أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

القدس أقرب وإنا إليها قادمون

مجلة تحليلات العصر الدولية - وفاء الكبسي

فلسطين جرح الأمة النازف منذ أكثر من نصف قرن، ولا يزال هذا الجرح ينزف ويزداد عمقاً فماذا فعل المسلمون لها وخاصة العرب؟!
منذ وعد بلفور -ذلك الوعد المشؤوم- والعرب يتغنون بها، يبكون ويأنون لوجعها، ولكن هل سألوا أنفسهم يوماً ماذا فعلوا لها؟ هل دموعهم ردت الأقصى؟ أم طهرت أراضيها من المحتل الإسرائيلي ؟

للأسف لم يخض العرب سابقاً حرب واحدة لأجلِ فلسطين، ألا “حرب الأقلام”، حرب المشاعر والعواطف لا أكثر، حتى أصبحت اليوم قضية منسية نسيها العرب وتنكروا لها وأضاعوا البوصلة الحقيقة نحو العدو المركزي للأمة –الكيان الصهيوني- وصوّبت إلى أعداء وهميين” إيران” التي لم يجد العرب منها أي عداء بل على العكس كانت ولاتزال المناصرة لقضاياهم خاصة القضية المركزية “فلسطين “.
ألم يحن الوقت للنهوض من كل هذا السبات والرقاد والغفلة ياعرب؟
يوم القدس العالمي الذي أعلنه الإمام الخميني -قدس الله سره- في آخر يوم جمعة من شهر رمضان المبارك كيوم عالمي لأعظم وأقدس قضية يتحمل مسؤوليتها اليوم الإنسانية كلها، والأمة جمعاء وليس فقط الشعب الفلسطيني، ليستنهض المسلمين جميعاً، وينفخ في رمادهم الكبير ويوقد جمرهم اللاهب، ويرسل للإسرائيليين في هذا اليوم رسالةً حروفها القرآن، ومدادها دماء المسلمين وأرواحهم التي هي للقدس فداء وتضحية، فهذا اليوم جاء لينغص على الكيان الصهيوني أحلامهم، ويكدر عيشهم، ويذكرهم بوعد الله الخالد برحيلهم، وتفكيك ملكهم وتبديد أحلامهم، بعد علوهم الأخير وإفسادهم الكبير، الذي سيليه بإذن الله سقوط مريع ونهاية مدوية بأيدينا نحن اليمنيون، تشهد عليها الأمم، وتشارك فيها شعوب أمتنا، ويساهم فيها كل الأحرار المؤمنين بقضية القدس بقيادة السيد القائد عبدالملك الحوثي، وهذا وعد وأمل غير بعيد، وهدف غير مستحيل، فالقدس أقرب إلينا ونحن إليها قادمون بإذن الله.

جزى الله عنا الإمام الخميني خيراً، الذي خصص يوم الجمعة “العظيمة” من شهر رمضان للقدس ذكرى ورمزاً، ولفلسطين حقاً وفعلاً، حتى أصبح لهذا اليوم قيمة وأثراً، ودوراً وسهماً، فهو يحشد الأمة ويجمع صفوفها، ويوحد كلمتها وينسق جهودها، ويشحذ هممها ويستثير عواطفها، ويحيي أملها العظيم، ويحدد طريقها القويم، ويجعل أهدافنا ممكنة وغاياتنا سهلة، فطوبى لمن أحيا هذا اليوم وطوبى لشعب اليمن الذي يتهيأ له ويستعد للخروج فيه كل عام، ويقدم فيه ما يستطيع بالجهد والعمل، لأنه يوم من أيام الله الخالدات، فالقدس أقرب إلينا مما نتصور، وغداً موعدنا إلى القدس لنصلي في محراب المسجد الأقصى بحق ويقين.

يوم القدس العالم يأتي هذا العام متزامناً مع الحملة الصهيونية الشرسة التي تستهدف السيطرة على القدس، بغية تهويدها بالكامل وإعلانها عاصمة أبدية للكيان الصهيوني المحتل، ولهذا سيكون خروج شعب اليمن في هذا اليوم المقدس كبيرا ومهيبا يغيظ به الصهاينة المحتلون ، ويستفز المراهنين عليهن، لأن إحياء اليمنيين لهذا اليوم العظيم سيكون أكبر إحياء على مستوى العالم ككل عام باعتراف الجميع ، فقد استطاع الشعب اليمني بالتربية القرآنية التي رسخها الشهيد القائد حسين بدرالدين الحوثي-رضوان الله عليه- كوعي وثقافة جماهيرية مليونية تخرج كل عام رُغم العدوان والحصار والآلام والدمار ليصوب البوصلة نحو القضية المركزية للعرب والمسلمين -فلسطين-، وليصوب بندقيته نحو عدو الأمة المركزي-الكيان الصهيوني- ولنجدد العهد واليقين بأننا ماضون لتحرير كل أرض فلسطين من المحتل والغاصب لها من اليهود الصهاينة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى