أحدث الأخبارفلسطين

المأزق الوجودي لآل خليفة في البحرين قرنان من الإضطهاد الممنهج والمتواصل والتطبيع مع الصهاينة تتويج للمأزق الوجودي للنظام

الدكتور راشد الراشد

لا يوجد مؤشر على المأزق الوجودي للنظام الخليفي داخليا وخارجيا أكثر من لجوئه للتطبيع مع الكيان الصهيوني، وأكثر من مشاريع الحرب الشاملة على المكون الأساسي والأصيل للبحرين ومحاولة تدمير وتغيير التركيبة السكانية وقيامه بعمليات التجنيس السياسي لخلق البديل.

ان لجوء النظام للتطبيع مع الكيان الصهيوني ضاربا بعرض الحائط الرأي العام الداخلي والخارجي العربي والإسلامي والانحياز إلى معسكر الصهاينة وربط مصير النظام به وتبني استراتيجياته الامنية والسياسية المعادية للامة ولشعوب المنطقة ودخول السلطة في تحالفات الصراع الإقليمي القائم بقدر ما يعكس كل ذلك فشل المنظومة الخليجية وانحسار ثقة النظام فيها وفي استمرارها وفي قدراتها الذاتية على الاستمرار والمواصلة فإنه يعكس ايضا قلة الخيارات المتاحة لدى النظام وحجم المأزق الوجودي الذي يعانيه والذي دفعه للجوء لهذه المغامرة الخطيرة التي يمكن أن تضعه في واجهة اي حرب أو معركة بين الكيان الصهيوني وإيران في الإقليم، وهو ما لا يمكن للنظام تحمل أدنى تبعاته وتكاليفه الباهضة. وهذا ما يدفعنا للتأكيد بأن خيارات النظام باتت محدودة وصعبة وخطيرة مما أضطره لإتخاذ هذا القرار الشديد الخطورة.

لكن لا يبدو ان النظام اقتصر على التحالف مع الصهاينة لمعالجة مأزقه الخارجي فقط!



فمشاريع التجنيس السياسي الطائفي وتغيير التركيبة السكانية وحصار وتفكيك وإعادة تركيب المناطق والمجتمعات لسكان الأرض الأصيلين فإنه يعكس وجود بصمة صهيونية ليست ضبابية أو غير واضحة وإنما بصمة فاقعة شديدة الوضوح.

فمنذ غزو ال خليفة للبحرين وجدوا أنفسهم امام محيط سكاني مختلف عنهم ثقافيا ونفسيا وهو أمر دفعهم لاستجلاب بعض أبناء القبائل من قطر والسعودية لكن الغلبة العددية التاريخية للسكان البحارنة كانت مصدر قلق دائم للعائلة الغازية وهو ما باح به سلمان ال خليفة جد الملك الحالي للمستشار الانجليزي، وهو ما عكسه ايضا مشروع بححم مؤامرة التقرير المثير بعد ذلك واعداد المجنسين والمرتزقة الذين اصبحوا يشكلون صورة وواجهة وهوية النظام الداخلية.

لكن لا يبدو كل ذلك كان كافيا لتبديد مخاوف السلطة أو مازقها الوجودي كقوة غازية فشلت في التعايش مع سكان الأرض الأصليين، وتمادت في قمعهم واضطهادهم وتهميشهم إلى درجة تعكس حجم القلق والخوف مما يمكن أن يمثله أصحاب الأرض من تهديد جدي على تحكمهم بالأمور وإستفرادهم بالسلطة والموارد.



كما أن حديث النظام المستمر عن احترام الاديان وعن مجتمع متعدد الأصول والمعتقدات وافتتاح السلطة لعدد من الكنائس والمعابد ولقائها مع عدد من الجاليات يعكس رغبة النظام في الخروج من احساسه التاريخي بالغربة في محيطه السكاني الداخلي المختلف من جهة وللتغطية على فشل العائلة الحاكمة التاريخي في احترام السكان الأصليين ومعتقداتهم وشعائرهم ومقدساتهم.

فيبدو أن النظام يستعين بخبرات استراتيجية صهيونية لحصار وتفكيك وإعادة تركيب بعض المناطق والمجتمعات الشيعية التي كانت ولازالت بؤر رفض ومقاومة لممارسات النظام المتسمة بأقصى درجات القمع والاضطهاد المشهود، والتي تبدو بصماتها واضحة من خلال افراغ هذه المناطق من اهلها وتوزيعهم على مناطق متباعدة عبر مشاريع الإسكان، ومن خلال ضخ المزيد من الأجانب لهذه المناطق وايضا من خلال شراء واستحواذ ممنهج على الأراضي والمزارع في هذه المناطق ومحيطها.

ولا يبدو ذلك غريبا على كيانين يتشابهان في مآزقهما التاريخية في طبيعة وجودهم التاريخي العدواني على ارضين ووطنين مختلفتين معهما كقوى غازية ومحتلة في الهوية والطباع والسلوك، وعدائهم مع شعوب تلك الاوطان وجرائمهم وفشلهم في تقبل أصحاب الأرض هنا وهناك في البحرين وفلسطين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى