أحدث الأخبارفلسطينمحور المقاومة

اللاجئون ومؤتمر “اللاجئون وتحديات العودة” … أمل على الطريق

مجلة تحليلات العصر الدولية - عماد عفانة

104 أعوام قاسية دامية طويلة مرت على صدور وعد بلفور الذي يمثل جذور النكبة وتراجيديا الهجرة ومأساة اللجوء والشتات الفلسطيني، ويجدد الشعب الفلسطيني كلما مرت هذه المناسبة الأليمة، استحضاره لحق اللاجئين والمهجرين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم التي أخرجوا منها قسرا بالحديد والنار، كحق أساسي أكدته قرارات الأمم المتحدة، والميثاق العالمي لحقوق الإنسان، والحقوق المدنية والسياسية، والميثاق الدولي لإزالة كل أشكال التمييز العنصري والمواثيق الدولية الأخرى التي ما زالت تترى من المحافل الدولية والأممية.
يستحضر اللاجئون الفلسطينيون هذا التاريخ الملون بالدم، ليس للبكاء على الأطلال، أو لنعي اللبن المسكوب، ولكن لتجديد الأمل في نفوس جموع اللاجئين بحتمية العودة، فالنصر وعد والعودة حق.
وفي هذه المناسبة وعلى طريق تجديد الأمل بالعودة الى الديار المسلوبة، تستعد غزة لإطلاق مؤتمر الثوابت الفلسطينية “اللاجئون وتحديات العودة” الذي ينظمه مركز دراسات اللاجئين الفلسطينيين في الذكرى 104 لوعد بلفور.
كثير من المؤتمرات نظمت بهذه المناسبة، وكي لا يكون هذا المؤتمر مجرد إضافة رقمية لسجل الأعداد، حرص منظمي المؤتمر على مشاركة أكثر من 70 شخصية سياسية وأكاديمية وحقوقية من مختلف أنحاء العالم، بينهم رؤساء دول سابقين كالرئيس التونسي السابق منصف المرزوقي، ووزراء وقيادات عربية وفلسطينية، ورؤساء وأعضاء مكاتب سياسية لفصائل فلسطينية، ورؤساء حاليين وسابقين لدوائر اللاجئين واللجان شعبية، ورؤساء حاليين وسابقين لمؤتمرات فلسطينيي الخارج، وخبراء وأكاديميون واعلاميون وازنون.
عودنا منظمي مثل هذه المؤتمرات على عقدها في أجواء احتفالية كرنفالية، تلبي حاجة المنظمين لاحتلال مانشيتات الصحف، وتلبي حاجة الصحافة لملئ مساحاتها الفارغة بأخبار وتصريحات مكررة.
لكن المختلف هذه المرة أن هذا المؤتمر المرتقب عقده الثلاثاء القادم في قلب غزة المحاصرة والصامدة رغم الحروب والأنواء التي تحيط بها من كل جانب، أنه المؤتمر سيناقش جدول أعماله على مدار نحو27 جلسة متخصصة بمشاركة أكثر من 70 متحدث في مختلف قضايا اللاجئين، تتراوح بين:
– الثوابت الفلسطينية في معركة العودة.
– ودور الفصائل في قضية اللاجئين.
– والدور الوطني والعربي في قضية اللاجئين.
– ودور فلسطينيي الخارج والداخل في قضية اللاجئين وتحديات العودة.
ومن المقرر أن يتوج المؤتمر بإطلاق حلف العودة، واستراتيجية العودة، وغيرها من المحاور التي ربما ستناقش لأول مرة في مثل هكذا مؤتمرات تحمل طابع وطني جامع، وبمشاركة جميع الألوان والأطياف الحزبية والفصائلية.
كيف لا والمؤتمر مخصص لمناقشة أحد أهم ثوابت القضية الفلسطينية وهي قضية اللاجئين، الذين تشكل عودتهم الى أراضيهم وبيوتهم التي هجروا منها عصب القضية الفلسطينية.
حيث يسود الأمل أن تحمل مخرجات المؤتمر استراتيجيات وتوصيات باتباع سياسات وآليات ووسائل مختلفة عما عهدناه طوال ال 73 الماضية من عمر النكبة، من أجل تحقيق هذا الهدف الهام والمفصلي في مسيرة النضال الفلسطيني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى