أحدث الأخبارالعراق

الكونفدرالية الخليجية حكم وهابي واسع يهدد العراق و دول الأغلبية الشيعية !

حسين فلسطين

بداعي التمدد الشيعي الذي تمثلهُ ايران دعى الكيان السعودي الوهابي عام ٢٠١١ إلى تكوين ما يعرف ب”الاتحاد الخليجي” خاصةً بعد الثورة الشعبية في البحرين ، و ما إلا اليه الامور من احتلال قوات ما تسمى ب”درع الجزيرة” وذلك لأخماد الثورة والقضاء عليها ، بالإضافة إلى المتغيرات الجارية في المنطقة العربية والتجاذبات الحاصلة فيها خصوصاً في دول “الربيع العربي”!

لم تخفي سلطات الكيان السعودي خشيتها من انحسار الوجود الوهابي الذي تقوم عليه ما تعرف ب”السعودية” خصوصا بعد فشلها في إبادة الشيعة وإنهاء وجودهم السياسي والاجتماعي وحتى الشعبي بعد عقد ونصف من الإرهاب الممنهج الذي ضرب مناطق شيعية في العراق والدول ذوات التواجد الشيعي وذلك عن طريق تنظيمات إرهابية كالقاعدة والجيش الإسلامي وما قبلها وما تلاها من تنظيمات،لا سيما بعد إعلان ولي العهد السعودي”محمد بن سلمان” استحالة التعامل مع دول وشعوب تقوم على أساس الإيمان بظهور المهدي المنتظر عليه السلام وما سبقها من تحذيرات أطلقها ملك الأردن من ما وصفه ب”الهلال الشيعي”،وكل هذه التحذيرات كانت سببا في نشوء فكرة الآتحاد الخليجي بين دول الخليج والأردن!

ومما لا يقبل الشك أن الترويج السعودي لهذه الفكرة لم يكن ذو أبعاد اقتصادية بحتة بقدر ما يتعلق الأمر بأنشاء كيان واسع جغرافيا وبشرياً ذو لون طائفي متشدد تقوده العقيدة الوهابية قبالة الانفجار السكاني للشيعة في العراق وإيران وحتى دول الخليج،كالبحرين والكويت وعمان والإمارات واليمن وبالتالي جعل هذا المكون أقلية بشرية مجردة سياسيا واجتماعيا وثقافيا خاضعة بحكم الأكثرية السنية لسلطة الحاكم السعودي .

أن مخاطر انشاء مثل هكذا كيان تقوده الوهابية السعودية لا تقتصر على انحسار الدور السياسي لدول الأغلبية الشيعية بل يتعدى ذلك إلى ما يتجاوز التهديد الأمني لهم ، خصوصا وأن التأريخ لا يكاد أن يلخص الأحداث التي قادتها “الملكية السعودية” منذ احتلال كربلاء المقدسة ١٨٠٢ وما تلاها من غزوات وصولاً إلى الغزو الداعشي الوهابي عام ٢٠١٤ لذلك فإن الأمر يقترب كثيرا لمسألة اللاوجود الشيعي في المنطقة والعالم.
والأخطر من ذلك وجود أذرع خليجية في العراق تحرص كثيرا على مسألة تفتيت العراق بما يخدم مشروع “الاتحاد الخليجي” ، إذ تسعى هذه الأذرع السياسية إلى انشاء إقليم سني يحاذي الكيان السعودي والأردن، يضاف إليه التخادم السياسي والأمني بين الاقليم المزمع إنشائه والإقليم الكردي الخاضع لسياسات الخليج وتركيا ، وهذا يعني ضرب حصار جغرافي على مناطق التواجد الشيعي في وسط وجنوب العراق وعزل شيعة شمال بغداد عنهم!

ولأن مسألة انشاء “الآتحاد” هي الأكثر خطورة من أي مشروع توسعي آخر ويتجاوز في خطورته وجود الكيان الصهيوني ومع صعوبة تنفيذ خطة الاتحاد وإن كان ذلك مع وجود الخلافات الخليجية الداخلية لا سيما بعد أزمة “قطر” إلا أنها يجب أن تحمل على محمل الجد وبالتالي فإن الشيعة أمام فرصة لخلق كيان كونفدرالي يضم دول العراق وإيران وسوريا ولبنان واليمن وبعض دول الاتحاد السوفيتي وذلك على الأقل للحفاظ على ممرات عبور نحو أوربا وأفريقيا!
ومن يراقب السياسة الخليجية المتمثلة بالكيان السعودي والإمارات اتجاه العملية السياسية في العراق ومحاولات تشتيت الشيعة العراقيين ومن ثم عزلهم عن شيعة العالم سيؤمن حتماً بالمشروع السعودي وجديته، فالسعوديون لا يرغبون التوقف عند حدود حسر الشيعة جغرافيا بل تفتيتهم وبالتالي إنهاء وجودهم التأريخي في المنطقة والتجارب كثيرة اذا ما رجعنا قليلا إلى التأريخ الاجتماعي للمنطقة نجد أن مكونات دينية تم القضاء عليها من قبل هذه السلطات كالمسيحيين والصابئة و الايزيديين وغيرهم ممن عانوا دكتاتورية وطائفية الأنظمة الاستبدادية في تركيا العثمانية والسعودية الوهابية ،لذلك فإن التحذير من هكذا مشاريع طائفية لم يكن نتيجة هوّس سياسي أو طائفي بقدر ما هو حقيقة شهدنا اليسير منها في السنوات والعقود الماضية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى