أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

المبادرة الفرنسية الفرصة الاخيرة لانقاذ..الحريري 

مجلة تحليلات العصر - حسين الموسوي

فجأة عاد رئيس الحكومة السابق سعد الحريري ليتصدر قائمة المرشحين لترؤس الحكومة المقبلة في لبنان. الرجل الذي اكد مرارا وتكرارا انه خارج السباق للعودة الى رئاسة الحكومة اطل قبل ايام في مقابلة تلفزيونية اعدت حصرا لغاية اعلان نيته العودة.

العالم –

الحريري الابن الذي خسر الكثير من اوراقه الداخلية والخارجية، لم يجد مخرجا لازمته الشعبية والمتعلقة بزعامته للشارع السني في لبنان الا رئاسة الحكومة التي اعلن استقالته منها كهدية للشعب اللبناني كما قال بعد احتجاجات تشرين العام الماضي. واليوم بات الكثيرون مقتنعين بان مرحلة تكليف مصطفى اديب كانت مرحلة تجربة بالنسبة للحريري، والمقصود هنا المبادرة الفرنسية.
لعب نادي رؤساء الحكومة (والذي كان الحريري عضوا فيه) دورا اساسيا في عملية التشكيل التي تكلف بها اديب. وفي الايام الاخيرة من مرحلة تكليف اديب بدأ الحريري ياخذ مسارا متمايزا عن موقف نادي الرؤساء وتحديدا في مسالة قبوله اعطاء وزارة المالية لشخصية شيعية. هذا التمايز في الموقف كان جزءا من التجربة التي خاضها الحريري حيال المبادرة الفرنسية والتي شكلت وتشكل فرصة ذهبية بالنسبة له لترسيخ اسمه في الحقبة الجديدة التي من المفترض ان تؤسس لها المبادرة التي طرحها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون لعوامل عدة
اولا
خسر الحريري اوراقا عديدة في المرحلة الماضي. خارجيا لم يعد ضمن الخيارات السعودية في لبنان خاصة بعد ازمة اختطافه من قبل محمد بن سلمان اضافة الى ما يحكى عن وضع ابن سمان يده على شركة “سعودي اوجيه” التي اسسها الحريري الاب وبالتالي حرمانه من مصدر دخل كبير جدا. اما داخليا لا يمكن اغفال الاختلافات الواضحة بين الحريري وحلفائه من (14 اذار) لاسيما الكتائب والقوات، اضافة الى مواقف بعض المحسوبين على الحريري التي تخطت حدود المتعارف عليه في الخصومات السياسية اللبنانية، وهو ما لا يريده الحريري الذي يسعى للحفاظ على “خط للرجعة” مع كل الاحزاب اللبنانية بما فيها حزب الله وحركة امل.

ثانيا
يريد الحريري ان يكتسب تاييدا دوليا من خلال المبادرة الفرنسية، وهذا ما اظهره كلامه يوم الاثنين بعد زيارته لرئيس الجمهورية ميشال عون (الذي لطالما هاجم الحريري تياره ووزير الخارجية السابق جبران باسيل المحسوب على عون). الحريري قال ان المبادرة الفرنسية هي الامل الاخير للبنان وانه في حال ما يزال التوافق بين الاحزاب اللبنانية على قبول المبادرة فان ماكرون سيدعم لبنان ويخرجه من ازمته ويحشد التاييد الدولي له. هذا الكلام يعني انه في حال حصل الحريري على التزام من الاحزاب اللبنانية بالمبادرة الفرنسية فانه سيقبل العودة لرئاسة الحكومة علنا بعد ان روج لها ضمنا، وبالتالي سيعود بصورة المنقذ المدعوم فرنسيا ودوليا وايضا عربيا وان لم تؤيده السعودية.

ثالثا
من خلال تجربة الحريري مع مرحلة مصطفى اديب ادرك انه لا مناص من التعامل مع حزب الله وحركة امل في موضوع الحكومة، ولا يمكن لاحد الغاء هذين القوتين الاساسيتين في لبنان. ومن هنا جاء كلام الحريري ورسالة الطمأنة التي ارسلها لحزب الله وحركة امل بان حكومة اختصاصيين بحسب ما جاء في المبادرة الفرنسية لن تكون الا لاشهر محدودة، وفي هذا رسالة بانه سيقبل بحكومة اختصاصيين سياسية فيما بعد.

منذ البداية تمسك حزب الله وحركة امل بالحريري حتى بعد استقالته. لكن الاخير تصرف تحت ضغوطات خارجية وعوامل اقليمية ودولية جعلته يرفض هذا التمسك فيه. اما الان فان اي عودة للحريري الى الحكومة يجب ان تمر بمسارين لا مسار ثالثا لهما، الاول التمسك بالمبادرة الفرنسية لانقاذ تاريخه وحياته السياسية برمتها ربما، والثاني الاقتناع بالتعامل مع حزب الله وحركة امل وباقي القوى السياسية لتسهيل عودته لرئاسة الحكومة

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى