشواك في أعماقنا حتى اعتدنا عليها، وصارت جزءاً منا .

من أجل ماذا ياحكام العرب والمسلمين صامتون .؟! من أجل ماذا والعار يُلاحقكم حاضراً ومستقبلاً، أحياءاً وأمواتا ؟!، من أجل ماذا تتركون أطفال اليمن فريسة كلُقمة العيش المُستساغة للجوع والمرض، بين الإهمال الطبي، وقلة المراكز الطبية التي تفتقر إلى أدنى مقومات الرعاية الصحية .؟! ليموت أطفال يمننا بسبب الجوع الدامي، وسوء التغذية، أي عقل يمكنه أن يتصور ويستوعب حجم الألم والمعاناة، أن أطفال بلدٍ عربي يموتون بمعدل طفل كل دقيقة ضحية الجوع نتيجة الحصار والعدوان .؟!

إن حبات الرمال المُخصبة بالدماء المسفوحة، تبكي أطفال اليمن، لتُعانق سنابل القمح الذهبية وسحابات السماء القطنية، أرواحهم الصاعدة للسماء التي تبكي نظرتهم الأخيرة، فلا جوع ولاخوف بعد الآن ياصغاري .

ولكن عزاؤنا الوحيد أنهم يرحلوا وأننا راحلون، فسلاماً إلى ربيع الطفولة الموؤدة، وفاتر الأحلام الوردية، ونواصي الآمال الحزينة، وخُصلات الشعر المجدولة، وأناشيد الوطن المرثية، وصناديق الألعاب و الدُمى المنثورة تحت حُطام الحياة، وفتافيت الخبز المعجونة بدماء الطاهرين، سلاماً لمن غادروا أجسادهم الفانية، إلى فجاج من نورٍ سرمديا، إلى بشراهم بروح وريحان وجنات نعيم، فظلم الدنيا مهما طال ساعة، ونصر الآخرة خُطاه خالدة، ونعيمه لايفنى، فطوبى لهؤلاء الذين حفروا بدمائهم الحُرة كلماتهم على أبواب برزخ الحرية .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى