أحدث الأخبارالخليج الفارسيةالسعودية

اللقاء السرّي بين نتنياهو ومحمد بن سلمان بين الإخفاء والعلن؟؟

مجلة تحليلات العصر - د. أحمد الزين

لا عجب فكل شيء سائب في زمن العجائب، زمن ترامب الخاسر وبومبيو الداشر ونتنياهو التاجر ومحمد بن سلمان الفاجر. هذا ما يفسر مبدائيا هذا اللقاء السرّي العاجل بين المأزومين الثلاث بومبيو ونتنياهو ومحمد بن سلمان، يوم الاحد في 22-11-2020، في بلاد نجد والحجاز (بما تسمى السعودية)، بعد هزيمة رئيسهم ترامب المخلوع في الانتخابات الامريكية وفوز منافسه الديمقراطي جو بايدن، وإفلاس سياساتهم المهزومة وفشل مشاريعهم الهيمنية ومؤامراتهم الخبيثة في المنطقة.
أولا: بومبيو الذي يجول في اخر جولاته في المنطقة قبل رحيل حكومته، فيبدأ بفلسطين المحتلة ويزور المستوطنات الصهيونية والجولان المحتل لتشريع الاستيطان والاحتلال رغم مخالفته للقوانين والاتفاقيات الدولية، في خطوة جبانة لدعم ما تبقى من خطة “صفقة القرن”، وطمأنة المحتلين الصهاينة بانهم سائرون قدما لترسيخ بنودها ولو ذهب ترامب، من أجل إرضاء اللوبي الصهيوني في امريكا لتعويم وإنقاذ مستقبله السياسي في مرحلة ما بعد ترامب.
ثانيا: نتنياهو الخائف والمرتعب داخليا وخارجيا من أفول مستقبله السياسي، حيث تنتطره معارضة سياسية قوية ومظاهرات شعبية مناوئة له تطالب بإقصائه ومحاكمته بتهم فساد ونهب لاموال الدولة واستغلال منصبه لمكاسب شخصية وعائلية. كما فشل نتنياهو في إقناع ترامب لتوجيه ضربة عسكرية لإيران لحد الان، وعدم تحقيق اي مكاسب استراتيجية او اي انتصار ميداني نوعي من خلال استمرار استفزازاته واعتداءاته على سوريا وحلفائها الايرانيين ومحور المقاومة، الذين تحلّوا بالحكمة والوعي والصبر الاستراتيجي وعدم الانجرار الى لعبة الحرب وجرّ المنطقة الى الدمار التي يخطط لها نتنياهو بتوريط ترامب فيها قبل مغادرته وفقدانه مركز القرار في واشنطن.
ثالثا: محمد بن سلمان القلق جدا والمستاء كثيرا من مخاوف تسريب نتنياهو خبر اللقاء السرّي معه، عبر صحيفة “يديعوت احرنوت” العبرية التي فجّرت مفاجأة كبرى بكشفها تقاصيل زيارته الى السعودية، مما تزايدت قناعات محمد بن سلمان بان جهاز المخابرات الامريكية (السي آي اي) ربما تسعى لتصفيته سياسيا وخلعه من منصبه، وإعادة الامير محمد بن نايف ولي العهد السابق (المعتقل تحت الاقامة الجبرية في منزله من قبل محمد بن سلمان) المحبوب من قبلها، لان بايدن والديمقراطيين وعدوا بمحاسبة محمد بن سلمان على جرائمه ومجازره البشرية في اليمن والعراق وسوريا.. ومقتل خاشقجي، وحصاره لقطر، وانتهاكاته لحقوق الانسان وممارساته القمعية والتعسفية في اعتقال وتعذيب الامراء والنساء ورجال الاعمال والنشطاء، في ظل إدارة ترامب المتورطة في تغطيته وحمايته لأنه يمثل البقر الحلوب لترامب وإدارته، وكلب حراسة لنتنياهو ونظامه الصهيوني من خلال تشجيع الامارات والبحرين والسودان للتطبيع مع هذا الكيان الغاصب ودعمه لـ “صفقة القرن” الخيانية، كما يمثل رأس حربة وذراع عسكري وتمويلي في مواجهة إيران ومحور المقاومة في المنطقة من خلال دعمه للإرهاب والتنظيمات التكفيرية وعلى رأسهم تنظيم “داعش” الإرهابي.
ومن المتوقع، ان لا يهرول محمد بن سلمان الى التطبيع حاليا في ظل الخوف من تزايد معارضة العائلة المالكة له، وتردد والده الملك سلمان، وفي ظل احتمال تقديمه الى المحاكمة من قبل الادارة الامريكية الجديدة. ولكنه، الان، يحاول الهروب الى الإمام بتصعيد القصف الإجرامي على اليمن، والقيام بحملات إعتقال وقمع وترهيب جديدة لخصومه ومنافسيه في المملكة، بالتوازي مع تناول أنباء عن نقل منافسه على عرش المملكة ولي العهد السابق محمد بن نايف الى الصحراء للتخلص منه وتصفيته قبل ذهاب ترامب ووصول بايدن الى البيت الابيض.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى