أحدث الأخبارالخليج الفارسية

القمة الخليجية …لماذا العلا؟

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

جاء إنعقاد القمة الخليجية 41 في ظروف ملتبسة ،ونجم عنها قرارات نستطيع القول أنها في ظاهرها إيجابية ،ونتمنى أن تكون في باطنها أيضا،لأننا كعرب نحتاج بعضنا البعض،ولم نصل إلى مرحلة الهوان التي نعيشها منذ أكثر من 100 عام ،إلا بسبب فرقتنا وانقسامنا بين غني وفقير ،صغير وكبير،علما أننا لو طبقنا التكاملية لوصلنا إلى مرحلة الوحدة التي لا تعني ازاحة أي كان عن عرشه أو حرمانه من ثروته أو كما يبدو،فنحن نتحدث عن التكامل من أجل الحفاظ على الذات والمجموع،وبأقل الخسائر ،لأن ما يقدمه الأخ لأخيه ليس خسارة ،فما عندك ليس عندي ،وما عندي ليس عندك…هذا هو المبدأ.
عموما أسفرت قمة الخليج 41 عن مصالحة بين قطر والسعودية ،وهذا ما يفرحنا أن تعود المياه إلى مجاريها ،شرط أن تكون المياه صافية وطاهرة وصالحة للشرب والإستخدام البشري،ونترك لأصحاب العلاقة حسم التفاصيل ،كي لا نعود يوما إلى المربع الأول،ويعود التعكير أشد مما كان عليه ،خاصة وأن هناك سوابق،بينما كان القرار الثاني المفرح هو دعم الأردن إقتصاديا وماليا ،ونأمل أن يكون هذا الدعم أخويا لا من أجل شراء مواقف أو توطئة لشيء ما كان الأردن يرفض حتى الخوض فيه وأعني بذلك الوصاية الهاشمية.
أمر آخر يتوجب طرحه على الطاولة وهو أن هذه القمة خلت من الملك سلمان بن عبد العزيز وهو المضيف،وولي عهد أبو ظبي،وملك البحرين،وكنا نتوقع أن يخرج علينا من يبرر هذا الغياب،حتى لا نغوص بدورنا في بحر لجيّ ونحلل كما نقرأ نحن ونعلم،ويقيني أن غياب هذا الثلاثي يخفي وراءه قضايا أكبر،وسيؤثر على القرارات المتخذة ،وربما يتعلق هذا الغياب غير المبرر بعدم الإتفاق على المراد من القمة التي تأجلت شهرا،وكان مقررا لها الإنعقاد في البحرين ،لكنها وبقدرة قادر إنتفلت إلى مدينة العلا في السعودية،والسؤال هنا لماذا العلا،وليس الرياض أو جدة أو مكة المكرمة على سبيل المثال؟ومن سيضمن تحقيق المصالحة بما تعنيه من قيم؟
إشتهرت مدينة العلا في التاريخ القديم بأنها كانت تحتضن مملكة “دادان”أو “ددن”اليهودية 700(ق.م.-100 ق.م.) ، وكانت تابعة لمملكة معين التي قامت في مستدمرة دادان وتيماء ومدائن الأسود وجبل عكمة في إقليم الحجاز غرب شبه الجزيرة العربية ،وكان يحكمها ملوك تابعون لمملكة معين بدرجة كبراء،يتقدمهم الملك المعيني الكبر أليفع و وهبال بن حيّو،و وقهال نبط،وكانت هذه المملكة صغيرة لا تتعدة سيطرتها حدود تلك المدينة علا ،وخضعت في النهاية للحميريين.
عموما نحن بإنتظار الأيام القليلة المقبلة في حكم المقاول الجشع ترمب الذي أوعز بتحقيق المصالحة ،وأرسل صهره المجند السابق في جيش الإحتلال الإسرائيلي جاريد كوشنير،لرعاية المصالحة والعودة بالمقسوم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى