أحدث الأخبارالسودانشؤون امريكيةشمال أفريقيا

المال والفتن الداخلية ادوات بايدن لجلب مسؤولين يطيعون الإملاءات الأمريكية الإسرائيلية ويفتحون بلاد العرب للصهاينة ليتحكموا بها.. ماذا يجري في السودان؟

مجلة تحليلات العصر الدولية / صحيفة الاحداث - بسام ابو شريف

🔵من يقود المعركة في السودان؟؟؟؟🔵

أرسلت واشنطن فوراُ فيلتمان الى الخرطوم ، ليقود المعركة التي تستهدف ما يلي:
ـ أولا: منع تحكم قوى سياسية رافضة للتطبيع مع اسرائيل والتعاون الأمني معها بالحكومة التي ستشكل بعد المرحلة الانتقالية.
ـ ثانياً: بما أن العسكر لا يستطيعون ضمان التصويت في الانتخابات القادمة ، فإن الحذر كل الحذر والترتيبات اللازمة يجب ان تؤخذ حتى لا يفوز في عضوية البرلمان أغلبية رافضة لإستراتيجية البرهان المطبعة مع إسرائيل.
ـ ثالثاً: وعلى هذا الأساس فان الولايات المتحدة واسرائيل تدرسان مع البرهان كافة الوسائل التي تجعل من قيام حكومة تتضمن أحزاباً سياسية كثيرة تعارض التطبيع ومنع انتخاب برلمان سوداني أغلبيته ترفض التطبيع مع اسرائيل، تجعل من هذين الأمرين مستحيلين ، أي أن على الجهات الثلاثة واشنطن وتل ابيب والبرهان، أن يضعوا الخطط اللازمة لفركشة قيام حكومة ذات أغلبية رافضة للتطبيع وانتخاب برلمان سوداني اغلبيته ترفض التطبيع، ولهذا ، نرى ان البرهان اتخذ الخطوة بعد لقائه مع فيلتمان ، بإعلان حالة الطوارئ واقاله المجلس السيادي و اعلان انه سيشكل حكومة من كفاءات تتابع تنفيذ برنامج المرحلة الإنتقالية الى أن تصل الى نهاياتها.
البرهان تصرف تصرفاً أحمقا، لأنه مباشرة بعد لقاء فيلتمان ، أعلن انه تسلم افكاراً أمريكية حول حلول الازمة التي تعاني منها السودان ، ثم أعلن في المؤتمر الصحفي انه قدم لحمدوك ثلاثة خيارات ، ثم أعلن انه سيشكل حكومة من الكفاءات ، واعلن ان هذه الحكومة من مهماتها الأساسية متابعة تنفيذ بنود المرحلة الإنتقالية خاصة موضوع إتمام هيكلة القضاء في السودان.
من هذا نفهم ان البرهان على وشك تعيين قضاة يتحكم هو بقرارهم وقد يشكل محاكم عليا ومحاكم دستورية ، ليمرر من خلالها ، تماماً كما شاهدنا في أكثر مكان مثل لبنان والعراق ومثل أماكن أخرى أن القضاء الذي تسلل له من يخضع لإملاءات واشنطن يصبح قضاءً ضد الشعب وليس مع الشعب.
اذا اردنا ان نختصر مؤتمر البرهان الصحفي يمكننا ان نقول ، انه اعلان من البرهان ان لا لقاء مع القوى السياسية وان العسكر سوف يستمرون في اتخاذ القرارات وحكم البلد عسكرياً وسياسياً واقتصادياً ، وان الاستراتيجية التي رسمها مع الولايات المتحدة واسرائيل سوف تستمر في السودان وان ما قاله للحمدوك في تلك الجلسة السرية كان كذباً ودهائاً ومناوراتاً غشاشة.
طوال تلك الفترة الانتقالية كان الحمدوك يتصرف وكأنه على وئام مع كل الأطراف السياسية والعسكرية وكان يثق في ان ما وعده به البرهان سينفذ ، وكان يثق ان العسكريين جادين ، وان الولايات المتحدة فعلاً تقف مع نقل السلطة للجهات المدنية ، لكنه الان على الحمدوك ان يراجع تماماً مواقفه ، وان يتخذ موقفاً واضحاً الى جانب مواقف الاحزاب السياسية السودانية العريقة في انتمائها الوطني و القومي والتقدمي ورفضها كل انواع الخضوع للاستعمار و لواشنطن ولتل ابيب ورفضها للصهيونية العنصرية وإصرارها على بناء اقتصاد السودان ، من خلال وقف فوري لعمليات النهب التي تتم لثروات السودان على يد من يتحكم بالسودان ، الغرباء ، ومن يواليهم من أبناء البلد.
نبشر ، بأن السودان لن يهدأ ، وان البرهان لن ينجح ، لأن الشعب السوداني شعب عريق وشعب مثقف وشعب لا يقبل بانتزاع حريته ، في التعبير والتحرك والوقوف بعزة وكرامة الى جانب مصالح الوطن ومصالح الأمة.
اننا رأينا في السابق ونرى اليوم في كل حزب سوداني ، رأينا فيه موقفناً وإن اختلفنا في التكتيكات ، موقف جذرياً صلباً لا يتزحزح عن ثباته في دعم حق الشعب السوداني في التعبير عن رأيه وعن حق الشعب السوداني في تقرير مصيره ، وعن حق الشعب السوداني في انتمائه لأمته العربية وعن حق الشعب السوداني في دعم لنضال الشعب الفلسطيني لتحرير وطنه من أول شبر الى آخر شبر .
فيلتمان يريد للسودان ما جرى في العراق ، اي ان ينتخب برلمان بأي شكل من الأشكال التزويرية سواء الكترونياً او عبر الايدي ليقولوا أن أغلبية الأعضاء في ذلك البرلمان صوتت الى جانب التطبيع مع اسرائيل.
الشعب العربي السوداني ، شعب أصيل، شعب يعشق الحرية ، شعب يناضل بصبر وآنية ، شعب اذا تحرك لا يمكن لقوة ان توقفه ، انه الشعب الذي قد يغير مجرى الأمور في البحر الأحمر .
فهو لا يقبل أبداً ، ان يرسل شبابه ليقتل في اليمن ، تحت راية العرش السعودي وهو لا يشتري دم أبنائه بالدولارات ، كذلك لا يمكن ان يبيعه بالدولارات ، شعب مثقف، يؤمن بعمق انتمائه القومي العربي بانتمائه لجيوش الحرية في العالم، وهو شعب يفتخر بنفسه وبعزته وبقدرته وهو شعب قادر، نحن نعرف تماماً من هم السودانيين ، ونعرف تماماً ، انهم لن يقبلوا أن يركعوا او ان يخضعواً لإملاءات تل ابيب وواشنطن ، او وكيلهم البرهان، سوف يثير هذا الجيش مع الشعب لأنه مكون من أبناء الشعب ضد كل من يحاول ان يجر السودان بما فيه من خيرات وثروات الى قائمة الأتباع لتل أبيب وواشنطن.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى