أحدث الأخبارلبنانمحور المقاومة

المبادرة الفرنسية الى الواجهة من جديد.. لكنّ الحلول أشبه بالمعجزة!

مجلة تحليلات العصر

بات واضحاً ان المبادرة الفرنسية ستعود بانطلاقة جديدة خلال الايام المقبلة بهدف الوصول الى تشكيل حكومة لبنانية والبدء بعملية الإنقاذ التي وعد بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في زيارته الأولى بُعيد انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب الماضي.

لكن الاسئلة التي تُطرح على هامش عودة المبادرة هي عن مدى تمكّن الفرنسيين من القيام بخروق جدية في الساحة اللبنانية علماً ان كل الرهانات تنحصر اليوم بالدور الفرنسي وبقدرته على تحقيق معجزة سياسية.

يبدو أن الإدارة الاميركية الجديدة قد اعطت الفرنسيين الضوء الاخضر في العديد من الملفات وتحديدا في الملف اللبناني، الأمر الذي كان متوقعا مع وصول الرئيس الاميركي جو بايدن الى البيت الأبيض، على اعتبار ان ثمة قرار اميركي بوضع الملف اللبناني جانبا في هذه المرحلة لأنه لا يشكّل أولوية بالنسبة لواشنطن، بالإضافة الى الرغبة بمراضاة الفرنسيين والأوروبيين عبر منح فرنسا دوراً أساسيا في الملعب اللبناني.

من جهة اخرى، فإن الضوء الاخضر الذي أعطي للفرنسيين وترك لهم هامشاً كبيرا من الحركة السياسية في لبنان ليس من شأنه أن يلغي بعض العوائق التي لا يبدو أن الفرنسيين سيستطيعون تجاوزها بسهولة.
العائق الاول يكمن في رفض بعض الدول الاقليمية وتحديدا دول الخليج حتى اليوم اعطاء الغطاء لأي حكومة يشارك فيها “حزب الله”، ما يعني بأن الجانب الفرنسي سيشكّل جناحا واحدا من التسوية الا انه سيكون بحاجة الى الجناح الاقليمي الاخر الذي لا يبدو متوفرا بعد، حيث ان دول الخليج من جهة غير مستعدة لتسهيل ما تعتبره اعادة سيطرة “حزب الله” على السلطة في لبنان، وإيران من جهة اخرى غير مهتمة بفتح ابواب واسعة للفرنسيين في لبنان، خصوصا وأنها قد تكون في العمق تفضل دوراً تركيا لا فرنسياً. وفي كل الاحوال فإن العائق الاقليمي يبدو صلباً امام الفرنسيين وهم يدركون ذلك جيدا وربما جاري العمل على كيفية تخطيه.

ووفق مصادر مطلعة، فإن العوائق الداخلية لا تقل اهمية عن المشاكل الاقليمية، اذ ان الرئيس الفرنسي الذي لا يحظى بإجماع اقليمي ودولي حول حركته في لبنان قد يعاني أيضاً من عراقيل في اقناع القوى السياسية بالسير بمبادرته التي لم تتضح صورتها بعد، حيث أن إقناع كل من الرئيسين ميشال عون وسعد الحريري بالتنازل عن شروطهما لا يبدو سهلا على الاطلاق لا سيما بعد التصعيد الاخير بين الطرفين.

وتشير المصادر الى ان ثمة عائق اخير يعترض حراك ماكرون في لبنان وهو “حزب الله” اذ ان الحزب يرى في هذه المرحلة فرصة للحصول على مكتسبات سياسية لذلك فهو، وبحسب المصادر، لن يقدم تسهيلات مجانية للفرنسيين خصوصا في ظل التطورات الاقليمية المقبلة والتي يعتقد انها ستكون لمصلحته في كل الاحوال.

من هُنا، فإن من يظن أن المبادرة الفرنسية ستكون أم الحلول السريعة فهو مخطىء، حيث انها ستواجه الكثير من العوائق التي سيسعى ماكرون جاهدا لتخطيها من اجل بلوغ مرحلة محاولة الانقاذ، فهل يفلح في ذلك؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى