أحدث الأخبارشؤون آسيويةفلسطينمحور المقاومة

الكونفدرالية الأردنية –الفلسطينية ..قاب قوسين أو أدنى

مجلة تحليلات العصر الدولية - أسعد العزّوني

منذ أن أحكم جيش الإحتلال الإسرائيلي سيطرته على الضفة الفلسطينية بالطريقة المعروفة،بدأ السياسيون الإسرائيليون يتحدثون عن الحل النهائي ،المتمثل بالإنسحاب من الضفة الفلسطينية وتسليمها للأردن وليس للفلسطينيين ،لأنهم يثقون بالأردن أكثر مما يثقون بالفلسطينيين كما قالوا،ورأينا إنهمارا لمشاريع التسوية التي تتحدث عن ذلك ،وكان العنوان الرئيسي هو “الخيار الأردني”،ولم يتحدث أحد عن “الفقّوس”الفلسطيني،رغم أن الدم الفلسطيني كان حتى اوسلو سيّالا على الأرض،ومع ذلك تم خداع الفلسطينيين بعد جريمة أوسلو بحل الدولتين رغم أن الإستدمار الإستدماري إلتهم الأرض والمصادر الطبيعية في الضفة الفلسطينية معا،وتم تنصيب سلطة أوسلوحارسا أمنيا إضافيا لمستدمرة الخزر.
ما هي حقيقة الخيار الأردني ؟ببساطة هو حل نهائي للقضية الفلسطينية على حساب الشعب الفلسطيني،لكن اللافت أن الأردن لن يتسلم كامل الضفة الفلسطينية ،كما كان الحال قبل الرابع من حزيران 1967،بل سيتسلم الأردن “أشلاء “من الضفة الفلسطينية فقط،وهي المناطق المكتظة بالسكان من مدن وبلدات كبيرة ،وأخرى لا تستفيد منها مستدمرة الخزر.
قد يقول قائل من أصحاب الإختصاص أن الكونفدرالية تقوم بين دولتين ،وليس هناك دولة فلسطينية بل سلطة فقط غير مكتملة السيادة،ونقول له أن شيطان اوسلو لم تغب عنه هذه الفكرة ،ورأينا أوراق مقاطعة رام الله مروّسة ب”دولة فلسطين”،بمعى إن هناك دولة فلسطينية على الورق ،وسيعتد بذلك عند تنفيذ مشروع الكونفدرالية التي أصبح قاب قوسين أو أدني ،وسرّعت به عملية العبث الإسرائيلية الأخيرة في القدس والأقصى ،وما نجم عن ذلك من ضياع لهيبة مستدمرة الخزر بسبب إنهمار صواريخ المقاومة على القدس وتل أبيب ومناطق فلسطين المحتلة.
هذا يعني أن الكونفدرالية القريبة ستقام بين دولة فلسطينية على الورق، ودولة أردنية على أرض الواقع تم الإحتفال بمئويتها الأولى قبل أيام،ونذكّر بتحركات قطعات الجيش الأردني في اليوم الأول من العبث الإسرائيلي في الأقصى والشيخ جراح إلى الأغوار ،سبقها إعلان بالفيديو لحركة تلك القطعات بما يخالف العرف العسكري المتبع في حال تموضع القوات،إنتظارا لأوامر الدخول لتسلم مناطق بعينها في القدس والضفة،ولا ندري إن كان الرئيس التركي الطيب أردوغان الذي دعا إلى تشكيل قوات دولية لإدارة القدس،له علاقة بمشروع الكونفدرالية أم لا.
الكونفدرالية الأردنية –الفلسطينية هي حل مجترح لصالح مستدمرة الخزر ،وسيتم فتح ممرات بين تلك التجمعات السكانية الفلسطينية المشمولة بالكونفدرالية مع الأردن،والسؤال المطروح هو ما هو مصير القدس والأقصى والوصاية الهاشمية على المقدسات؟وعموما سيتم تغيير الواقع المعاش في الأردن سياسيا وإقتصاديا ،وسيصبح الأردن غنيامن خلال مشاريع مارشال الأمريكية والأوروبية والخليجية واليابانية، وديمقراطيا في حال تنفيذ مشروع الأردن الكبير أو الوسيع ،بضم مناطق جنوب سوريا وغرب العراق وشمال السعودية وفلسطينيي الداخل إليه وفتح ممر بري إلى سيناء ،ومواطنته مقدرة ويتمناها الجميع،وسيتبع ذلك لاحقا إنضمام مستدمرة الخزر تحت مظلة كونفدرالية الأراضي المقدسة ،التي تضم مستدمرة الخزر كسيّد والأردن وأشلاء الضفة تبعا ،بحيث تكون المستدمرة هي التي تتحكم في الأمور السيادية.
السؤال الذي يطرح نفسه هو :ما مدى نجاح هذه الكونفدرالية التي تقتل الهويتين الأردنية والفلسطينية؟ربما يتراوح عمرها ما بين 5-15 عاما ،وعندها سيظهر “مجنون”فلسطيني جديد يقلب الطاولة على رؤوس الجميع ،ولكنه في هذه المرة لن يكون وحيدا ،بل سيسنده”مجنون “أردني لتحقيق الهدف المنشود.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى