Uncategorizedاليمنمحور المقاومة

القراءة التحليلية الأولية لنتائج المباحثات العمانية اليمنية في صنعاء!!

مجلة تحليلات العصر الدولية - عبدالجبار الغراب

شكلت المعضلة الكارثية التى أقدم علىإرتكابها تحالف العدوان السعودي الأمريكي من خلال شنه لحرب عدوانية على اليمن واليمنيين وضعها المعقد في الوصول الى حلول قد تساعد في إيجاد طرق تقود الى إعلان كامل لوقف الحرب في اليمن, مع كل المساعي والمحاولات الأممية الأمريكية العديدة لذلك, المعضلة العدوانية السعودية الأمريكية والتى دخلت عامها السابع خلقت لهم أوضاعا داخلية حرجة للغاية,وتفاقمت على إثرها تدهور اقتصادي كبير وحاد بلغت مستوياتها الهائلة وألحقت خسائرها المادية الكبيرة وبالمليارات الدولارات أهلكت خزائن المملكة واعوانها لأسباب دعمهم الحرب وشرائهم للعتاد العسكري وجراء مالحقت منشأتهم النفطية من خسائر عظيمة كان لإستهدافها بالصواريخ البالستية والطائرات المسيرة اليمنية فعلها المؤثر في تدهور الاقتصاد السعودي وتراجع إنتاجه وتصديريه للنفط.

فكانت لحساباتهم الخاطئة تغيرها لكل الوقائع الظاهرة, والتى أفرزت متغيرات عصفت بتحالف العدوان وعلى رأسها مملكة الرمال, فكان عليها بذل المساعي السرية والتى فرضها عليها قوة الجيش اليمني واللجان الشعبية وإصرار القيادة السياسية اليمنية في صنعاء على اشراك السعودية في مفاوضات تقود الى انهاء الصراع في اليمن وعدم إخراج السعودية من هذا الصراع كونها هي من تعتدي على الشعب اليمني, فالسعودية من جانبها سعت الى العمل الكبير لتحقيق اختراق يساعدها في الوصول الى حل يعيد لها نوع من كرامتها وسمعتها العالمية التى انكسرت وتحطمت بفعل كامل الانجازات العسكرية التى حققها الجيش اليمني واللجان الشعبية, ولهذا كانت لمساعيها العديدة وجودها على شكل تقديمها للمبادرات التى اغفلت مشاركتها في الحرب وحاولت النجاة بنفسها, وعندما لم تستطيع فرض ألاعيبها السياسية بفعل دهاء وعبقرية المفاوض اليمني وقوة الردع والتوازنات التى اظهرها الجيش اليمني واللجان الشعبية كان لابد على السعوديين إيجاد الوساطة العمانية للمشي على ملفين منفصلين: أحدهما يتعلق بالتفاوض مع صنعاء ووضع الحلول والتفاهمات بين السعودية وحكومة صنعاء وبعيدا عن الأضواء حفاظا ولو جزء يسير على وجه وكرامة للسعوديين وبهذا يصح القول ان العمانيين يمثلون السعوديين في حوارهم مع حكومة صنعاء للخروج برؤية كاملة شاملة للحل, ومن بعدها يكون للملف الثاني إدخاله التفاوضي بين اليمنيين أنفسهم لوضع ترتيبات لمرحلة جديدة.

ومن هذا المنطلق ما كان للسعوديبن إقدامهم ووضعهم في هذه الصورة الا بفعل كل الخسائر والهزائم والتى اثرت على الداخل السعودي والتى كان لها صداها الكبير لما تعرض له الجيش السعودي في عقر داره من انكسارات كبيرة وقتلى وجرحى وأسرى لتتوسع المطالبات وتكثر النداءات حتى من داخل الأسرة المالكة نفسها بالخروج من كارثة إقدامهم على شن حرب على اليمن , ومن هذا الأساس فالسعوديون جادون هذه المره للخروج من مستنقع اليمن بعيدا عن علاقتهم بالشرعية المزعومة التى زعموا بداية عدوانهم ضرورية العمل على إعادتها, ومن هنا تكمن القراءة التحليلية الأولية لمحاولة رفع السعودية نفسها عن العدوان وإيقافها للتدخلات وإفساح المجال امام اليمنيين للتفاهم بينهم.

وما يصحح ويدعم هذة القراءة التحليلية هي الأحداث الدائرة في المناطق اليمنية القابعة تحت سيطرة الاحتلال والمعارك السياسية والعسكرية المتفاقمه هناك ومحاولات مختلف الأطراف تعزيز سيطرتهم وتواجدها في عديد المواقع والعمل على استبدال أشخاص وفرضهم لتعينات لأشخاص في مناصب موالين لهم, وما يحدث في تعز الا مثال لذلك, وهذا ما يفسر نظريه التفاهم السعودي اليمني مع وفد صنعاء لإخراجه عن الدوامة الأولية للصراع, ولكن ضمن شروط ستفرضها صنعاء على السعودية, سيلتزمون بها لتنفيذها بعد أخذ كامل الضمانات عليها لتحقيق وتنفيذ شروط صنعاء بما يحقق المصلحة العامة لكامل الشعب اليمني.

فالضغط اليمني والذي تم ممارسته من قبل الجيش اليمني واللجان من واقع الانتصارات المتتالية على الجانب السعودي أعطت ثمارها الكبيرة, والتى كانت للمحاولات السعودية الاولى اظهارها عن طريق المحادثات السابقة في ظهران الجنوب والتى تعهدت السعودية عن إيقافها للعدوان بالطائرات الحربية مقابل وقف الجيش اليمني واللجان من تصعيد عملياتهم العسكرية داخل العمق السعودي وهذا ما يعطي دلالاتها الواضحة بحجم الضغوط اليمنية التى مارسوها من خلال دكهم المواقع العسكرية لما بعد الحدود وضربهم المتواصل للقواعد والمطارات العسكرية والمنشآت النفطية الحيوية داخل مدن عديدة في السعودية, هذا الضغط اليمني كان بمثابة تقارب سعودي أحادى الجانب لإخراج نفسه بطريقة سرية من معضلة تورطه في الحرب على اليمن, والتى من جانبها ترى القيادة السياسية اليمنية في صنعاء ان المسؤول الاول والمباشر على الحرب هي السعودية, ولا حوار ولا تفاوض الا معها.

وتعددت مختلف الرسائل اليمنية التى أرسلتها قيادة المجلس السياسي الأعلى ولضرب الأمثلة فقط على ذلك مبادرة رئيس المجلس السياسي الأعلى بوقف اطلاق الصواريخ البالستيه والطائرات المسيرة اليمنية على الأراضي السعودية من طرف واحد كانت لها أبعادها في وضع السعودية في خيارات العدول عن الحرب وابتعادها عن التدخلات المباشرة في الشأن اليمني وانه يمكن إجراء التفاهمات والنقاشات حول الترتيبات التى تقضي بتحيد السعودية تدريجيآ عن مشاركتها في الحرب, وإعادة لها جزء من صورتها المنكسره في اليمن, ومن هنا برزت كامل الخفايا السابقة وتوضحت مختلف الدلائل الحالية التى أوحت أسرارها بإفادات مكشوفة لا يمكن الهروب منها ,وهي الان ما يسعى الى بلورتها الوفد العماني من خلال زيارته للعاصمة اليمنية صنعاء لوضع مخارج وحلول أولية بتفاهمات يمنية سعودية تشمل إيقاف الحرب ورفع الحصار وعدم تدخل السعودية في قادم مفاوضات يمنية يمينه مع التزامها الكامل بكل ما يفرض عليها من تعويضات تقدمها لليمنيين, هذه المحاولات السعودية هي ضمن الورقة العمانية لحلحلة مشكلة السعودية أولا مع صنعاء ومن ثم عدم اشراكها في قادم تفاوضات يمنية يمنية ليتم ترتيب الأوضاع القادمة وفق تفاهمات بين كامل الأطراف اليمنية تفضي الى جهود من شأنها تحديد فترة انتقالية, ومع قادم الايام ستتوضح خفايا الأسرار وتكشف بوضوح لعوام الناس.
والله اكبر وما النصر الا من عندالله.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى