أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

الكيان الغاصب يحاول محو تاريخ الشعب الفلسطيني

مجلة تحليلات العصر الدولية - عدنان علامه

بدأت عملية سيف القدس كنتيجة حتمية للقمع العنصري الوحشي الذي تعرض له المعتكفون والمصلون في مسجدي الأقصى وقبة الصخرة. فطردهم رجال الأمن من داخل المسجدين بالقوة بعد الإعتداء عليهم بوحشية. وقد دنست قوات الأمن الصهيونية مسجد قبة الصخرة حيث أطلقوا القنابل الٰصوتية وقنابل الغاز الخانق بكثافة داخل مسجد قبة الصخرة لإجبار المعتكفين والمصلين إلى الخروج من المسجد مقدمة لتنفيذ قرار نتنياهو بعدم السماح للتواجد لأي فلسطيني في باحات المسجد الأقصى تمهيداً لقيام قطعان المستوطنين بالإحتفال بما أدعوه بأنه “ذكرى توحيد القدس”.
فحصلت عمليات كر وفر داخل باحات المسجد الأقصى وجرى الإعتداء على كل المتواجدين من المعتكفين، المصلين، الصحفيين وحتى المسعفين.
فهل إحتلال منازل أهالي الشيخ الجراح والإعتداء الوحشي على المعتكفين في المسجد الأقصى في العشر الأواخر من شهر رمصان مجرد صدفة أم هو مخطط ومدروس بعناية فائقة لتوتير الأوضاع إلى أقصاها تستوجب رد فلسطيني موجع ويرد الكيان الغاصب فتشتعل جبهة غزّة ليبقى نتنياهو العنصري رئيساً لحكومة العدو ؟
وللوصول إلى النتائج المرجوة لا بد من مراجعة تسلسل الأحداث والتعليق عليها وكشف خطورة القرارات التي حاول نتنياهو تنفيذها :-
1- تعمد تحدي وإستفزاز الفسطينيين من خلال دفع قطعان المستوطنين المتشددين للقيام بمسيرة داخل المسجد الاقصى مع تكثيف أعلام الكيان الغاصب بذكرى إحتلال القدس الشرقية وهي ليست في موعدها الحقيقي .

نسق نتنياهو مع قطعان المستوطنين المتشددين للإحتفال بـ”يوم توحيد القدس” في المسجد الأقصى. وهذا موعد إختلقه نتنياهو لتحدي مشاعر الفلسطينيين بشكل عام والمقدسيين بشكل خاص. وفي الحقيقة فإن إحتلال القدس الشرقية كان في أوائل شهر حزيران 1967 وليس في شهر أيار. وبتاريخ 27 حزيران / يونيو 1967، وافق الكنيست على مشروع قرار ضم القدس الشرقية إلى إسرائيل ضارباً بعرض الحائط القوانين الدولية فيما يتعلق بوضع مدينة القدس.

2- وقد أعلن نتنياهو الإستنفار العام تحسباً لردة فعل الفلسطينيين المتوقعة تحت ستار أكبر مناورة بتاريخ الكيان الغاصب تحت اسم “مركبات النار”. وبتاريخ 09/05/2021 أعلن جيش الاحتلال عن إطلاق أكبر مناورة في تاريخه، والتي تستمر لمدة شهر كامل. وقد قرر رئيس الأركان عدم إلغائها ولا تأجيلها من أجل “إعداد الجيش لمعركة هذا الصيف”.
وقد وضع نتنياهو المنطقة على فوهة بركان قبل الإستعداد والتأهب وحماية الجبهة الداخلية. فجيش الإحتلال يعاني من خلل إستراتيجي في الدفاع عن المواقع الإستراتيجية والمستوطنات بعد فشل القبة الحديدية في التصدي للصاروخ الباليستي السوري الذي وصل إلى مشارف مفاعل ديمونا.

وقد ذكرت صحيفة “هآرتس” الإسرائيلية، صباح يوم الخميس بتاريخ 22/04/2021 ، أن جيش الاحتلال اعترف بفشل منظومات الدفاع الجوي في اعتراض الصاروخ الذي أُطلق من الجانب السوري ليلة الأربعاء وسقوطه بالقرب من مفاعل ديمونا.

3- فنتنياهو من خلال إعطاء الأوامر لرجال الأمن بالقمع الوحشي العنصري وحتى تدنيس مسجد قبة الصخرة وطرد المصلين والمعتكفين خارج باحات المسجد الأقصى وبعبارة أوضح “منع المسلمين من القيام بحرية العبادة”، وإختراع مناسبة وهمية لإقتحام قطعان المستوطنين المسجد الأقصى أراد تحقيق أمرين وكل منهما أخطر من الآخر :-
1-3 إستدراج الفلسطينيين إلى رد واسع يتدرج إلي حرب محدودة تضمن بقائه في رئاسة الحكومة بعد انعدام كافة حظوظه في تأليف الحكومة وحتى لا يذهبوا إلى إنتخابات خامسة تخرجه من المسرح السياسي كلياً.
2-3 أراد نتنياهو إرسال رسالة للعالم أجمع وللفلسطينيين والمقدسيين بشكل خاص بأن القدس بما فيها باتت تخضع للسيادة الصهيونية والأمر له.

لا بد أن نتنياهو قد نفذ المهمة المطلوبة من الوكالة الصهيونية الدولية على أكمل وجه.

فبالنسبة للقمع الوحشي للمصلين والمعتكفين ومنعهم من متابعة برامجهم العباديـةوفي العشر الاواخر من شهر رمضان أراد نتنياهو من التذكير بأن المسجد الأقصى والقدس تحت السيادة الكاملة لسلطة الإحتلال بموجب إعلان قومية الدولة الذي لم يتم التصعيد ضده بالشكل المناسب والذي يشطب كل حقوق الفلسطينيين المتواجدين في فلسطين المحتلة.

ففي وقت مبكر من صباح الخميس، 19 يوليو / تموز 2018 ، أقرَّ البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) قانوناً جديداً يعرف باسم “الدولة القومية”، يقضي بتحديد طبيعة الكيان الغاصب.

وينص قانون “الدولة القومية” على أن إسرائيل هي الموطن التاريخي للشعب اليهودي، وعاصمتها القدس “الموحدة”.

ولا يشير القانون إلى قيم المساواة أو الديمقراطية في نصوصه، ويخفض من مرتبة اللغة العربية كإحدى اللغات الرسمية إلى جانب اللغة العبرية، بل أصبحت اللغة العربية ذات “مركز خاص”. وأرفق لكم رابط التفاصيل الكاملة والتي لا تذكر أي جملة عن الفلسطينيين لتتيقنوا من خطورته.

https://arabic.cnn.com/middle-east/article/2018/07/19/knesset-national-state-law-israel

ويبدو ان الكيان الغاصب قد قرر تنفيذ القرار المتعلق بإعلان الوطن القومي لليهود وتهجير جماعي لكل الفلسطينيين في البلدات العربية بإتجاه البلدان العربية المجاورة. لذا آمل التركيز على آخر فقرة من الإعلان عن المناورة: [وقد قرر رئيس الأركان عدم إلغائها ولا تأجيلها من أجل “إعداد الجيش لمعركة هذا الصيف”] .

لقد تفاجأ قادة محور العدوان بكثافة الرد الفلسطيني الصاروخي وتنوع مداياته. كما اثبتت المواجهة إفلاس العدو وخلو بنك الأهداف لديه. فلجأ في اليوم الثاني للعدوان بإستهداف الأبراج وإرتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بإستهدافه كافة الأحياء والتجمعات السكانية في قطاع محاصر على مساحة 350 كلم۲.

إن الكيان الغاصب في وضع ميداني صعب جداً؛ فهو عاجز عن تحقيق أي تقدم على الأرض. وقد أثبتت فصائل المقاومة الفلسطينيين بأن زمام الأمور بيدها؛ فتحدد ساعات حظر التجول في تل أبيب وباقي المستوطنات على إمتداد فلسطين المحتلة.

أمام هذا الإخفاق والعجز التام للجيش الذي كان يسمي نفسه بأنه لا يقهر؛ بدأ قادة محور العدوان وعلى رأسهم أمريكا العمل على إنقاذ جيش العدو من مأزقه. وقد كثف العدو من إرتكاب المجازر وإستهداف المدنيين ليشكل عامل ضغط على فصائل المقاومة الفلسطينية لتخفف ضغطها الصاروخي عن مقرات ومراكز تجمعاته .

إن عامل الوقت ليس في صالح جيش الإحتلال ولذا ستسعى أمريكا وحلفائها وعبر عملائها ان تفرض وقف إطلاق النار لإنقاذ الجيش الذي ذاق طعم الذل والهوان والذي فقد كل المعلومات الإستخباراتية عن قدرة المقاومة وحجم ترسانتها الصاروخية. وقد إستطاعت المقاومة ومن موقع الإقتدار والقوة بالإستعمال الميداني لبعض مفاجآتها الصاروخية لردع العدو من إستهداف المدنيين.

فعلى قادة المقاومة ان يفرضوا شروطهم ويضعوا نصب أعينهم في أية جولة مفاوضات متوقعة الأمور التالية :-

1- إلغاء قرار “قومية الدولة”.
2- منع أي صهيوني من الدخول إلى باحات المسجد الاقصى ورفع كافة الحواجز حوله.
3- إطلاق سراح كافة الفلسطينبين المعتقلين داخل المدن الفلسطينية المحتلة مع التعهد بعدم ملاحقتهم قانونياً.

وإن غداً لناظره قريب

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى