أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

القدس… المقاومة

مجلة تحليلات العصر الدولية - بسام ابو شريف

القدس مرآة فلسطين، وأهمية ما يحدث في القدس تنبع من أهمية فلسطين، هذه هي الحقيقة التي يحاول الاحتلال الاسرائيلي طمسها، اذ لا تحظى جرائم العدو في أنحاء الضفة الغربية بتغطية اعلامية، لابل تتعرض باستمرار لطمس وابعاد أنظار العالم عما يجري، رغم أن ما ترتكبه اسرائيل في الضفة الغربية يشكل بأبسط المعايير خرقا للقانون الدولي، ولمعاهدة جنيف، وأثبتت التجارب أن دول الغرب قاطبة، والشرق أحيانا يغضون النظر عن هذه الجرائم التي ترتكب بوحشية همجية لايمكن أن تجد لها مثيلا في تاريخ الاستعماريين .
وللتدليل، نستطيع مقارنة وحشية وهمجية القوات البريطانية ( التي كلفت وانتدبت لتحضير فلسطين للاستقلال بعد الحرب العالمية الثانية )، لكنها بدلا من ذلك استخدمت أداة قمع وتعذيب، واضطهاد للشعب العربي الفلسطيني، ولفتح أبواب هجرة اليهود غير الشرعية وتسليح عصابات الصهاينة لقتل العرب، اذا ما قارنا هذا بما تقوم به الآن قوات الاحتلال الاسرائيلي نجد أن عنصرية ودموية جيش الاحتلال، هي تلك التي مارستها عصابات الصهاينة ضد العرب، وبدعم من بريطانيا منذ العشرينيات .
ان القدس، وما يجري فيها يختلف عن الضفة الغربية، ومايجري فيها، فالقدس أصبحت مقر السفارة الاميركية، وكافة الدول الغربية لديها قنصليات، ومراكز استخبارية في القدس، وهي لذلك تعرف كل ما يجري في شوارع القدس، وهذا هو مفتاح تحطيم الصمت عما ترتكبه اسرائيل في كل أنحاء الضفة … جرائم ضد الانسان، والانسانية وعنصرية دموية تصل الى حرق الأطفال في أحضان أمهاتهم، نحن نعلم أن الغرب لا يكترث للجرائم طالما أنها ضد العرب، ولاشك أن الجميع يعرف أن الأمر سيكون عكسيا فيما لو كان القتيل يهوديا، وليس عربيا رغم ذلك علينا أن نمسك بهذا المفتاح، ونحوله الى مفتاح لكسر أقفال الحصار الاعلامي، والسكوت على الجريمة، فكلما طالت واشتدت مواجهات القدس كلما اضطر الغرب للتعليق على الأقل، وهنا يكمن واجب شباب القدس، وضواحي القدس والقرى، والمخيمات المحيطة بالقدس اذ علينا تحويل كل زاوية، وزقاق، وشارع الى ميدان معركة بالحجارة ….. بالعصي، وبكل ما تيسر .
والقدس الشرقية مفتوحة على القدس الغربية، فلماذا تبقى الصدامات في ناحية واحدة يستطيع شباب القدس، والضواحي أن يهجروا الشرطة، والمستوطنين، فكل سرقة، ونهب، وهدم بيت جريمة يعاقب عليها القانون الانساني، ومكشوفة كل ألاعيب الصهاينة، وتشكيل فرق قتل، وارهاب من ضباط، وجنود المسعربين، ومن المنخرطين في صفوف جيش الاحتلال وهذا الأمر يجب أن تواجهه السلطة، والفصائل بالمثل … مجموغات قتالية تلاحق العنصريين قيادات، ومقاتلين حتى بيوتهم .
ان تصعيد التصدي في القدس سوف يجبر العالم، وحتى حلفاء اسرائيل على الحديث عما يدورفي القدس كما فعل البيت الأبيض أمس، وسنرى العجب كما رأينا بالأمس في الوقت الذي يسقط فيه مئات من المصلين جرحى في القدس يخرج علينا البيت الأبيض بادانة لاطلاق صاروخ من غزة !!
لاتوجد لغة للتفاهم، ولايوجد مجال للتخاطب سوى اظهار ميزان قوى جديد في الميدان …. السن بسنين، والعين بعينين، والكسر بكسرين ….. لنر حجارة أطفالنا تطير نحو وجوه المعتدين، وأنوفهم وسيستل شباب القدس من الجعبة أفكارا للمقاومة جديدة، ووسائل جديدة .
هزت القدس، وماشهدته من مقاومة بطولية، هزت البيت الأبيض قلقا على اسرائيل، وطلبت حكومة الصهاينة، والبيت الأبيض من الرئاسة الفلسطينية وقف ما يجري، ومنع التصعيد وحملت الرسالة الاسرائيلية رفضا لاجراء الانتخابات في القدس .
وبرأيي هذا غير مهم الا من زاوية ماتريده الرئاسة الفلسطينية من وراء اثارة الموضوع لربط كل الانتخابات بمشاركة القدس ( وهنا لابد من الاشارة الواضحة ان السلطة تريد موافقة اسرائيلية، فشرعية الانتخابات مرهونة بموافقة اسرائيل )، أصبح هم البيت الأبيض واسرائيل وقف توسع الرفض الشعبي لجرائم اسرائيل، والنهوض للتصدي بالأجساد لما يحاك وينفذ في القدس، وجوهر الموضوع ليس منع الفلسطينيين من أداء فريضة الصلاة، بل كانت تلك الممارسات القمعية القشة التي قصمت ظهر البعير، فقد جاءت اجراءات التعسف والبطش بعد عاصفة من نهب الأرض في القدس، وهدم البيوت، واحتلال أحياء بكاملها مثل حي الشيخ جراح، وسلوان، وارتكب المستوطنون ( وهم جنود بلباس مدني )، مدعومين بالجيش المحتل جرائم لاتوصف ضد الفلسطينيين العزل على مدى الشهور الأخيرة، وقتلوا بدم بارد أطفالا، واعتقلوا المئات .
يسعى الاميركيون، والاسرائيليون للتعاون مع السلطة لمنع انتشار الهبة الشعبية، وتحولها الى انتفاضة ضد الاحتلال، وبدا واضحا تلبك الادارة الميركية، والحكومة الاسرائيلية وللأسف سارت السلطة في طريق لاحق لها أن تسلكه، وهو المساومة على دم شباب القدس لكن نرى أنه بقدر ماكانت هبة القدس مفاجئة لاسرائيل، وواشنطن، ورام الله ” المقاطعة ” سوف يكون عدم قدرة السلطة على التحكم بحركة الشعب المفاجئة لهم، لكن سنرى أن رأس السلطة سيستغل هذا لالغاء الانتخابات، والسير ضمن مخطط بايدن الذي لايختلف عن الذين سبقوه .
آن الأوان أن نتعلم : –
– اوسلو كمين خرجنا منه، ويجب ألا نسمح بالعودة له .
– كافة اتفاقات اوسلو فرضت من قبل اسرائيل، وهي ممزقة لدى كل فلسطيني .
– سيادة فلسطين حدودا، وجوا، وأرضا، وبحرا يجب أن تصان، واستقلال فلسطين يجب أن يعني دولة كاملة السيادة، وعاصمتها القدس الشريف (الشرقية ) .

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى