أحدث الأخبارشؤون آسيوية

القنصلية الفخرية في الصحراء ليست مصلحة أردنية

مجلة تحليلات العصر - أسعد العزّوني

القراءة الصحيحة الوحيدة والأكيدة للخبر الذي كشف عن موافقة الأردن على إقامة قنصلية فخرية له في منطقة العيون المغربية في الصحراء،هي أن هذه الخطوة ليست مفيدة للأردن ،ولا تشكل له اختراقا مميزا يعود عليه بالفائدة،بل هي نكوص مستغرب عن الثوابت الأردنية العروبية المشهود لها تاريخيا،وربما تم تناسي أن الأردن كان من أكبر الداعمين للثورة الجزائرية التي طردت المستدمر الفرنسي وطهرت الجزائر من دنس الإحتلال الإحلالي،وبكل الفخر أتذكر أنني كنت مسؤولا عن صندوق دعم الثورة الجزائرية في مدرسة عزون الثانوية للبنين أوائل ستينيات القرن المنصرم.
أجزم أن هناك عملية تضليل تمت بعيدا عن المبدأ السياسي الثابت للأردن،وأن هناك من زيّن الخطوة بناء على تشبيك مكشوف مع جهات خارجية باتت مكشوفة في عدائها لكل ما هو عربي وإسلامي،وتناصب الجزائر الشقيقة العداء لرفضها التطبيع مع الصهاينة،والغريب في الأمر أن هذه الجهة التي لا تكاد ترى بالعين المجردة ،وجهت تهديدا مروعا للجزائر صاحبة المواقف القومية المشهود لها،وهنا تكمن المأساة ان السياسة الخارجية الأردنية ،ولأسباب ربما تكون معروفة قد أصبحت مرتهنة ،وهذا ما لا يقبله جلالة الملك عبد الله الثاني بن الحسين الذي يتعرض لضغوط سياسية ومالية من الجهات الأربع ،لثبات الموقف الأردني،ولكن هناك من يشوه المسيرة بسبب علاقاته المشبوهة مع المراهقة السياسية في الخليج التي أخذت على عاتقها ضرب وتدمير القيم العربية والإسلامية في المنطقة لصالح الصهيونية والماسونية.
لا يمكن لجلالة القائد عبد الله بن الحسين أن يوافق على هكذا مشروع تدميري في علاقات الأردن الخارجية،ولا سيما مع دولة شقيقة مثل الجزائر ،إرضاء لسفه البترودولار،وإرتهانا لموقف المراهقة السياسية في الخليج ،نظير مصالح شخصية ضيقة ،تلحق الضرر بسمعة الأردن الخارجية ،خاصة في هذا الوقت الذي يقود جلالة الملك عبد الله بن الحسين ألف معركة ومعركة ،للدفاع عن سيادة وكرامة الأردن ،وحفاظا على المقدسات العربية في القدس المحتلة ،من خلال تمسكه بالوصاية الهاشمية عليها ،والتي يحاولون جاهدين انتزاعها منه ،لتهميش الهاشميين،وإضعاف موقف الأردن كي يقبل بالكونفدرالية وحكم الساقط دحلان،ناهيك عن أن الأردنيين الأحرار لن يقبلوا طعن الجزائر الشقيقة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى